الرئيسية / الآراء والمقالات / احسان بدرة يكتب : خطاب الرئيس محمود عباس نقلة نوعية

احسان بدرة يكتب : خطاب الرئيس محمود عباس نقلة نوعية

ناشط سياسي واجتماعي وتربوي
ناشط سياسي واجتماعي وتربوي

خطاب الرئيس محمود عباس نقلة نوعية 

في الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة 23/9/2022

بقلم / إحسان بدرة – ناشط سياسي واجتماعي وتربوي 

يعتبر خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة بتاريخ 23/9/2022 نقلة نوعية بالمستوي السياسي والقانوني والدبلوماسي والعلاقي مع إسرائيل والمجتمع الدولي والأمم المتحدة فلقد كان بمثابة خطاب القرار الفلسطيني المستقل والحكاية والرواية الفلسطينية الصادقة والحق الفلسطيني الصدوق وخطاب الثوابت التي لا يمكنها أن تسقط بالتقدم مع طول زمن الاحتلال الفاشي العنصري النازي.

حيث استطاع الرئيس محمود عباس بخطابه هذا أن يعرض ما وصلت القضية الفلسطينية وخاصة الرواية الفلسطينية بشكل سردي ومنطقي وسياسي وقانوني ولقد وفق بذلك بدرجة كبيرة حيث أعاد تصويب أساس الرواية الفلسطينية وأدخلها من جديد منذ وعد بلفور حتي هذه اللحظة وخاصة أسس أصل الحكاية ” الاجرام – العدوان – جرائم الحرب ” ووعد غير أخلاقي وغير سياسي وغير قانوني هو وعد بلفور ولقد حمل الرئيس محمود عباس لأول مرة ثلاث أطراف وليس طرف واحد كما كان في العادة السياسية المسؤولية لما حدث ومازال يحدث من معاناة للشعب الفلسطيني بسبب هذا الوعد.

وهذه المسألة في السياسة يجب أن تأخذ بشكل جديد لأن وعد بلفور ليس مسؤولية بريطانيا أنما هي مسؤولية ثلاث أطراف ” إسرائيل التي تحتل الأراضي الفلسطينية – بريطانيا صاحبة الوعد الأمم المتحدة صاحبة القرارات التي لم ينفذ منها قرار واحد لصالح الفلسطينيين وعلى هذه الأطراف الاعتذار للشعب الفلسطيني وأن تدفع ثمن سياسي لهذا الوعد.

وبخطابه هذا الرئيس محمود عباس أعاد قرار التقسيم 191 – 181 للواجهة من جديد بل على العكس ارتباط عضوية إسرائيل وشرعيتها بالأمم المتحدة مرتبط بتنفيذ القرارين وبهذا من حيث وضع الرواية الفلسطينية وقواعدها السياسية لقد وفق الرئيس أبو مازن بذلك بدرجة كبيرة وتمكن من اعادة الاعتبار لنسف كل ما تقدمت به حكومة إسرائيل الفاشية الجديدة في تل أبيب .

لأول مرة منذ وصول الرئيس محمود عباس للسلطة عام 2005 أعلن رسميا انهاء العلاقة بالعمل باتفاق اعلان المبادئ ” اتفاق أوسلو” بهذا يكون نقل الكلام من علاقة اتفاقية إلى علاقة صراع لشعب تحت الاحتلال ودولة تحتل هذا الشعب وهذا بحد ذاته يعتبر تغيير جوهري في مفهوم العلاقة التي كانت في الماضي تستند إلى اتفاق والذي تم تدميره من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وبذلك يكون اليوم أن لم يعد متمسكا بهذا الاتفاق ويكون قد نقل المسألة التعاقدية وفق الاتفاق إلى علاقة صراع بين شعب تحت الاحتلال ودولة تحتل هذا الشعب خارقة كل القوانين الدولية.

ولقد أعاد الرئيس محمود عباس بخطابه هذا لمفهوم الصراع بعد جديد خاصة عندما طلب تشكيل قوة حماية دولية للشعب الفلسطيني وبذلك أدخل عنصر جديد في مفهوم الصراع أي أنه يتجه إلى التعامل مع البعد الكياني للدولة الفلسطينية تحت الاحتلال.

ومن خلال الخطاب فالرئيس محمود عباس خرق بعد ثوابته الخاصة وبدأ يتجه لفك الارتباط مع الاحتلال بطريقة مختلفة ربما لم تكن مباشرة إعلان دولة تحت الاحتلال بحكم الواقع حيث وضع القطار على سكة الانطلاق وطلب الحماية الدولية وتطبيق قراري 181 و194 والاعلان الرسمي لإنهاء الاتفاق بالتالي لم يعد حكم بينا إلا قوانين الشرعية الدولية والتي تتعامل مع القضية أرض محتلة ودولة تحل هذه الأرض وتلك نوعية جديدة في هذا السياق

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …