الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب: الفساد.. معول هدم يتعارض مع استنهاض الوطن وتطلعات المواطن

علي ابو حبلة يكتب: الفساد.. معول هدم يتعارض مع استنهاض الوطن وتطلعات المواطن

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

الفساد.. معول هدم يتعارض مع استنهاض الوطن وتطلعات المواطن

المحامي علي ابوحبله

 نعيش في ظل دعوات مطالبه بالاصلاح ومحاربة الفساد وهذه باتت متطلبات ملحه للتخلص من الشوائب التي علقت وتحول دون بناء تنميه اقتصاديه مستديمه و بناء هيكلة اقتصادية طموحة ذات رؤية وطنية متنوعة المسارات ومتعددة التطلعات، وتؤسس لمستقبل زاهر؛ رؤية وطنية تاخذ على عاتقها نقل الوطن بكامل مكونات مجتمعه ومنظوماته التنظيمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لمرحلة تتناسب ومكانة فلسطين التي ترزح تحت الاحتلال ومطلوب تلبية طموحات واحتياجات شعبها الأبي المتطلع للحريه والتحرر من الاحتلال الصهيوني 

رؤية وطنية تجعل من مكافحة الفساد وتعزيز مقومات النزاهة ومبادئ الشفافية وقواعد الحوكمة مرتكزا رئيسا لانطلاق برامج ومسارات عملها؛ وكل ذلك بحسب رؤية الغيورين على الوطن وتثبيت صمود ابنائه من اجل استعادة ثقة المواطن بمنظومته السياسيه 

ان حالة الترهل والتردي الاقتصادي في ظل الغلاء المتصاعد والبطاله المقنعه بمؤسساتنا هو السبب في فشل العديد المشاريع والبرامج نتيجة الفساد، وهنا تكمن اهمية ان تكون فلسطين في مقدمة الدول في مكافحة الفساد.

وعلينا ان نستشهد بتجربة دولية متميزة في مكافحة الفساد، والتي أثبتت انه لا يمكن الوصول إلى مكافحة ناجحة للفساد دون وجود ثلاثة مرتكزات لضمان مصداقية وفعالية هذه المكافحة، هذه الرؤية تنطلق من انه لا بد من:

 وجود إرادة سياسية حقيقية تأخذ على عاتقها المبادرة بالمكافحة النوعية والشاملة لكافة أنماط الفساد؛

 وجود منظومة قانونية متكاملة وحديثة تحاكي الممارسات التقليدية والمستجدة التي تشكل فساداً.

 ووجود جهاز قوي وفعال في إدارته وصارم في قراراته ويتمتع بالاستقلالية التامة والتلقائية في مباشرة مهامه غير الانتقائية أو المتحفظة ولكن الناجزة تجاه كل التجاوزات التي تشكل فساداً وأيا كان متعاطيها

 تلك هي السياسات التي تبنتها سنغافورة للحرب على الفساد منذ استقلالها في نهاية الخمسينيات حتى أصبحت ولازالت تصنف من قبل منظمة الشفافية الدولية من بين الدول الأقل فساداً في العالم؛ وهي بحق -أي هذه الركائز- حجر الزاوية لنجاح قصة مكافحة الفساد في سنغافورة، حيث ورث السنغافوريون مؤسسات فعالة لكن فاسدة، فاستشعروا مدى الخطر الذي يهدد عملية الإصلاح والتنمية نتيجة لتلك الممارسات غير القانونية، لذا سعى ونجح الحزب الحاكم في ترجمة خططه واستراتيجياته والترويج لها بشكل واسع في شعار بسيط تمثل في:(حافظ على النظافة، وتخلص من الرشوة)، هذا الشعار لقي ولازال يلقى صدى واهتمام المجتمع السنغافوري كشريك في النهضة التنموية ومكافحة الفساد.

وهنا لا بد من إعادة القول بأن استشراء الفساد يرهق المواطن، وينهك الوطن ويبدد خيراته ويستنزف موارده ويعطل تنميته؛ فالفساد باعتباره أحد أهم معوقات مسيرة التنمية يتطلب وضع خطط تهدف إلى توفير حياة كريمة للمواطن أساسها العدل والمساواة وحفظ موارد الأجيال القادمة؛ وقناعة بأن الوطن ليس جسرا قصير للدخول لنادي الثراء غير المشروع أو بأن يضل المنصب وسيلة للتكسب، لأن مصلحة الوطن ومواطنيه لا يفترض أن يُعلى عليها، لذا لابد من تحول حقيقي في مكافحة الفساد والانتقال بمراحل سلطاته (الضبط، التحقيق، الادعاء) من المرحلة الخجولة أو الانتقائية في المساءلة القانونية، إلى المرحلة الجسورة والشاملة في إجراءات المحاسبة القضائية الموصلة للمحاكمة الجنائية والموجبة للعقوبة الزاجرة والرادعة.

ولهذا نقول إن الفساد هو أحد أهم التحديات التي تواجهها بعد معيقات الاحتلال وفساده وهنا نقول ان الفساد بكل معانيه وتفسيراته واوجهه الوجه الاخر للاحتلال 

وبالتالي هناك خيارين تجاه ذلك: أما تأكيد العزم على مكافحة الفساد بالتحول الجذري والحازم في خطوات المكافحة ونتائجها للإطاحة برؤوس الفساد وتعرية رموزه واجتثاثه من جذوره، عبر إرساء مبادئ العدالة الناجزة والعقوبة الزاجرة؛ أو أن نظل كما نحن ندور في حلقة مفرغة، فلا رؤية أو تنمية سوف تأتي أكلها وتحقق أهدافها. في ظل كابوس الاحتلال الذي يثقل على كاهل مواطننا الفلسطيني لنصبح امام معادله تسمين القطط السمان وترسيخ وجود الاحتلال وكلاهما يشكلان الاعداء الحقيقيين للوطن والمواطن ليحزم الامر وليسار باتخاذ الاجراءات الناجزه والفاعله وطاله انتظارها لاعلان الحرب على الفساد وتفعيل المقاومه الشعبيه ضد الاحتلال

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …