الرئيسية / الآراء والمقالات / عاطف ابو بكر /ابو فرح يكتب : من شهدائنا العظام في شهر تموز

عاطف ابو بكر /ابو فرح يكتب : من شهدائنا العظام في شهر تموز

عاطف ابو بكر

[من شهدائنا العظام في شهر تموز ]
[لروح الشهيد والقامة العالية: بسام الشكعة ]
 
مشبوهٌ مَنْ يُنْقص مِنْ،أو ينكر تاريخكَ يا بسّامْ
 
كُنْتَ سليماً وجريحاً وطريحاً رجلاً مِقْدامْ
 
كُنْتَ تقاتلُ في المَيْدانِ وليسَ على شاشاتِ
التلفازِ وفي أبواقِ الإعْلامْ
 
عشْتَ ومُتَّ همامْ
 
لم ترفعْ في يومٍ شاراتِ وراياتِ استسلامْ
 
رمزاً كُنْتَ منَ الأعلامْ
 
ما نالوا منكَ سوى الأقْدامْ
 
سبَقَتْكَ لتَنْزرِعَ بأرضِ بلادكَ كالأعْلامْ
 
وبقيتَ تقاومهمْ بلسانكَ وصمودكَ وبِرَفضكَ
للحقِّ المنقوصِ أوِ الممسوخِ وبالأقلامْ
 
لم تأبهْ لحصارِ الأعداءِ أوِ الأقزامْ
 
وظلَلْتَ على نهجكَ صلباً كالقسّامْ
 
تدفعُ أثماناً ،لا تحني ظهْركَ كالأزْلامْ
 
وظللتَ وأنتَ طريحاً يخشاكَ القاصي
والداني منْ صُنَّاعِ الأوهامْ
 
ما كُنْتَ بساحات الرأيِ تُقادُ كما الأنْعامْ
 
بل كُنْتَ وحتّى آخرَ رمقٍ فيكَ كما الضرغامْ
 
أو شفّافاً كذِبابِ الصمْصامْ
 
آهٍ لو أدْلَتْ صفحاتُ التاريخِ بما فيها عن
رمزٍ مثْلكَ بسّاماً بكلامْ
 
آهٍ لو تشهدُ عن تاريخكَ أرضُ بلادي والشامْ
 
كانتْ أعطتْكَ بدَلَ وسامٍ ألفَ وسامْ
 
كانتْ قالت،أنَّ سطوري لا تقْبلُ أنْ يُكْتبَ
فيها إلَّا تاريخُ رجالٍ أفذاذٍ وعِطامْ
 
كانتْ كانتْ كانتْ
 
كم أتمنّنى أنْ تلِدَ بأرضِ بلادي ،أمثالكَ بسّاماً
ألافَ الأرحامْ
 
كي نمضي بمسيرتنا نحو حقوقٍ ببلادي
كاملةٍ كالبدرِ تمامْ
 
يا ابنَ جبالِ النارِ وعاصمةِ الثوَّارِ،المقدامْ
 
كم في تاريخِ بلادي منْ آلامْ؟
 
في ذاتِ اليومِ فقدناكَ وحنظلةً ناجي البوْصلةَ
الرمزَ الرسّامْ
 
لكنَّ عزائي وسوايْ،أنَّكَ مِتَّ شهيداً بطلاً شهماً
مرفوعَ القامةِ مثلَ الهامْ
——————————————————
شعر:عاطف أبو بكر/أبو فرح
ملاحظة:توفي المرحوم بسام
بتاريخ ٢٠١٩/٧/٢٢م
———-
[لروحِ الشهيد الظاهرة:باجس أبو عطوانْ]
———————————————–
منْ لا يعرف بطلاً يُدعى باجسَ والمعروفُ بأبي عطوانْ
 
لا يعرفُ شيئاً عن فرسانِ خليلِ الرحمنْ
 
رجلٌ منْ دورا،يرجحُ معَ آلافٍ في الميزانْ
 
تلكَ شهاداتُ جنودِ العدوانْ
 
كم جرَّعهُمْ كأسَ الموْتِ كزقُّومٍ مَليانْ
 
سنواتٍ سبعٍ قاتلهمْ بجبالِ خليلِ الرحمنِ
فظنُّوا أنَّ الباجسَ شبحاً أو شخصاً كالجانْ
 
