الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : نبض الحياة غانتس يريد تأبيد الاستعمار

عمر حلمي الغول يكتب : نبض الحياة غانتس يريد تأبيد الاستعمار

عمر حلمي الغول

غانتس يريد تأبيد الاستعمار

عمر حلمي الغول

اعود مجددا لتسليط الضوء على مواقف بيني غانتس، وزير الحرب الإسرائيلي الذي ما فتأ يكرر هذه الأيام مواقفه الاستعمارية المؤبدة للاستيطان الاستعماري، والرافض فيها أي خيار سياسي للحل، ففي تصريح للقناة السابعة يوم الاثنين الموافق 15 اب/ أغسطس الماضي، اعلن بشكل فج واستعلائي دعمه للاستيطان، وقال “أؤيد تعزيز الاستيطان وبناء المستوطنات وفقا للقانون.” ولا اعرف عن أي قانون يتحدث الا قانون “أساس الدولة اليهودية” العنصري والفاشي، المتضمن ما يسمى حق تقرير المصير لليهود الصهاينة في ارض فلسطين التاريخية، ونافيا ذات الحق عن أبناء الشعب الفلسطيني من حيث المبدأ، وملغيا اية حقوق سياسية او قانونية او ثقافية او اجتماعية للفلسطينيين في ارض وطنهم الام فلسطين. رغم انه ادعى فيما مضى، انه ضد القانون، ولا يتوافق معه، الا ان الواقع يشير الى انه احد داعمي القانون الفاشي، والمطبقين له على ارض الواقع، وهو ما أكده في ذات التصريح بكل وقاحة متغنيا بجرائمه الاستعمارية بالقول “وقد صادقت على بناء حوالي عشرة الاف وحدة استيطانية.”

وفي لقاء مع موقع “واينت الالكتروني” يوم الخميس الماضي الموافق 18 اب /أغسطس الحالي عقب على تصريح زميله القديم الجديد غادي ايزنكوت، الذي دعى الى الانفصال عن الفلسطينيين، قائلا أن دعوة ايزنكوت، عضو حزبه الجديد مع جدعون ساعر، الى الانفصال عن الفلسطينيين “لا تعني اخلاء المستعمرات، وانما الحفاظ على الحوار الاستراتيجي.” وانا اسأل عن أي حوار استراتيجي يتحدث؟ هل يقصد الحوار مع القيادة الفلسطينية، ام مع الموالاة والمعارضة الصهيونية، ام مع الدول العربية الموقعة صكوك الاستسلام مع إسرائيل، ام يقصد الحوار مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي؟ ويتساءل وزير الموت الإسرائيلي: ما هو البديل؟ ان تنشأ منظمة راديكالية اكثر من أبو مازن ومن حماس؟ هل الجهاد الإسلامي افضل من أبو مازن؟.” ويضيف ” والخطر الاخر هو فكرة الدولة الواحدة، وان نكون كلنا هنا اقلية يهودية في هذا المكان. اهذا ما نريده؟ علينا السعي من اجل التقدم الى الامام.” ولا اعرف ما هية الى الامام في قاموسه السياسي؟ ام انه يقصد الايغال اكثر فاكثر في متاهة الاستيطان الاستعماري؟ وهذا ما عمقه في رفضه أي خيار من خيارات السلام الممكنة والمقبولة، فيقول إن قائمة “المعسكر الوطني” التي يرأسها لا تدعو إلى حل الدولتين”.

وحدث ولا حرج عن مواقف ليبرمان وشاكيد ونتياهو وسموتيريتش وبن غفير وغيرهم من جوقة الفاشيين القتلة، وصناع الإرهاب والفوضى والتخريب في المنطقة والاقليم والعالم وليس في فلسطين التاريخية فقط. جميعهم لا يقبلون لا حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، ولا حل الدولة الواحدة، ويعملون على استمرار وديمومة التعايش مع الواقع القائم عبر تحويل أبناء الشعب العربي الفلسطيني الى عبيد، واجراء وخدم في سوق العمل الأسود، وتأبيد الاستيطان الاستعماري، ومواصلة عمليات القتل والتنكيل والاعتقال الإداري وغير الإداري، ونهب ومصادرة وتهويد ما تبقى من أراضي الفلسطينيين في محافظات الضفة حتى بلوغ الترانسفير شبه الكامل، ان لم يكن الكامل للفلسطينيين من وطنهم الام. لا سيما وان النزعات الفاشية العنصرية والاستحواذية والمتغطرسة تتضخم يوما تاو الاخر في أوساط مجتمع الخزر من اليهود الصهاينة.

لكن من الواضح ان غانتس وكل اقرانه الصهاينة الفاشيين لا يقرأون التاريخ جيدا، ولا يستشرفون المستقبل بعين السلام والبصيرة، وانما بعيون قاطع الطريق القاتل، الذي يأبى رؤية احد غيره في المكان، ليبرر لنفسه ولمجتمعه جرائمه، وروايته المزورة فاقدة الاهلية والمنطق، والتي لا يسندها قانون ولا تاريخ ولا جغرافيا، بيد انه يغيب عن ذاكرته وذاكرة مجايليه من الصهاينة واسيادهم الاميركان، ان لا مستقبل للدولة الإسرائيلية مهما عظمت قوتها، واي كانت القوى الواقفة خلفها وعلى راسها الولايات المتحدة وترسانتها العسكرية والاقتصادية والمالية والسياسية والديبلوماسية دون موافقة الشعب العربي الفلسطيني وقيادته الشرعية. وبالتالي دون احد حلين لا ثالث لهما: اما حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، او حل الدولة الواحدة القائمة على المساواة الكاملة، والا فمصير إسرائيل الزوال شاء من شاء وابى من ابى. لا حلول اقتصادية ولا حلول امنية ولا حل امارة غزة الاخوانية ينقذ إسرائيل من سيناريو الزوال والغروب مرة والى الابد. الامر الذي يتطلب من غانتس التوقف عن بيع الأوهام للمجتمع الغارق في مستنقع اليمين الصهيوني المتطرف، لان الشعب الفلسطيني الذي مد ويمد يده للسلام، في حال انتفض لن توقفه قوات إسرائيل العسكرية، ولا حلفائها من دول الغرب الرأسمالي ولا أنظمة عرب الردة. لهذا اكسبوا الوقت، وتقدموا بخطوات جدية نحو السلام الممكن والمقبول، ولن تفيدكم سياسة التصويت وصناديق الاقتراع والمتاجرة بمستقبل السلام والتعايش والعدالة النسبية. مصيركم يحدده ويقرره الشعب الفلسطيني ولا احد غيره.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : 200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل

200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل بقلم  :  سري  القدوة الخميس 25 …