IMG-20220926-WA0036
الرئيسية / ادب وثقافة / معرض فلسطين للكتاب (5)

معرض فلسطين للكتاب (5)

IMG-20220926-WA0036

معرض فلسطين للكتاب (5)

اليوم الخامس/ الأحد 18/9/2022

الكاتب والباحث/ ناهـض زقـوت

كعادة كل يوم، نصحو عند السابعة أو الثامنة صباحاً، ونتوجه إلى قاعة المطعم للإفطار، بعد أن نلقي تحية الصباح على هدى حجو الجالسة خلف طاولتها في صالة الفندق تراجع أوراقها، وتتواصل مع الوزارة من أجل احضار السيارات لنقلنا إلى فندق الكرمل، فقد كان هذا اليوم هو آخر يوم لنا في فندق ميلينيوم فلسطين.

تناولنا إفطارنا ونحن نتسامر، والكل يدلو بدلوه حول الفندق الجديد، وحسب ما سمعوا فإنه أجمل وأرقى من الفندق الذي نقيم فيه، لم تبد على الجميع آثار التذمر من نقلنا، بل الكل سعيد ومبسوط بالضيافة لثلاثة أيام أخرى.

نزلنا من المطعم وكل واحد منا يحمل فنجان قهوته ليحتسيها في الصالة مع سيجارة للمدخنين، لأن التدخين ممنوع في المطعم.

بدأ سؤال هدى عن كيفية نقلهم، وعن الفندق الجديد، ولماذا لم يبقوا هنا؟. كلها أسئلة مشروعة، أجابت عليها هدى، بأن اتفاق وزارة الثقافة مع الفندق حسب مناقصة لمدة أربعة أيام، ولا يمكن تجديد المناقصة، لأن ثمة ضيوفاً آخرين ضمن المناقصة. ومدحت فندق الكرمل بأنه أجمل وأكثر هدوءً. أما عن وسيلة نقلهم فأشارت إلى أن الوزارة سوف ترسل عند الظهر سيارات لنقلهم لأن الباص مشغول بنقل ضيوف للمعرض، وقد طلبت من الجميع أن يسلم بطاقة الغرفة قبل الساعة الثانية عشرة لأن بعدها يحسب يوماً جديداً.

انتقل الزملاء إلى غرفهم لتجهيز حقائبهم، وتجمعوا مع حقائبهم في الصالة بعد أن سلموا بطاقات الغرف. عند الساعة الحادية عشرة حضرت السيارات لنقلهم إلى فندق الكرمل، سلم الكل على هدى وأخذنا صورة جماعية تذكارية.

لا يبعد فندق الكرمل أكثر من عشر دقائق عن فندق ميلينيوم فلسطين، فهما في نفس حي الماصيون الراقي في رام الله. وصل وفد غزة إلى الفندق، وتم حجز غرفهم، فاكتشفنا الفرق بين الفندقين من حيث مساحة الغرف الواسعة والامكانيات المتوفرة في كل غرفة، فعلاً الكرمل أرقى وأكثر راحة.

سألت ادارة الفندق عن اسعار الاقامة في الفندق، فقالت: الغرفة بسريرين بمبلغ 750 شيكل، والغرفة بسرير واحد مجوز ب650 شيكل، وكذلك فندق الميلينيوم أسعاره لا تختلف فالغرفة ب700 شيكل. أسعار خيالية بالنسبة لنا. كل الشكر والامتنان لمن وفر لنا الحضور والاقامة والاستضافة، وزارة الثقافة، مكتب الرئيس، الأخ محمود الهباش.

يوم السبت مساء تحدث معي الأخ الدكتور محمود الهباش، لكي يدعو وفد غزة لتناول طعام الغداء على شرفهم، احتراماً وتكريماً لهم، وتم ابلاغ الزملاء بدعوته.

بعد أن تم استقرارنا في الفندق، ابلغنا الأخ ناصر عطالله أن الأخ مراد السوداني الأمين العام لاتحاد الكتاب، ينتظرنا في مكتب الاتحاد لاستقبالنا بما يليق بمكانة وفد غزة من الكتاب والأدباء، لبينا الدعوة ولكن ليس كل أعضاء الوفد، ووصلت السيارات المرسلة من الأخ مراد لنقلنا للاتحاد.

اجتمعنا في الاتحاد كأمانة عامة ومكتب حركي، وبحضور الشاعر سائد أبو عبيد أمين سر المكتب الحركي في الضفة الغربية، للتباحث في هموم الكتاب وخاصة كتاب غزة، وحملتهم على الفيس بوك ضد زيارة الوفد. وأكد الأخ مراد أن اتحاد الكتاب ليس له علاقة قطعياً في وضع الأسماء أو ترشيح أسماء، بل لم يكن لنا دور كاتحاد كتاب في تنظيم المعرض وفعالياته، لذلك هذه الحملة هدفها تشويه الاتحاد، لذلك يجب وضع حد لها بكل قوة، لكي يعرف كل كاتب حدوده، وترك الأخ مراد لاتحاد غزة التصرف مع هؤلاء الذين يقومون بتشويه الاتحاد وتحميله المسؤولية.

أقول من حق كل كاتب في غزة أن يحصل على فرصة السفر للمشاركة في المعرض، ولكن ليس كل غزة، وهذا ما لمسناه من الذين كتبوا، والذي كتب لو كان ضمن الوفد لكان أحد الذين يتهجم على الذين كتبوا، يعني المسألة أن أكون فيها يا بخربها، فلم تكن دفاعاً عن كتاب غزة الذين لم يشاركوا بقدر ما كانت لماذا أنا لست معهم؟.

وأقول أيضا بناء على ما عرفته لاحقاً أن عضوين في الاتحاد هما من وضعا الأسماء بناء على طلب وزارة الثقافة، فهذا لا يعني مسؤولية الاتحاد، وإنما كانت مبادرة من وزارة الثقافة أن هذين العضوين لهما معرفة بالكتاب والكاتبات، وأنا لا أدافع عنهما، بل أحملهما مسؤولية تشويه الاتحاد، ولكن تتحمل المسؤولية أولاً وأخيراً في اختيار الأسماء وزارة الثقافة، وهي لم تنكر ذلك، بل هي التي رفعت الأسماء للشؤون المدنية وتابعت اجراءات اصدار التصاريح، وهي التي حجزت للوفد الفندق.

غادرنا الاتحاد إلى الفندق، وبمجرد وصولي جاءني اتصال من مدير مكتب الوزير الهباش يؤكد على دعوة الغداء في الرابعة في مطعم دارنا، وسوف يرسل باص لنقل الوفد.

في الساعة الثالثة والنصف وصل الباص، واستقله الزملاء جميعهم ما عدا الصبايا لأنهن لم يكن في الفندق، ولم تحضر معنا غير الأخت يسرا الخطيب، جاب الباص شوارع رام الله وصولاً إلى المطعم الفخم الذي كان مجهزاً طاولة كبيرة بعدد أعضاء الوفد، وقد لاحظت مكانة المطعم من صور الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال وشخصيات أجنبية قد ارتادت المطعم وسجلت حضورها بصورة على جدار مخصص للصور في المطعم.

عقب وصولنا بدقائق، وصل الأخ الدكتور محمود الهباش، وتبادنا السلام والتحية، وجلس على الطاولة في مقابلتنا، وبدأ مرحباً بالوفد مؤكداً على حضور غزة في كل مكان، فهو ابن غزة ويعتز بذلك، وبكل فرد من غزة، ثم تحدث عن الهم السياسي، ودور الكتاب والأدباء في الدفاع عن الشرعية الفلسطينية في ظل التحديات التي تواجهها، وأكد أنه يتابع العديد من الكتاب.

وحينما يمد الطعام يبطل الكلام، ولكن في حالتنا لم يبطل الكلام بل استمر النقاش وتبادل الآراء، كأن د. الهباش لديه شوق لغزة وأهلها، ويحاول بقدر المستطاع أن يتحاور ويناقش، وكان مرحاً وودوداً مع الوفد لأقصى درجة، وأبدي استعداده لتلبية أي طلب للوفد.

وبعد ساعتين، غادرنا المطعم في نفس الباص، بعد أن شكرنا الأخ الدكتور محمود الهباش على حسن الاستقبال والضيافة، وطلبت منه صورة جماعية مع الوفد للذكرى.

وصلنا للفندق لنجد بعض الضيوف والزوار الذين جاؤوا للترحيب والسلام علينا.

في هذا اليوم لم نزور معرض الكتاب ولم نحضر فعالياته، وقد شاهدنا صور العديد من الأصدقاء قد زاروا المعرض ولم نلتقي بهم، كنا نتمنى لقاءهم، ولكن يومنا كان حافلاً بالترحيب.

تميز معرض فلسطين للكتاب بتخصيص زاوية للأطفال، وقد زرت هذه الزاوية مع وزير الثقافة د. عاطف أبو سيف في يوم سابق للاطلاع على النشاطات والفعاليات المخصصة للأطفال، من الحكواتي الذي يروي الحكايات، إلى صندوق العجب، إلى الرسم والتلوين، إلى الغناء ودبكة الأطفال، مما يدخل البهجة والسرور على نفوس الأطفال. ومن الجدير ذكره أن صبيتين ضمن الوفد كانتا من مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، حضرتا خصيصاً للمشاركة في زاوية الأطفال.

يتبع،،،

غزة: 26/9/2022

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

غصون غانم

جلسة على موائد الفلسفة

جلسة على موائد الفلسفة في كتاب ( دوستويفسكي وكانط _ حوارات الأخلاق ) للكاتبة أفرجينا …