حوَّلَ كلَّ المنطقةِ ومَنْ معهُ ،ضدَّ الأعداءِ لمَيْدانْ
 
فعلوا ما لم يقْدرْهُ فصيلٌ وفصيلانْ
 
ما كان لباجسَ مثلهما ميزانيَّاتٌ ووزيرانْ
 
ومكاتبُ وحراساتٌ وعقاراتٌ ،بل كان بكهفٍ يختبيءُ
وينامُ الّليْلَ على جوعٍ أو عطشانْ
 
لم يتخرَّجْ منْ أكَّاديميَّةَ شرشالٍ وبلغْرادٍ أو باكستانْ
 
وكذلكَ لم يحملْ رُتَباً،بل لقيَ اللهَ فدائيَّاً وأميراً للفرسانْ
 
ماذا فعلَ كباجسَ أصحابُ الرتبِ الكبرى ،وكروشُ المنْسفِ،
ونجومُ التلفازِ الجدعانْ؟
 
أمَّا بالمالِ فماتَ فقيراً بل كَحْيانْ
 
لا يملكُ أموالاً أو أطْيانْ
 
لكنْ ما كان جبانْ
 
ما صنعَ بطولاتٍ كاذبةٍ بالتلفازِ ولا الإعلامِ كبعضِ الخصيانْ
 
هل قدَّمَ أيُّ فصيلٍ وفصيليْنِ ،بل مثلهما ضِعْفانْ
 
ما قدَّمهُ في الحربِ أبو عطوانْ
 
فلماذا لا نستغني عنْ ورمٍ أو أسماءٍ ليسَ لها باعٌ ،لو وَقعَ
نفيرٌ أو عدوانْ
 
أو أيِّ فصيلٍ لا يؤْخذُ بالحسبانْ
 
وَنكرِّسُ أمجاداً عبْرَ العشراتِ منَ الشجعانْ
 
توصِلنا للنصرِ وليس الخذلانْ
 
فأرونا كيفَ يكَرَّمُ أوباشٌ لهمُ تاريخٌ جرْبانْ
 
أمَّا منْ صنعوا كجنودٍ مجهولينَ الأمجادَ،فظلُّوا في طيِّ النسيانْ
 
يا أنتَ ويا أنتَ ويا أنتمْ ،منْ منكمْ يعقِلُ أو خرْفانْ
 
منْ صنعَ التاريخَ أولاكمْ،أمَّا أنتمْ فالبهتانْ
 
منْ أوصلكمْ لمواقعكمْ همْ ،بل فِعْلُ أولاكمْ في الغاباتِ وفي الوديانْ
 
لكنْ حينَ وصلتمْ للقمَّةِ ،كان النُكرانْ
 
قلتمْ لا نبغي حرباً ودماءً بعدَ الآنْ
 
وتوهَّمْتمْ بكيانْ
 
وكانَ حصادُ الوهمِ زُؤانْ
 
والردُّ الحاسمُ والفاصلُ كانَ ويبقى،ما اخْتارَ وبلا
تنظيرٍ في الماضي ،،الشنَّارُ أبو عطوانْ،،
———————————————————
شعر:عاطف أبو بكر/أبو فرح
باجس ابو عطوان كان يكنّى بالشنَّار
ملاحظة:استشهد بتاريخ ١٩٧٤/٧/١٨م
كما اكتب للتعريف ولتكريم الرموز،اكتب
ايضا للتذكير وللتعريف بالجنود المجهولين
العظام وهم كُثْرٌ ،وكم ظُلموا أحياءً وشهداء
———
[لروح الشهيدِ الفذّْ:خالد العامر(أبو احمد الغربي]
—————————————-
كثيرونَ غابوا كإسمٍ وفعلٍ ولا يُذْكرونْ
 
ولو تنْطقُ الحربُ ،ماذا بِساحِ الوغى أنجزوا ،،، تُذْهلونْ
 
بظلٍّ،بدارِ الفناءِ يعيشونَ ،ولا يُنْصفونْ
 
ولو أنْصِفوا،فحتماً بميزانِ تِبْرٍ وماسٍ بلى يوزنونْ
 
بصمتٍ يموتونَ أيضاً ،ومَنْ حوْلهمْ تاريخهمْ يُنْكرونْ
 
ولوْلا بقايا منَ المخلصينْ
 
لَما قِيلَ عنهمْ سطورٌ ،تُزيلُ قليلاً غبارَ السنينْ
 
فمِنَّا قليلٌ بلى يعرفونْ
 
بأنَّ الذي ماتَ بالأمسِ عنَّا بعيداً بأرضِ العراقِ ،منْ ذا يكونْ
 
فقد كان بالأمسِ ليْثاً بفتحٍ بقلبِ العرينْ
 
فذاكَ يموتُ غريباً شمالَ العراقِ ،والآخرونَ بكلِّ المزايا بلى ينعمونْ
 
يموتُ غريباً ورتْبتهُ مُخجلٌ ذكرها،على عكسِ منْ يحملونَ
النجومَ ولا يفعلونْ
 
وتاريخهمْ قاعدونْ
 
ولوْلاهُ والصحْبُ، ما كان بالأمسِ أُرغمَ ذاكَ العدوُّ الرضوخَ
وإطلاقَ ستَّةِ آلافِ نسْرٍ سجينْ
 
فهوَ الذي صاحَ بالجنْدِ بما يفْهموهُ،،هنا الفتحُ فاسْتسلموا،،وكان شهوراً
مُقيماً عليهمْ هنا أو هناكَ بِحِصنٍ مَكينْ
 
وظلَّ بُعيْدَ التبادلِ سرُّ الأسارى بقلبِ المجاهدِ خالدَ طبعاً دَفينْ
 
أيُعْقلُ أنْ لا يكرَّمَ حيَّاً ومَيْتاً ،وسقْطُ المتاعِ الذينَ
يعيشونَ على تاريخِ أمثالهِ ينْهبونْ؟
 
وتاريخنا يكتبونْ
 
وطبعاً بهِ يلعبونْ
 
وكم مثْلهُ قد مضى،شهيداً ،طريداً،أسيراً نسيَّاً بقلبِ السجونْ؟
 
وَمَنْ يرْفعونَ لنا ومَنْ يُنْزِلونْ
 
لهم جملةً يُنْكرونْ
 
وإنْ دوَّنوا يعْبثونْ
 
ولوْلا أؤلاكمْ لمَا هؤلاءِ اعْتلوا ،وللغربِ أولادهمْ يُبْعثونْ
 
ودونَ قتالٍ ولا تضحياتٍ ،ظهورَ الأنامِ بلى يمْتطونْ
 
وباتوا كثيراً حراماً وظلماً عقاراً ومالاً نعمْ يملكونْ
 
يموتُ غريباً مريضاً بأرضِ المنافي،وأمَّا المشافي ،ذواتِ
النجومِ فليستْ لهُ،فتبَّاً وسحقاً،ألا تخجلونْ
 
فخالدُ أوْلى وأمثالهُ،بأرقى العلاجِ بأرقى البلادِ،ولو سُمِّيَتْ
باسْمهِمْ،مشافي ،دروبٌ،مدارسُ،ذاكَ قليلٌ عليْهمْ،بدالَ جهادِ
وبذلِ السنينْ
 
ولكنْ كفاكَ ،بأنْ متَّ شهْماً نظيفاً شريفاً عزيزَ الجبينْ
 
كفاكَ ثناءَ الأسارى ،فنمّْ يا شهيدُ معَ الخالدينْ
 
بجنَّاتِ عدْنٍ بإذنِ الإلهِ،قريرَ العيونْ
 
ولكنْ ،ستبقى بأذهاننا،كبدرٍ سماءَ زمانٍ جميلٍ يَزِيِنْ
شعر:عاطف ابو بكر /ابو فرح
ملاحظة:خالد العامر،،ابو احمد الغربي،توفي غريبا بالسليمانية
بالعراق،في ٢٠٢٠/٧/١٦م وهو الذي لعب الدور الأبرز بأسر ثمانية
جنود صهاينة يوم الرابع من سبتمبر ١٩٨٢م في لبنان
وكان يُتْقنُ العبرية،وظلَّ منْسياً وغيره اعتلواالاضواء زُوراً،
وهو من بلدة بلعا، ومات غريبا بالعراق ،،

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …