الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : صراع المكان والوجود حقيقة وجوهر الصراع مع الكيان الصهيوني

علي ابو حبلة يكتب : صراع المكان والوجود حقيقة وجوهر الصراع مع الكيان الصهيوني

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

صراع المكان والوجود حقيقة وجوهر الصراع مع الكيان الصهيوني

 المحامي علي ابوحبله 

يبدو جلياً إن حكومات الكيان الصهيوني واخرها حكومة بينت لابيد وحتى العديد من الحكومات العربية والإسلامية يجهلون حقيقة الصراع في المنطقة وان القدس عاصمة فلسطين. البعض يحاول فلسفة الأمور على أن هذا الصراع يقوم فقط على المصالح دون علم و إدراك أن هذا الصراع له امتدادات تاريخيه يتداخل في اساسها وصلبها الصراع الديني والتعصب الأعمى لأفكار عفا عليها الزمن بالنسبة لمن يحاولون دوماً فرض إرادتهم على المنطقة وأهلها بالقوة والسطوة والجبروت فممالك أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية التي أهلكتها صراعات المصالح بحربين عالميتين أدركت أن لا طائل من الصراع على تقاسم مناطق النفوذ فيما بينها فحزمت أمرها واتخذت قرارها بإنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين الذي أصبح وبفعل الدعم اللامتناهي له من تلك المالك قوة لا يستهان بها بالمنطقة في ظل غياب النظرة الشمولية والإدراك الواعي من قبل من بيدهم الحل والربط

ان تغاضي الدول العربيه عن حقيقة وجوهر الصراع وهرولة البعض منها للتطبيع مع الكيان الصهيوني دفع قادة الكيان الصهيوني للتمادي في غيهم لفرض اجنداتهم على المنطقة بأسرها 

متناسين حقيقه أنهم في حال استمروا في نهجهم التعصبي والمتعنت واستمرار الاعتداء على المسجد الأقصى من غلاة المتطرفين ومحاولات التقسيم ألزماني والمكاني للمسجد الاقصى سيحول الصراع القائم إلى صراع ديني يفقد من خلالها بوصلته فيها وتكون وبالاً على المنطقة بأسرها .

وعلى خلفية تلك التطورات، حذر وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير السابق من تحول الصراع السياسي القائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى صراع ديني. وأضاف شتاينماير أنه لا بديل عن المفاوضات بين الجانبين من أجل الوصول إلى حل سلمي يضمن إقامة دولة فلسطينية تعيش إلى جانب دولة إسرائيل.

ومن جهته قال السيد الرئيس محمود عباس إن ما جرى في القدس مؤخرا أثبت فشل السياسة الإسرائيلية في تغيير معالم المدينة.وفي كلمة بثها التلفزيون الفلسطيني بمناسبة الذكرى الـ26 لإعلان وثيقة الاستقلال، قال عباس إن إسرائيل سعت للإسراع في تغيير معالم القدس عبر الاقتحامات المتتالية للحرم القدسي الشريف من قبل غلاة المتطرفين والمحاولات الرامية إلى تقسيم الحرم مكانيا وزمانيا.وأضاف “لقد حذرناهم بأن من شأن ذلك جر الأوضاع نحو حرب دينية لا نرغب فيها لأنها ستشعل دمارا ونارا لا تنطفئ في كل مكان”.

