الرئيسية / الآراء والمقالات / عبد الناصر شيخ العيد يكتب : اوروبا بين الشرق والغرب

عبد الناصر شيخ العيد يكتب : اوروبا بين الشرق والغرب

عبد الناصر شيخ العيد

اوروبا بين الشرق والغرب
بقلم عبد الناصر شيخ العيد
تقع قاره اوروبا بمحاذاه روسيا وكانت ولا تزال بينها وبين روسيا تبادل تجاري ضخم متمثل في امداد روسيا لاوروبا بالنفط والغاز والاسمده والغذاء والكثير من الثروات التي تملكها روسيا ويحتاجها الغرب وتتعامل روسيا مع الغرب حسب احتياجاتها وكان الوضع مستقر
اما اوروبا يفصلها عن امريكا المحيط الاطلنطى ولكن هي حليفه لامريكا نظرا لظروف ايدروجيه حيث كانت روسيا خليفه الاتحاد السوفيتي الشوعي الذي كان يعتمد النظام الاشتراكي بينما امريكا كانت تعتمد النظام الراسمالي وكانت اوروبا اقرب الى ايدولوجيات امريكا وما ساعده تقارب الغرب لامريكا هو اطلاق مشروع مارشال الذي اخذ على عاتقه اعمار ما دمرته الحرب العالميه الثانيه وهذا ادى الى خضوع دول اوروبا للهيمنه الامريكيه وتم بناء حلف الناتو في مواجهه الاتحاد السوفيتي السابق والان في مواجهه روسيا نهضه اوروبا وقويه اقتصادها واصبح منافسا للاقتصاد الامريكي وهذا يعتبره الامريكان خطر على امريكا التي تهيمين على الاقتصاد العالمي وتحرك الاوروبيون خطوه واسعه عندما اطلقوا عمله اوروبيه وهي اليورو الذي كان اقوى من الدولار عالميا بعد ان كان المسيطر على احتياطي احتياطيات العملات في العالم قامت بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الاوروبي وعادت الى عملتها الجنية الاسترليني فكان ذلك بمثابه ضرب خطيره من الاتحاد الاوروبي واصبح وضع اوروبا كالنار تحت الرماد اتت العمليه العسكريه الروسيه ضد اوكرانيا المنقذ للامريكا لكي تنتقم من روسيا واوروبا دفعه واحده قد تكون الحملة الروسيه ضد اوكرانيا لم تاتي من فراغ ولكن بسبب معرفه القياده الروسيه لما يخطط له الامريكان وهو وضع قوات عسكريه في اوكرانيا تهدد قلب روسيا ولهذا اضطروا إلى شن عمليه عسكريه لكي يفشلوا ذلك المخطط فكانت الفرصه لامريكا لكى توقع بروسيا والغرب حثت امريكا الغرب
لقد حثت امريكا الغرب لدعم اوكرانيا بالسلاح ولكن دول الغرب احجمت عن ذلك والكل كان متخوف من انتقام روسيا حتى تطورت الاوضاع واصبح دعم اوكرانيا علنا واجبرت امريكا دول الغرب على دعم اوكرانيا بالسلاح حتى ان كثير من دول الغرب اعلنت ان مخزونها من السلاح انخفض بشكل خطير وانها لا تستطيع ان تقدم اكثر من ذلك هذا بالنسبه للدعم بالسلاح اما العقوبات الاقتصاديه التي اعلنت عنها امريكا واجبر الغرب عليها كان نتيجتها ان روسيا والتي كانت تمد الغرب بالغاز والنفط والاسمده والاغذاء ردت على العقوبات الغربيه والامريكيه بقطع الامدادات مما ادى الى ان اصبح الغرب في حاله تنذر بالخطر الشديد في مواجهه الشتاء ووقف القوه التشغيليه من مصانع وشركات وهذا ادى الى اغلاق الاف الشركات وتسريح عمالها فكان ذلك بمثابه قنبله نوويه في قلب اوروبا لم تحتمل الشعوب في اوروبا وخرجت بمظاهرات ضخمه في ميادين كثيره من دول اوروبا هذا قبل ان يدخل الشتاء ويتعرض الشعب في اوروبا الى البرد وانقطاع الكهرباء ان ما ستمر به اوروبا سيجعلها في حاله غير متزنه وهذا قد يؤدي الى وصول حكومات يمينيه تؤدي الى تفكك الاتحاد الاوروبي وانحياز البعض او الكل الى روسيا ان هذا يحتاج من روسيا الى تخطيط يجعل الحاله النفسيه الاوروبيه اقرب الى التقرب منها والتباعد عن امريكا وستعمل امريكا كل جهدها لكي تبقي سيطرتها على اوروبا الى جانبها ولقد لمحت روسيا الى ذلك عندما فتحت ابوابها لهجره الاوكرانيين الى روسيا وهذا سينعكس على الشعوب في اوروبا عندما لم تجد الطاقه والغذاء وتصبح الحياه لا تطاق فتتجه الى روسيا حيث المساحه الواسعه والثروات الضخمه والقرب الجغرافي والمعامله باحترام وعلى قدم المساواه بينما امريكا وتامر وتبني القواعد العسكريه وعند الحاجه تدفع اوروبا في المقدمه لكي تتصدى بها اي هجوم خطير ان الاحداث المتتاليه ستضع اوروبا في موقف يفرض عليها الخيار بين روسيا وامريكا والشعوب في اوروبا هي من ستقرر ذلك بعد ان يشتد الحصار والخناق عليها وهي تعرف ان ما تتعرض له بسبب القرارات التي اتخذتها حكوماتهم باوامر امريكيه
فهل ستستطيع امريكا توفير الطاقه والغذاء لاوروبا ؟؟؟؟؟ لقد اعلنت الكثير من الدول عن عدم تصديرها للمواد الغذائيه وارتفاع اسعار النفط والغاز والكهرباء بشكل جنوني لا يمكن تحمله ولا تواجده ايضا الشهور القادمه سيكون لها كلمه الفصل في ايجاد تحالفات جديده على الساحه الدوليه وخصوصا اوروبا التي قد تنحاز الى روسيا وتترك امريكا بعد ان يشتد الخناق عليها اقتصاديا وتسلط امريكا عليها
٢٠٢٢/٩/٢١

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : الموقف الأميركي المخادع ودعم الاحتلال العسكري

الموقف الأميركي المخادع ودعم الاحتلال العسكري بقلم  :  سري  القدوة الثلاثاء 23 نيسان / أبريل …