الرئيسية / الآراء والمقالات / د. محمد صالح الشنطي : فجور الإعلام و تردّي الأفهام…!

د. محمد صالح الشنطي : فجور الإعلام و تردّي الأفهام…!

محمد صالح الشنطي

فجور الإعلام و تردّي الأفهام…!

بقلم د. محمد صالح الشنطي

 يا أبناء الفتح خاصة وأبناء فلسطين وامتنا عامة ، لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

    لسنا ضد حماس (المقاتلين المجاهدين) ؛ ولكننا نقف في وجه حماس (المزايدين المضلّلين) الذين يمتشقون ألسنتهم في حرب كلامية ذَرِبة يهدّدون و يتوعّدون و يشتمون و يتهمون و يقولون ما لا يفعلون (و المية بتكذب الغطاس) : (إن عدتم عدنا ) (سنغير وجه المنطقة و العالم ) (سنخوضها حرباً ضروساً تأكل الأخضر و اليابس ، لقد قلبنا المعادلة نحن من يقرّر ، نحن من نجلس على الطاولة ،ويخرج القائد أبو ابراهيم متحدّيا قادة العدو ، وينبري الزعماء ليتوعّدوا العدو إن نال من القائد البطل ، يعزف الزعيم على سيمفونية التهديد و الوعيد ،ويلحن قادة العدو أغنية البطولة المدّعاة ويلوّحون بسيف الاغتيال (وقد يفعلونها) في تناغم مكشوف ، لقد أشهروا سيف القدس في وجوه من ينبري لأكاذيبهم بعد أن تثلّم سيفهم الذي امتشقوه في وجه فتح ليحبطوا نضالات المناضلين في القدس و الشيخ جراح ؛ وظلو يكذبون باسم هذا السيف الذي ثلّموه ، سرقوا وهج البطولة من مقاتلي جنين وذرّوا تراب الفتنة في عيون المناضلين ، واستولوا دعائيا على تضحيات الصحفية الشهيدة شيرين ، و ملأوا الدنيا صراخا ليغطوا على احتفاء فتح بها و ببطولتها في اتزان واحترام و مهابة ، و قد هالني ذلك الفجور الإعلامي الذي رافق انتخابات جامعة بير زيت؛ فقد كوّنوا كتائب مقاتلة اصطفت كأنها في ميدان معركة وراحت تنهش في جسم فتح و السلطة و أجهزتها الأمنية ، وتسلقهم بألسنة حداد ، لقد ذكّرني مشهد خطيبهم وصولاته و جولاته بما كان يروى عن فرسان الجاهلية وخطباء سوق عكاظ في الجاهلية ، سمحت لهم السلطة التي يشتمونها ليل نهار في حشودهم المحتشدة في دوار المنارة بأن يفعلوا ما يريدون يهتفون وينادون بالتبور و عظائم الأمور ، و اتخذوا من استشهاد نزار بنات قميص عثمان و راحوا يتغنون بأمجاده وهو (رحمه الله ) من أجناد أحمد جبريل الذي كان موقفه للقاصي و الداني معروفا ، ونحن بالطبع متعاطفون معه و نعتبر قَتلَته متواطئين مع أعداء الوطن ، ولكن الحقائق لا تغطى بغربال ، وهل كان ياسر عرفات الذي يتمسّحون بأعتابه إلّا خائناً في نظرهم قبل استشهاد وبعضهم لازال يعتبره خائنا ويهوديا متنكره ، وحين أعلن انه يقف على أبواب الشهادة راح بعضهم يشنّعون عليه، فلما استشهد تحسّروا على أيامه مع فريق من المزايدين يمدحونه في العلن و يشتمونه في الخفاء.

انتخابات الضفة وفوزهم في جامعة بير زيت يضحدُ مزاعمهم حول الاضهاد و المنع و تكميم الأفواه من قبل السلطة واجهزتها ، فلتصرخوا في وجوههم : لماذا لا تُجروا انتخابات النقابات و البلديات في قطاع غزة كما فعلت السلطة في الضفة، الجواب سهل للغاية لأنكم موقنون بالخسارة بعد أن جرّبكم أهلها فقوضتم أواصرها و شتتم شبابها وقمعتم حرياتها وأفقرتم أهلها وعاث بعضكم فيها فساداً فكانت حصيلة الإنجازات أرتالاً من الخطب وقوافل من الضحايا و دمارًا وخراباً و أنا هنا لا أنطلق من منطلق شخصي فلي صداقات أعتز بها مع كثير منهم ، نحن لا نكرهكم ولكننا نأسف لممارسات فريق منهم قطّعوا أوصال الوطن وأنشأو فيلقاً من المعاقين ومبتوري الأطراف و دوّنوا مجلدات من الادعاءات والأكاذيب وتراثاً من المزاعم و العنتريات، بلوناكم فعرفناكم هذا لسان حال أهل غزة ؛ أما الضفة (فقد أكلوا في عقل السذج من أهلها حلاوة ) فتخيّلوهم أطهاراً أبرارً في غيبة إلإعلام القوي الذي يمتلك زمام المبادرة و في ظل إعلام هاديء بارد يكتفي ببثّ الأخبار كما جاء على لسان الإعلامي الفتحاوي النشط محمد منذر البطة .

يا أبناء الفتح يا سدنة المشروع الوطني استعيدوا صوتكم النقي، وانبذوا المتسلقين و المتزلفين و احزموا أمركم، وليعد من حاد منكم عن الطريق إلى رشده ، ونقوا صفوفكم من المتزلفين و المتسلقين والانتهازيين ؛ فما زالت جذوتكم مشتعلة وسراجكم منيرا ، ولم تستطع صرخات الخطباء و أرباب الدعايات والمزوّرين أن تنكر تضحياتكم …(وما خفي كان أعظم)….

بقلم د. محمد صالح الشنطي

31/5/2022 م

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : تفاقم الصراع وحرب الإبادة وجرائم المستوطنين

تفاقم الصراع وحرب الإبادة وجرائم المستوطنين بقلم  :  سري  القدوة الاثنين 15 نيسان / أبريل …