الرئيسية / الاخبار العربية والدولية / تركيا فقدت نفوذها في ليبيا بشكل كامل

تركيا فقدت نفوذها في ليبيا بشكل كامل

تركيا ليبيا

تركيا فقدت نفوذها في ليبيا بشكل كامل

كتبت نداء حرب

اتخذت تدخلات القوى الخارجية في ليبيا أشكالًا متعددة في مراحل مختلفة من عمر الأزمة الليبية، وألقت بأعباء كبيرة على كاهل الليبيين، وحتى انها اتسمت بالفشل، وبدأت هذه التدخلات بصورة “مباشرة” لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي، ليتقلص دورها في ما بعد سقوط النظام، وليتحول هؤلاء الفاعلون الدوليون الأساسيون إلى فاعلين على “الهامش”، حيث فشلت القوى الخارجية في دعم الانتقال السلمي للسلطة ودعم بناء مؤسسات الدولة، وتبنّي موقف موحد من الأحداث، وعدم الانحياز لأطراف على حساب أخرى.

ثم بدأت مرحلة جديدة من التدخلات اتسمت بدعم كيان أو جسم سياسي يضم نخب سياسية على حساب غيره، وترك هذه الأطراف الداخلية تتصارع فيما بينها، بينما يتقاسم الغرب غنيمة نتاج هذه الفوضى، وتركيا تعتبر أحد الأطراف الرئيسية المنخرطة في الازمة الليبية، فقد استطاعت اتخاذ طرابلس وعدة مناطق غربي ليبيا، كموطئ قدم لها في القارة الإفريقية، واستطاعات بذلك تقاسم موارد الدولة الغنية مع الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن عادت الإمارات العربية المتحدة بعد خسارة حليفها المشير خليفة حفتر، أمام الدعم التركي لقوات غريمه في طرابلس، وعقدت صفقة مع واشنطن، أفضت بتوافق بين الأطراف الليبية المتحاربة، وتدفقاً مستقراً للنفط.

الصفقة قامت بإقصاء الدور التركي في ليبيا، وتحجيم نفوذها، فلم تعد تسيطر على المؤسسة الوطنية للنفط، التي تعتبر عصب الاقتصاد الليبي، ولم يعد يكترث العديد من النخب السياسية لدورها أو لدعمها العسكري.

فبدأت تتزايد الدعوات المناهضة للدخل التركي في البلاد، والاحتجاج على سيطرة ميليشياته السوريين على معظم المعابر الحيوية في مناطق الغرب الليبي، والتي كان آخرها منح عمداء ومشايخ أعيان المنطقة الغربية، آمر ما يسمى “المنطقة العسكرية الساحل الغربي”، مهلة أقصاها 20 يوما لنقل معسكر المرتزقة السوريين من منطقة مرفأ سيدي بلال إلى أي مكان آخر خارج المنطقة وبعيداً عن الكتلة السكانية والمرافق الحيوية المهمة في المدينة.

ثم إطلاق السفارة الإماراتية في ليبيا، لبيان قدمت فيه التهنئة لمجموعة موانئ أبو ظبي بمناسبة افتتاح خط شحن بحري بين الإمارات وليبيا.

وصولاً إلى تمرير صفقات وتعاقدات نفطية بالمليارات، لصالح أبوظبي، كان رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، (المقال)، قد عرقلها.

يأتي هذا في ظل أزمة سياسية واقتصادية وشيكة على وشك الإنفجار في تركيا، حيث أنه وبسبب تحركات أردوغان العسكرية خارج الأراضي التركية، فقد حزب العدالة والتنمية الحاكم شعبيته في البلاد بسبب سوء الأوضاع المعيشية الأمر الذي أثار مخاوف جدية لدى الحزب من التأثير سلباً على رصيده الانتخابي، خصوصاً مع نجاح تحالف المعارضة المعروف بـ”تحالف الشعب” في ضم كل من حزب المستقبل برئاسة أحمد داوود أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم برئاسة علي باباجان، إلى صفوفه، وهو ما يشكّل خسارة لحزب العدالة والتنمية، لأن الحزبين جاءا من صُلب الحاضنة الشعبية لحزب العدالة والتنمية.

وهذه إحدى أشكال التدخلات الغربية في ليبيا، والتي يكمن تصنيفها كتدخل مباشر انتهى بالفشل، لأن أنقرة في طريقها لتقليص عدد مرتزقتها السوريين في ليبيا، وتقليص تكاليف هذا التدخل الذي لم تعد تجني منه شيئاً، سوى وجودها الفعلي في تلك المناطق.

 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

IMG-20230921-WA0020

مولاي عبد القادر العلوي.. الولايات المتحدة الأمريكية ضيفة شرف النسخة التاسعة من معرض الحبوب والطحن  …