، ومع ذلك فان تل أبيب تغلف هذا الصراع بمصالح قوى وهيمنة إلا أنها لا تدرك مدى المخاطر التي تتهدد وجودها والمصالح الغربية والقوى المتحالفة معها من أهل المنطقة أمام غطرستها فـي اكثر من مائة عام من الضياع العربي الإسلامي تكفي وسط هذه الأمواج المتلاطمة في الصراع وما تقوم به سلطات الاحتلال الصهيوني من أعمال استفزازية بحق القدس والمسجد الأفصى المبارك تؤكد ما تحاول فرضه بالعربده وفرض القوه لنيل ما تريد رغم أنف الجميع ما هو إلا ضرب من الجنون والخيال فجريمة حريق المسجد الأقصى التي أقدم عليها إرهابي يهودي أسترالي اتهم بالجنون والحفريات التي تطال أساساته والأرض التي تحتضنه ، وجريمة غولدشتاين في الخليل ، وتقسيم الحرم الابراهيمي ، وإقامة كنس تحيط بالمسجد الأقصى وكنيس خراب الهيكل ٢٠١٢ الذي قصد من إقامته التمهيد لهدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل الثالث على أنقاضه ومسيرات القدس كل هذا لا يعني أبداً أن أهل المنطقة راضون بما يجري أو أنهم سيظلوا كذلك فالطوفان قادم ولا أحد يستطيع أن يوقفه إن بدأ يهدر .. لأن الدولة العبرية تدرك ليس من مصلحتها تحويل الصراع إلى ديني ووجوده أساساً اتخذ في الدوائر المستديرة الغربية ليخدم مصالح إمبريالية متحالفة مع الصهيونية العالمية وسعيها لفرض قبضتها على المنطقة

ليس بالسهولة بمكان السيطره على المسجد الاقصى وتحويل حلم مخطط التقسيم الزماني والمكاني إلى حقيقة واقعة على أرض الواقع وإنهاء ما جاء في الوثيقة العمرية التي لا تسمح لليهود إطلاقاً للمكوث في القدس الشريف وفق اشتراط صفرونيوس القدس الذي سلم مفاتيح المدينة المقدسة للخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه فالعهدة العمرية تنص على عدم السماح للوجود اليهودي في فلسطين لضمان الأمن والأمان من كيد ودسائس اليهود ففلسطين والقدس مقدسة للمسلمين والمسيحيين ولا يوجد لليهود فيها أي وجود ديني وتاريخي منذ أن أقدم تيطس الروماني سنة 70 ميلادية بإنهاء الوجود اليهودي في فلسطين كلها .. لكن غلاة المتطرفين الصهاينة يحاولون وبكل الوسائل الممكنة وحتى المستحيلة الإيحاء من خلال تغيير التركيبة السكانية والمعالم التاريخية للمدينة المقدسة بالوجود اليهودي فيها وفي فلسطين على عكس ما ورد في الوثيقة أو العهدة العمرية التي ترفض تواجدهم فيها لخلق حالة من الصراع الديني الذي محوره المسجد الأقصى خاصة حائط البراق الذي شهد أولى المواجهات سنة 1929 م مع اليهود القادمين كمهاجرين من شتى بقاع الأرض خاصة من دول أوروبا والمحافل الدولية من عصبة الأمم إلى هيئة الأمم ووكالاتها المتخصصة تؤكد أن لا علاقة لليهود بها وأنها عائدة للمسلمين . ولو أمعنا النظربما ورد في سورة الإسراء وسور أخرى من القرآن الكريم لوجدنا أن الصراع في المنطقة صراع جوهره وبعده ديني أكثر منه صراع مصالح خاصة إذا علمنا أنه ما من دولة سادت ودانت لها الدنيا بأسرها إلا وكانت فلسطين قد دانت لسلطتها وهذا يعني أن محصلة الصراع هو صراع وجود فالكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية واليهود يندبون حظهم منذ هيمنة الدولة العربية الإسلامية على مقاليد الأمور في فلسطين وبلاد الشام وآسيا الصغرى وأرض النيل وشمال أفريقيا ومنذ ذلك الحين وهم يتحينون الفرص لفرض هيمنتهم من جديد على المنطقة بأسرها خاصة فلسطين التي يرون أنهم إن ملكوها يملكون العالم بأسره بدليل أن نابليون بونابرت حين فشل باحتلال فلسطين أمام عجزه عن احتلال عكا رغم حصارها لشهور ولى هارباً ولم يتمكن حتى من الاحتفاظ بمصر لهذا دعا لإقامة دولة لليهود في فلسطين تكون عوناً لأوروبا على العرب والمسلمين. لهذا فإن الدول الغربية خاصة لم تنثن يوماً عن تفجير الصراع الديني والإثني في المنطقة اتباعاً لسياسة فرق تسد وفد اتبعت هذه السياسة بعد أن وعت الدرس جيداً حين نفذ العرب المسلمون إلى أوروبا من الجهة الغربية الجنوبية إسبانيا وامتد صراعهم مع دولة الأندلس قرابة الـ 800 عام ووضعوا جل جهدهم لإخراج العرب المسلمين من إسبانيا بتوجيه الكنيسة مما مكن محمد الفاتح من فتح القسطنطينية والتوغل بأوروبا من ناحية الشرق الأوروبي ولمن لا يعلم فإن سقوط قلعة العرب في الأندلس توافقت في ذات العام الذي سقطت فيها القسطنطينية بيد الخليفة العثماني محمد الفاتح بعد فشل الهجمة الصليبية 

شق وحدة العرب والمسلمين يبقى النهج الذي يجب أن يبقى سائداً في آسيا وأفريقيا . أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه أدرك منذ اللحظة الأولى التي تسلم فيها مقاليد الحكم بعد أن انتقل رسولنا الكريم إلى جوار ربه حين تمردت القبائل العربية على السلطة المركزية في المدينة المنورة مدى المخاطر التي تحيط بدولة الإسلام الناشئة فحسم أمره بالقوة وأعاد هيبة الدولة وأعاد القبائل المتمردة إلى سلطة دولة الإسلام ولمنع محاولة القيام بأي تمرد جيش الجيوش لمن دعم هؤلاء المتمردين من القبائل “الفرس والروم” وأنهى دولة الفرس وإلى الأبد والتواجد الرومي الغربي في بلاد العرب “الشام ومصر” وامتدادهما الأمني آسيا الصغرى والشمال الأفريقي والبحر المتوسط أولاً. وفي الختام فإن على المؤسسه السياسيه والعسكريه الاسرائيليه أن تدرك مدى مخاطر الحرب الدينية التي تسعى لإشعال فتيلها وتعمل على عدم المس بالقدس والمقدسات وإلا فإن شرارة الحرب الدينية التي لطالما يبشر بحدوثها وزير خارجية امريكا الاسبق هنري كيسنجر إن ابتدأت لن تتوقف إلا بانتهاء الهجمة الصهيو غربية عن المنطقة ، وليعتبر اليهود من قول الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء والمعراج : “وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ،فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً ” . فالظلم والفساد والإفساد ستكون عاقبته وخيمه وان الصراع في حال امتد ليشمل المنطقه ستكون عواقبه شديدة الوقع على المنطقه برمتها 

لا بد من وقف كل محاولات الاعتداء على الاماكن المقدسة وتجنب ادخال المنطقه لاتون الحرب الدينيه والصراع الديني التي يشعل نيرانها غلاة المتطرفين من اليهود والخامات المتعصبين والمتزمتين دينيا 

وليدرك غلاة المتطرفين ان أرض فلسطين والقدس والاقصى هي الارض المباركة التي بارك الله بها فهي مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه الى السموات العلى مصداقاًلقوله تعالى ” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وفيها انذار لبني اسرائيل ” إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) . هذا وعد الله لليهود إذا استمروا في مغالاتهم ومكابرتهم وإفسادهم في الأرض فليعتبروا من التاريخ ، إن الظلم لن يدوم في هذه الأرض وستعلو راية الحق شاء من شاء وأبى من أبى فالتسامح الديني نهج رسول الله وصحبه الميامين وتابعيهم وتابع تابعيهم إلى يوم الدين واليهود يعلمون جيداً أنهم لم ينعموا بالأمن والأمان إلا في ظلال دولة الإسلام والعرب والمسلمين .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …