الرئيسية / الآراء والمقالات / د. السفيرة هناء عبدالله الطيبه تكتب : عـن أيِّ وطـنٍ تتحـدثـون

د. السفيرة هناء عبدالله الطيبه تكتب : عـن أيِّ وطـنٍ تتحـدثـون

هناء عبدالله الطيبه

د. السفيرة { هناء عبدالله الطيبه }

<< عـن أيِّ وطـنٍ تتحـدثـون>>

سفيرة الشعر العربي في الأردن

لقد قالوا عنك الكثير يا وطني :

فقلت لهم : عن أي وطنٍ تتحدثون ؟!

هل تقصدون وطناً تلاشى مع أفق السحاب ؟!

أم تقصدون وطناً إغتصبته يد الأغراب ؟!

أم تبكون على وطنٍ دُفن تحت التراب ؟!

أم تحزنون على كرامةٍ دُنست و بالَ عليها الغُراب ؟!

أم تتذكرون إمرأةً إستئصلوا رحمها بلا أسباب ؟!

فذرفت دموعها على ناصية السراب ؟!

فـ بالله عليكم على ماذا تبكون ؟!

هل تبكون على وطنٍ رُسم على خريطة باليه ؟!

أم تبكون على حقول سنابلكم و حنطتكم المحروقه ؟!

أم على عروبتكم المسروقه ؟!

أم على أبناءه الذين تفرّقوا بالشتات و أصبحوا بالمنفى بلا هويّةٍ 

بلا وطنٍ … و لا ينتمون لأيّ قبيلةٍ عربيه …

يا أنتم : عن أيِّ و طنٍ تتحدثون ؟!

و أيّ وطنٍ تقصدون ؟!

فقد ضاع الوطن على مفترقات الخيانةِ و أصبح بلا مكان … 

بلا عنوان و لا ينتمي لأيّ تاريخٍ أو زمان 

هل تقصدون وطني الذي أصبح كالبحر بلا أمواج … 

و كالشاطئ بلا رمال … و كالسفينة بلا مرسى و بلا مرفأ 

قولوا لي بالله عليكم عن أيّ وطنٍ تتكلمون ؟! هل تقصدون وطني الغريب … 

أم تعنوا وطني السليب ؟!

ألا تعرفون أن وطني قد حُرقت رفوف حمائمهِ …

و قد سُرقت من أرضهِ كلّ ألوان الطبيعة …

و قد سحبوه كالبهيمة العمياء التي تُسحب إلى مسلخ الموت الجماعي ؟! 

و هاهم قد ساقونا عُراةً حفاة و صلبونا على جذوع الأشجار … وهتكوا عرضنا في ملاجئ دعارتهم و قتلونا وسفكوا 

دمائنا و تجرعوها رشفةً رشفةً بلا رحمةٍ و بلا شفقةٍ … 

و قد حكموا علينا و أصدروا الحكم و القرار 

و على رُفات عزّتنا رقصوا على وقعِ الأوتار …

افعلوا ما شئتم يا جرذان …

و جرّدونا من كافة حقوق الإنسان …

و دوسوا على كرامة الأوطان … فنحن كنّا و ما زلنا صامدون … 

و في درب النصر سائرون … و لن نساومكم أبداً يا مستهترون … 

و مهما ثرثرتم سوف نثأر لشرفنا يا أيّها الخائنون … 

و مهما تجبّرتم علينا يا مجرمون … 

لسوف تعلمون بأن الله على كلّ الظلم و الظالمون ؟!

يا أيها الجاهلون عن أيّ وطنٍ تتحدثون ؟!

ألا تعلمون أن وطني بات غريباً وحيداً لا نعلم عنه شيئاً و لا يعلم عنا شيئاً سوى 

تلك الأرقام و الصور المُثبتة على أوراقٍ رُميت في جوارير الغربة المنسيه ؟!

فـ هيهات هيهات … لو يعود لي وطني يوماً 

و أنفض غبار الألم عن صفحاتهِ لتقرئها جميع البشريه 

فــ بالله عليكم … كفاكم غباءاً … و كفاكم رياءاً يا جاهلون فـ وطني أكبر من يدنسهُ 

أمثالكم يا أقزام الأرض المجانين …

فلا تنطقوا بأي حرفٍ عن وطني فــ حب فلسطين ينبض بقلوبنا أجمعين …

و سيبقى الأغلى على افئدتنا إلى يوم الدين

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …