الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : تحذيرات الملك عبدالله الثاني من المخاطر التي تتهدد المنطقة

علي ابو حبلة يكتب : تحذيرات الملك عبدالله الثاني من المخاطر التي تتهدد المنطقة

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

تحذيرات الملك عبدالله الثاني من المخاطر التي تتهدد المنطقة
علي ابو حبلة

اختلفت تقديرات الملك عبد الله الثاني ورؤيته للمنطقة وفق مستجدات الأحداث بين زيارته إلى العاصمة الأميركية واشنطن في يوليو 2021 وزيارته التي حصلت قبل أيام (في 13 مايو 2022)

وبينما حَمل الملك في الزيارة الأولى «خارطة طريق للحل السوري» ولبنان ومجمل قضايا المنطقة وأولوية القضايا قضية فلسطين، وحذّر في الثانية من استغلال الفراغ الروسي في سوريا وتداعياته، جاء ذلك في لقاء مع برنامج «باتل غراوندز» العسكري التابع لمعهد هوفر في جامعة «ستانفورد»، الذي يقدمه الجنرال الأميركي المتقاعد، هربرت ماكماستر.

وتضمنت المقابلة التي تم بثها الأربعاء 18/5/2022 على منصات معهد هوفر العديد من المفاصل المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار على ضوء التغيرات التي ستعكسها الحرب الروسية الاوكرانية على المنطقة وتحالفاتها وتداعياتها على أمن دول المنطقة، وعبر الملك عبدالله، عن اعتزازه بالعلاقة الأردنية الأمريكية القديمة والتاريخية، قائلاً «والدي التقى الرئيس أيزنهاور كأول لقاء مع رئيس أمريكي له، وتربطنا علاقة مؤسسية ليست مع الإدارات المتعاقبة فحسب، بل ومع الجيش والكونغرس، وهي متينة جداً وأعتقد أنها لربما من أقوى العلاقات في المنطقة لا سيما أنها مبنية على الثقة».

وأكد جلالة الملك في معرض إجابته على سؤال حول العنف والحروب في المنطقة، أن الجميع في الإقليم حالياً يسعون للنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب للمضي قدماً، مشيراً إلى التحديات التي يواجهها اليمن، والقلق بشأن الكارثة الإنسانية في لبنان. وشدد على أهمية اتباع نهج شمولي للتعامل مع التحديات المختلفة المتزامنة، مشيراً إلى دور «مبادرة اجتماعات العقبة» وتوسع نطاقها لتشمل دول أمريكا الجنوبية ودول أمريكا اللاتينية.

والمتتبع لمقابلة جلالة الملك يلمس أن هناك تركيزا على ضرورة إيجاد الحلول الذاتية للمشاكل التي يعاني منها الإقليم وتحمل عبء المسؤولية، بدلا من الذهاب إلى الولايات المتحدة لحل القضايا العالقة، وأشار في هذا الصدد إلى الاجتماعات التي عُقدت خلال الشهور الماضية لبحث كيفية رسم رؤية جديدة للمنطقة.

وبين أنه وبعد عامين من انتشار فيروس كورونا عاد تنظيم «داعش» الإرهابي للظهور سواء أكان ذلك في سوريا أو العراق، أو في إفريقيا، معتبراً أن زيارته إلى الولايات المتحدة من أجل التنسيق مع الأصدقاء، ومناقشة ما يمكن القيام به من الناحية التكتيكية والاستراتيجية لما تبقى من عام 2022.

ركز الملك على أهمية العمل العربي المشترك ودور الأردن بالمنطقة، وجهود محاربة الإرهاب، وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشار إلى حديثه المستمر مع الرؤساء الأمريكيين، وتأكيداته بأن تجاهل الشرق الأوسط «سيعود بمخاطر أكبر إذا لم تكونوا حريصين»، ولذلك يجب حل القضية الفلسطينية.

وشدد على أنه لا بديل عن حل القضية الفلسطينية قائلاً «مهما أقيمت علاقات بين الدول العربية وإسرائيل، إذا لم تحل القضية الفلسطينية، فهذا من منظورنا كمن يخطو خطوتين للأمام وخطوتين للخلف».

الأردن أمام مخاطر تتهدد أمنه القومي ومن الجدير ذكره أنه منذ أكثر من عام يخوض الأردن «حربا غير معلنة» مع عصابات ومجموعات تعمل على تهريب الحبوب المخدرة من سوريا إلى أراضيه، عبر شريط حدودي طويل.

وهذه الحرب كانت قد تطورت مؤخرا لتصل إلى عمليات اشتباك ومواجهات مباشرة، استشهد على إثرها جنود أردنيون، الأمر الذي دفع جلالة الملك لزيارة المواقع العسكرية الحدودية لمرتين خلال شهر واحد، مهددا بالضرب بيد من حديد، ومشاركا في مناورات، حملت مؤخرا اسم «ضربة الصقور».

لماذا اختلفت التقديرات؟ بين الزيارتين حصلت الكثير من التطورات الإقليمية والدولية، في مقدمتها غزو روسيا لأوكرانيا، والذي بدأ في الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي، وأخذ منحى تصعيد، منذ تلك الفترة وحتى الآن.

ويرى مراقبون أن الضغوط التي تتعرض لها موسكو في أوكرانيا، سيكون لها انعكاسات في سوريا، بشكل أو بآخر، فيما ستفضي إلى تنامي الدور الإيراني، والذي يعمل في الوقت الحالي على عملية «سد الفراغات». وهنا تكمن المعادلة الشرق أوسطيه المستجدة وهي،

أن المسافة الفاصلة بين الزيارة الأولى والثانية شهدت تطورين: الأول هو الحرب الروسية – الأوكرانية، والتي انعكست على «الانسحابات الروسية في سوريا، وإحلال قوات إيرانية بدلا عنها».أما التطور الثاني هو «المفاوضات الإيرانية بين أميركا والقوى الكبرى، ونتائجها التي لم تتضح حتى اللحظة».

وكان مسئولون سوريون وأردنيون أجروا محادثات حول أمن الحدود، في يوليو عام 2021، بعد أن استعادت قوات الجيش السوري مناطق كانت خاضعة للمعارضة على طول الحدود الأردنية، والقلق الأردني نابع أصلا من تداعيات و» تطورات حرب روسيا على أوكرانيا بشكل مباشر على الوضع السوري».و»تمثل سوريا لروسيا محطتها الدائمة في المياه الدافئة، وهي تقع بين تقاطعات جغرافية مرتبطة أيضا بالصراع في أوكرانيا. ومن إسرائيل وتركيا من جهة، اللتين تنخرطان في الحرب أيضا».

وكان الجانب الأردني يعوّل سابقا «على قوة روسيا في ضبط قوة الحدود مع سوريا وفلسطين، وعلى أن تضع حدا ما للنفوذ الإيراني، وأن تجعل الرئيس بشار الأسد محررا من السياسات الإقليمية، وأن تقوم موسكو مع دول عربية بإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، تحت ذريعة تعزيز النفوذ العربي بغطاء روسي».

إن «انحياز إسرائيل إلى صالح أوكرانيا والانحياز النسبي التركي، والخلاف بين تل أبيب وموسكو الذي ظهر بعد تصريحات لافروف، والكلام عن انخراط إسرائيل مع دول الناتو في المعركة المقبلة في المرحلة الثانية التي قد تبدأ في أوكرانيا بعد شهر يونيو. هذه الأمور ستكون الفاصلة لروسيا». وسيكون لها تداعياتها على امن المنطقة وتحالفاتها وهذا هو محور تحذيرات الملك عبد الله.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …