عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الرئيسية / الآراء والمقالات / د جمال ابو نحل يكتب : جَملَ الَمحَامِلَ، وصَبر أيُوبَ

د جمال ابو نحل يكتب : جَملَ الَمحَامِلَ، وصَبر أيُوبَ

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

جَملَ الَمحَامِلَ، وصَبر أيُوبَ 

نُبْصِّر، ونرى في منتصف الشهر الهجري المنظر الخلاب الجميل، والذي يأخذ الألباب، وذلك حينما يكتمل قُرص القمر، ويستدير، فيُزين بِنُورهِ كَبد السماء ليلاً، كما نشاهد حوله النجوم تتلألأ كالمصَابيح؛ ولكن كُل هذا الجَمال الذي يزين السَمواتِ الشاسعة، الفسيحة المليحَة في هذا الكون، والفضاء الفسيح الشاسع، الواسع لا يبقي على حالة واحدة، ويزول مع اطلالةِ فجر الصباح؛ ثم في النهار تُشرق الأرض بنور ربها، فيأتي لنا الضياء مع بزوغ شمسِ الصباح، وحينما يحلُ الربيع تتفتح الورود التي تسُر الناظِّرين، وتتزين الأرض للناظرين، وتأخذُ بِزُخرفها، وجمالها الألباب، فنشتم عبق عبيِر رحيق الأزهار؛ يقول سبحانه: “وَفِى ٱلْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ، وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ، وَزَرْعٌ، وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ، وَغَيْرُ صِنْوَانٍ”، وبحارٍ، وأنهار، وحُسن، وجَمال، وسَناء ، وبَهاء وأوقات فيها الرخاء، والسَخاء، والعَطاء، والفرح، والمرح؛ وتأتي على الإنسان أوقات بسيطة وقليلة من اللهو، والبرح، وخاصة حينما يكون حبايب الدار في الدار، وعلى نفس هذا المدار تدور على الناس الدوائر في كل الديار؛ وهكذا هي الدنيا فنسمع فيها أوقاتًا يرتفع ويصدح صوت الأذان ويتلوه الأذان، وهكذا هو دوران عجلة الأيام، والزمان، وأحيانًا نسمع كذلك هَمسُ رنين صوت الأحباب في الديار، تَزَيُّن الدار، يقول سبحانه وتعالى: “المالٍ والبنون زينةُ الحياة الدُنيا”؛ تلك الدُنيا التي فيها بعض الأوقات البسيطة من السرور، والسعادة المؤقتة لكنها استحالة أن تدوم لأحد!؛ وفجأة قد تنقلب الأمور، وتتشقلب والأرضُ تمُور وتحور، وتدور، وكأنها تغلي بالناس تفور!. وهكذا هي الحياة تمضي ما بين أرحامٌ تَدفَع، وأَرضٌ تَبلع، وشَخصياتُ ترتفع، وتشتهر، وتعلو ثم تهوي؛ وغيرها قياداتٌ تفنى، وتُنسي، وتختفي، وتنهي، وكأن شيئًا لم يكن!؛ وحياة أخرين من الناس تَبتدئ وصدق الله العظيم القائل:” ومَا الحياةُ الَدُنْيّا إلآ متاعُ الغرور”.

يعيش أغلب سكان المعمور ة من أبناء الأمُة العربية والإسلامية حياة بؤس، وفقر، وعناء، وفناء وخاصة الدول العربية المحتلة فشعوبها مثل جَملَ الَمحَامِلَ وصابِر صَبر أيُوبَ!؛ وإننا بِهذا الزمان في أغلب الأحيان فإن حال الناس مثل الغرقان فلا أحد مرتاح!؛ فالفقير شقيان، ومعدوم ندمَان والغني قلق تعبان، وحيران سهران، وسرحَان، ومنهم من يهذي مثل السكران!؛ وحال الناس اليوم على درجات فمنهم أشد بُئسًا، وفقرًا من غيره، وحال المسكين في هذا الزمان يعيش غلبان، ويحيا حَياة الظَّمآن في الصحراء، فلا ماء، ولا غداء ومن غير كِّسَاءْ، يُحَاصَّرهُ الأعداءُ السفهاء، البُلهاء الأشقياء!؛ يجَتاحهُم الداءَ، فلا دواءَ، ولا شِفَاء، وطي سجِلات النسيانِ، صريعًا طريحًا في وطنهِ، يبطحهُ أصحاب القرار، والتِّيجَان، فتَلفَحهُ في الدنيا النيران، وتنطحهُ الثَّيِرانْ؛ وهكذا هو حال الشعوب العربية أغلبها مقهورة، ومبهورة، ومبتورة، وأغلب شبابها غارق في الوهن، حيران تَعبّان عرقان عريان، ليس له أي قيمة أو أوزان!. ومع كثرة الحروب، والهموم، ومثل نَار السموم في الوطن العربي؛ ولقد زاد عدد الرزايا، والمشكلات، والخلافات، والأيتام، والأرامل، والمُنفَصِّلات رغم أن أغلبهن هُن الفُضليات؛ وفينا، ومن بيننا من يفعل الحسنات، وكذلك من يعمل السيئات وهناك السيارون الضاربون في الأرض سعيًا في مناكبها مسيرًا شاقًا فيقطع طريق الألآم بين الأنام والذين بعضهم نيامٌ يعيشُ في الأحلام، ومنهم الصابرين المحتسبين كاللاجئين المُشردين في الخيام ومن الناس صيامٌ جيِاع، وبالكاد يجدون فتاتًا من الطعام، وهذا شيءٌ مؤلم مُرٌ من غير كلام وقد ضاع الأمنُ، والسلمُ، والسلام، ووهنِت قوة أهل الإيمان، والإسلام!؛ حتي قنص الأعداء في الأقصى الحمام، واطلقوا عليها السهام؛ وأغلب الحكامُ العرب، والمسلمين إما نيام في القصور فلا يهمم من يسكن مُشردين في الخيام، أو من قتال من اغتصب المقدسات، أو من قتل الحَمام، واغتال الإمام!؛ والتهويد والاستيطان يجري للأمام، والأمة كأنهم نيام؛ فو الله لن ينفع المطبعين اللئِام حُلم التطبيع مع المحتلين ولن يأتي بالسلام، لأن الغاصبين المحتلين هم أهل القتل والافساد والاجرام والتطبيع معهم أحلام، وأوهام؛ ويبقي في هذا الزمان يعاني أهل الأوطان حتي الآن من المحتلين أهل الاجرام، والناس أغلبهم اليوم من شدة البؤس والفاقة، والغلاء، والوباء، كالغريق، والحريق ومنهم من ظَّلْ الطريق ومنهم من يحمل أثقالاً فوق أثقالهم وكأنها الجبال ولكنهم صابرين مثل جمل المحامل ومحتسبين وراضين غير ساخطين وصبروا كصبر نبي الله أيوب على المُقدر والمكتوب. 

الباحث، والكاتب، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي، والمحلل السياسي

                                   الكاتب الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

  عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين

 رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب

  عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية

 dr.jamalnahel@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …