الرئيسية / الآراء والمقالات / الدكتور أحمد الريماوي يكتب : أَيْقُونَةُ البَوْح “إلى روح شهيدة الكلمة شيرين أبو عاقلة

الدكتور أحمد الريماوي يكتب : أَيْقُونَةُ البَوْح “إلى روح شهيدة الكلمة شيرين أبو عاقلة

280445750_549431503481159_7550838519450374393_n

أَيْقُونَةُ البَوْح

“إلى روح شهيدة الكلمة شيرين أبو عاقلة”

شعر: الدكتور أحمد الريماويش

عمان: 23/ 5/ 2022

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذاتَ يَوْمٍ عابِسٍ عادٍ عَقيمْ

في مُخَيَّمِنا المُحاصَرِ.. في جِنينْ

عَمَّ في الأَرجاءِ إِنْباءٌ أَليمْ

زَهْرَةُ الإِعْلامِ جَنْدَلَها لَعينْ

أَوْ إِذا ما شِئْتَ شَيطانٌ رَجيمْ

هَزَّ أَرْكانَ الفَضائِيَّاتِ..

أَعْدَمَها كَمينْ

رَجَّ أَوْصالَ الصَّحافَةِ..

أَطْبَقَ الظُّلْمَ البَهيمْ

راعَهُ الإِخْبارُ بالصَّوْتِ الرَّخيمْ 

راعَهُ النُّطْقُ العَليمْ

شاهدوا تابوتَها.. 

فاستَشْعَروا الأَلْواحَ في تابوتِ عَهْدِهِمُ القَديمْ

دَبَّ في أَعْماقِهِمْ رُعْبٌ دَفينْ

يا لَهُ أَمْرٌ جَسيمْ

فانْبَروا نَحْوَ الجنازَةِ..

في سُعارٍ.. في جُنونْ

أَدْرَكَ التِّلْفازُ أَنَّ الهَوْلَ أَضْرَمَ حِقْدَهُ..

في بَيْدَرِ الزَّرْعِ الحَزينْ

صَفَّقَ الغَدْرُ المُشينْ

أَعْلَنَتْ شَبَكاتُ “نِتِّ” الكَوْنِ..

سِرَّ الخِبْءِ للُّؤْمِ الدَّفينْ

أَشْهَرَتْ سَيْفَ التَّحَرِّي والتّعَرِّي..

واعْتَلَتْ صَرْحَ المُتونْ

صَرَّخَ الشُّؤْمُ القَرين

وَلْوَلَتْ مُهَجُ الإِذاعاتِ القَصِيَّةِ والدَّنِيَّةِ..

أَمْطَرَتْ واغْرَوْرَقَتْ مِنَّا العُيونْ

فَجَّرَ المُحْتَلُّ أَطْنانَ الظُّنونْ

في الخَفَى جَزَّ الوَتينْ

لا تُبالوا.. بوقُ تَصْريحاتِهِ غِشٌّ عَميمْ

شائِعاتٌ أَزْكَمَتْنا.. 

من وَضيعٍ.. من سَقيمْ

لا تُبالوا.. بالبَياناتِ السَّخيفَةِ.. 

من رَقيعٍ.. من زَنيمْ

من خَليعٍ.. من مُدينْ

قُلْتُ في ساحِ الأُلَى:

إِنْ جَنَّدوا، أو أَسْقَطوا في الوَحْلِ لَيْلاً..

من عَميلٍ.. من جَبانٍ.. من خَؤُونْ..

لا تُبالوا.. لن يَنالوا من سَنا الحَقِّ المُبينْ

لا تُبالوا.. لن يَنالوا نَهْجَها الحُرَّ الأَمينْ

لا تُبالوا.. لن يَنالوا شَوْقَها للنَّصْرِ..

للعِشْقِ الرَّصينْ

مَثَّلَتْ فينا عَتابا..

وهي تَحْكي سِرَّها للميجَنا..

في حُبِّ كَنْعانَ الرَّزينْ

لا تُبالوا.. لن يَنالوا تَوْقَها لِلأَرْضِ

مَهْدِ الأَنْبِياءِ.. الأَوْلِياءِ.. العاشِقينْ

إِنَّها رَمْزُ النَّزاهَةِ وهي تُحْيي بارِقاتِ “المَجْدَلِيَّةِ”

في “ظريفِ الطُّولِ”

في الزَّمَنِ الأَمينْ

لا تُبالوا.. لن يَنالوا عَزْمَها في كَشْفِهِمْ

بالصُّورَةِ الْتُقِطَتْ..

فَعَرَّتْهُمْ على مَرِّ الأَنينْ

لا تُبالوا.. لن يَنالوا من شِذا كَلِماتِها

تَرْوي بَشاعَةَ جُرْمِهِمْ

في القدسِ.. في طوباسَ.. في اللِّدِّ الأَبِيَّةِ..

في عُلا نِعْلينْ

في الصَّباحِ تَرَجَّلَتْ..

ما هَمَّها الإِخْطارُ.. والإِنْذارُ.. والضَّغْطِ المُهينْ

هَمُّها أَنْ تَحْضُنَ الأَرْضَ النَّدِيَّةَ

لا تُبالي بالعَنا..

لا تَسْتَكينْ

قَرَّرَتْ أَنْ لا تَلينْ

والدَّمُ المِسْكِيُّ يُبْرِقُ في الرُّبا.. لِشَقائِقِ النُّعْمانِ

أَنْ تَرْعَى ابْتِهالَ النَّرْجِسِ الوَلْهانِ..

للحَنُّونِ في كَرْمِ الحَنينْ

زَنْبَقُ الوِدْيانِ يُغْري الفُلَّ في المَرْجِ المُدَلَّلِ..

فالزُّهورُ لها شُؤونٌ..

لا تُغَيِّرُها السُّنونْ

فَتَّحَتْ نَوَّارَها راحَ اليَمامِ..

يَفوحُ أَنْداءَ الشُّجونْ

هَلِّلوا: مَرْحَى لِمَوَّالِ اليَقينْ

هَلِّلوا: طوبَى لِإِيقاعِ الفُتونْ

سَطَّرَتْ في دَفْتَرِ الخُلْدِ البَقاءَ مَدَى القُرونْ

غَرِّدوا: للَّهِ دَرُّكِ رَمْزَنا شيرينْ

أَوَّاهُ يا أيْقونَةَ البَوْحِ المُبينْ

***   

عمّان: 23/ 5/ 2022

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نور شمس يبقى وضاءً

نبض الحياة نور شمس يبقى وضاءً عمر حلمي الغول لمخيم نور شمس له من اسمه …