الرئيسية / الآراء والمقالات / احمد المالكي يكتب : بريطانيا من حزن الملكة الى خيبة الامل اقتصاديا

احمد المالكي يكتب : بريطانيا من حزن الملكة الى خيبة الامل اقتصاديا

احمد المالكي

بريطانيا من حزن الملكة الى خيبة الامل اقتصاديا

بقلم: أحمد المالكي

رحلت الملكة وتركت الشعب البريطاني حزينا عليها, وكان رحيلها حدثا عالميا اهتم به العالم وسلطت وسائل الاعلام الضوء على جنازة الملكة في مشهد وداع ربما لم تشهده بريطانيا من قبل .لكن من وداع الملكة الى خيبة الامل اقتصاديا بسبب معاناة بريطانيا اقتصاديا ورسوب حكومة ليز تراس في اول اختبار لها امام الشعب البريطاني.

مظاهرات شهدتها بريطانيا في اول يوم من شهر اكتوبرخرج الاف البريطانيون يطالبون بالرفق بهم اقتصاديا بعد ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم الذي تعاني منه بريطانيا وهبوط الجنيه الاسترليني الى ادنى مستوياته وهذا بسبب خطة مصغرة وضعتها حكومة ليز تراس جعلت البريطانيون في حالة غضب ضدها وكان لهذه الخطة تأثيرا سلبيا على اسواق المال وحاول البنك المركزي البريطاني التدخل بشكل سريع وطارئ لتهدئة اسواق المال .

تراس التي جاءت ووعدت البريطانيين بالتدخل للحد من التأثيرات السلبية التي تعاني منها بريطانيا اقتصاديا بسبب الحرب على اوكرانيا اتخذت قرارا سبب غضبا في الشارع البريطاني وهذا القرار يهدف الى تخفيضات كبيرة على ضرائب الاثرياء وهذا مافجر الغضب عند البريطانيين وجعلهم ينزلون الى الشوارع هذه المرة ليس لتوديع ملكة بريطانيا بل للتعبير عن غضبهم من ارتفاع تكاليف المعيشة وارتفاع الفواتير خاصة ان الوضع صعب جدا وهناك حالة من التخوف عند المواطن البريطاني مع اقتراب الشتاء وتضع هذه الازمة المواطن البريطاني في حالة حيرة شديدة بين ان يحصل على الطعام اوان يدفع فواتير الطاقة المرتفعة وكان يضع امله على تراس في وضع خطة مصغرة تطمئن المواطن البريطاني وتقف بجانبه لكن اصابت تراس الشعب البريطاني بخيبة امل شديدة جعلهم لايثقون فيها بل وصل الامر الى المطالبة باستقالتها بحسب استطلاع بريطاني .

بريطانيا في ازمة كبرى وهذه الازمة تهدد بريطانيا بمزيد من البطالة واستمرار التضخم واستمرار هبوط الجنيه الاسترليني وقد يصل الامر الى اغلاق شركات كبرى داخل بريطانيا ولعل ما حدث في بي بي سي بداية لما قد يحدث في مؤسسات اخرى داخل بريطانيا بسبب الازمة الاقتصادية وسوف يدفع المواطن البريطاني ثمن الازمة بخسارة وظيفته وهذا سوف يعود عليه سلبا وعلى اسرته وربما تتزايد حالات الانتحار في بريطانيا.

ليز تراس من الذين يؤيدون استمرار دعم اوكرانيا عسكريا وهي ترى ان بوتين عليه ان يخرج من اوكرانيا ويدفع تعويضات على ما سببه من خسائر داخل اوكرانيا وهي التي اعلنت انها مستعدة لزيارة اوكرانيا ودعمها في الايام القادمة لكن السؤال هل تستطيع تراس الموازنة بين الاقتصاد البريطاني وتقديم خطة تنقذ بريطانيا من التضخم وهبوط العملة ودعم اوكرانيا عسكريا لمواجهة خطر التمدد الروسي ام انها سوف تقرر التخلي عن اوكرانيا؟

الايام القادمة ربما تجيب لنا عن الكثير من التساؤلات ليس بشأن بريطانيا فقط بل كل اوروبا والعالم.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

كاتب ومحلل سياسي 

دكتوراة في القانون العام جامعة محمد الخامس المغرب 
محاضر في جامعة الأزهر - فلسطين

إبراد إبراهيم ابراش يكتب : الانتصار الذي تسعى له حركة حماس

الكاتب إبراهيم ابراش الانتصار الذي تسعى له حركة حماس بعد أن ساعدت حركة حماس إسرائيل، …