الرئيسية / الآراء والمقالات / د صالح الشقباوي يكتب : الرئيس تبون حارس القدس ومسجدها الأقصى

د صالح الشقباوي يكتب : الرئيس تبون حارس القدس ومسجدها الأقصى

اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر  في الجامعات الجزائرية
اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر في الجامعات الجزائرية

الرئيس تبون حارس القدس

ومسجدها الأقصى

د.صالح الشقباوي

رغم كل المؤامرات الإسرائيلية لتهميش القضية الفلسطينية

ورغم الخيانات العربية المتدحرجة لها يأتي صوت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ليحطم سلاسل التهميش والازاحة والتفكيك المنظم ويقف كحالة فريدة متميزة بين القادة العرب المعاصرين حيث يقاوم إشكالية إسرائيل ووجودها ولا يعترف بها ويواجه التيار العربي المطبع صاحب الرؤى المتمايزة المشيح بوجهه عن الحقوق والثوابت الفلسطينية ، نعم إنه يقف كسد منيع وشاهق في وجه انهيار الفكر العربي الرسمي الذي لم يعد قلعة منيعة ضد الفكر الصهيوني الذي نجح في اقتحام هذه القلاع العربية ويمارس فلسفة الاختلاف ومنهج التفكيك كفلسفة جديدة يحاول فرضها على أماكن مختلفة من العقل والضمير الرسمي العربي، منهج يتعامل مع تاريخ القضية وفلسفتها الوجودية بقراءة مغايرة لكل الثوابت والأسس العربية، إنه يقاوم التفكيكية العربية التي تجاوزت الأصول والمبادئ والأسس الفلسطينية والسؤال الكبير الذي يجب طرحه الآن مدى قدرة الرئيس تبون وفلسفته للتصدي لاصحاب فلسفة التفكيك من خلال تبنيه لفكر قادر على حماية القدس وقادر على طرح ومعالجة القضية بشكل شمولي وتقديم رؤى واضحة لحلها بالفطرة السليمة والفكر الثابت، إنه صوت الرئيس تبون المنبعث من أرض قدست ثراها بدم الشهداء ويحمل سيف الثبات والديمومة اتجاه أصحاب الاسئلة الجديدة التي تمس بنية العقل وايديولوجيته وثقافته وسياسته، يقاتل بفكر متعالي عن الواقع ويلامس المستقبل، فكر الاختلاف من خلال فكر السؤال ويقاتل على جبهة المطبعين اللذين اعادوا النظر في كل شيء يتعلق بثوابت الأمة ومصيرها ومستقبلها ويمنع ارتمائها في الحضن الصهيوني الكاذب الذي يريد تجاوز حقوقنا وثوابتنا ودولتنا، هذا الفكر الذي يقاتله الرئيس تبون لا شك انه فكر مختلف ويتحرك باتجاهين اتجاه طمس معالم القضية الفلسطينية وتجاوز ثوابتها و دعم الرواية الإسرائيلية وحقها في الوجود المجاني علما أن الاختلاف يبقى مفتوحا بين المتمردين على القضية وبين من يحتضن القضية، فالتمييز بين الاختلاف والوعي بالاختلاف ضرورة تندرج في كينونة السياسة .

ان الرئيس تبون يحاول العودة الى الهوية الاصلية للأمة وتثبيت مفاعيلها والعودة الى اصول العداء بين الامة وإسرائيل ويمنع سلب مكانيزمات عدائنا لها دون أن تتخلى عن احتلالها للأرض الفلسطينية وتعيد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، نعم أقدّر الجهد الذي يحمله فكر هذا المجاهد الجزائري البطل الرئيس تبون الذي يحاول ازالة التصدع والتمزق عن جسد الهوية العربية ويحاول ان يغرس اوتاد الثبات في جسد الأمة التي اهتزت في كيانها وتصدعت في كينونتها الوجودية فهي تعيش تعدد شمولي في جميع أشكال الاضمحلال خاصة وأنه قادر على تحليل الأوضاع المتعددة التي يجتازها العالم العربي من اختلافات عقائدية واختلافات أيديولوجية فالجزائر بكل ما تملك من تاريخ وثقافة وقوة تشكل أفقا للفكر العربي الثابت وتحاول أن تتجاهل الاختلاف من خلال خلقها لفكر جديد يعيد التاريخ لأصوله والصراع لأسبابه ويقاوم كل فكر عربي مستحدث يدعم فكرة اليهود ضحايا التاريخ ويدعم ما يسمى بأساطير الحنين العبري للأرض.

إنه يأصل بثبات لصمود المتخيل الفلسطيني ويدعم الحق التاريخي للشعب الفلسطيني ويمنع الاختلاف داخل المعتقد الواحد وتجاوز الثوابت والفكر العربي المشترك حول مفهوم حل القضية الفلسطينية ويمنع مذاهب الفقهاء والسلاطين والامراء في حرق الهشيم العربي، فنحن نعلم أن الاختلاف العربي حول القضية الفلسطينية يمثل الاختلاف مع الدين والنص القرآني والعقيدة وبالتالي فإن الرئيس الجزائري يقاتل على جبهة العقيدة وثبات الحقوق الوطنية الفلسطينية وإقامة السلام العادل والشامل ويعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال دراسة الواقع ومنع تفكيك العقل والثوابت والأصول الإسلامية وتفكيك الانساق الفقهية والمنظومات العقائدية ويمنع تجاوز الخطاب الإسلامي فهو يقاتل المستحدث الديني والمستحدث العقائدي والفقهي الذي يقفز عن مسببات الصراع وحقائق التاريخ وأصول الحق ويبني جدار شاهق حول المسلمات الدينية وآليات العمل بالنص وعدم السماح بتفكيك النص الديني وتجاوز الحقيقة.

إنه ينتصر لفلسطين وللقدس وللعروبة والإسلام ويمنع الخروج من الذات على الذات التي تحاول أن تأخذ بيد الصهيونية الى ما بعد الصهيونية وتنصر التوراة على القرآن وموسى على محمد، ويبقى السؤال مفتوحا أمام هذا الرئيس المقاتل، هذا الرئيس المجاهد : هل الخلاف هو المعنى الجديد للسقوط والتصادم، هل هو تحول عن ضرورة عدم الاختلاف مع اليهود وخطابهم المتعالي وهل وصل أصحاب الخليج الى نهايتهم التاريخية دون مخلص جديد؟

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …