الرئيسية / الآراء والمقالات / عائد زقوت يكتب : عظيمة يا مصر

عائد زقوت يكتب : عظيمة يا مصر

عائد زقوت

عظيمة يا مصر

عائد زقوت

 يحتفل المصريون اليوم بذكرى تحرير سيناء، وحَق لهم أنْ يحتفلوا، فلم يكن تحرير سيناء انتصارًا عسكريًا تقليديًا استعادوا فيه الأرض فحسب، بل اسقاطًا للرواية التوراتية، والزعم الصهيوني في سوق الذرائع الدينية كدوافع لاحتلال سيناء، بهدف كي الوعي العربي والعالمي والتغطية على مشروعهم الاستعماري في المنطقة .

 ‏احتَلَت سيناء مكانة خاصة وعظيمة في الرسالات السماوية، لأنّها من الأماكن القليلة، التي تحدث عنها القرآن الكريم، قبل نزوله واستمرت بعد نزوله ولا زالت قائمة حتى الآن، وستستمر حتى يوم الآجلة، فقد شهدت سيناء انتقال بعضًا من الأنبياء حيث ذكر القرآن الكريم رحلة يوسف عليه السلام وهو طفل اشترته قافلة وسارت به إلى مصر، وكذلك استقبال يوسف لأبيه يعقوب عليهما السلام عند الحدود الشرقية لمصر والمقصود بها سيناء، وأيضًا ذكرت التوراة مسيرة ابراهيم عليه السلام من الشام إلى مصر عبر سيناء، وتتجلى الأهمية الكبرى لسيناء في قصة موسى عليه السلام، حيث كلّم الله موسى وأوحى إليه بالوصايا العشر على جبل سيناء، وأيضًا من خلال الانعكاسات على بني اسرائيل .

 ‏الرواية التوراتية عن سيناء جعلت منها الأكثر قداسة على وجه البسيطة، وسعت إلى بسط سيطرتها عليها تحت تلك الذرائع الدينية الزائفة، ‏وعلى الرغم من تلك الادعاءات الصهيونية حول سيناء، إلا أنّ اسرائيل اضطرت إلى الانسحاب من سيناء في الخامس والعشرين من ابريل 1982، كنتيجة طبيعية للضغط العسكري والسياسي المصري الذي أفرزته حرب العاشر من رمضان أكتوبر 1973 .

 ‏انسحاب اسرائيل من سيناء مُكرهة رغم ما تدعيه من قداستها لليهود، يقودنا إلى الاستنتاج أنّ ما تنشره وتروج له اسرائيل من مزاعم حول مكانة القدس الدينية، ما هو إلا هراء، وستارًا أخرقًا تخبئ فيه جريمتها الاستعمارية الاستدمارية في احتلالها لفلسطين، ويؤكد للشعب الفلسطيني وقيادته أنّ وضع اسرائيل تحت ضغط المقاومة الفاعلة بشتى وسائلها، في ظل قيادة واحدة كفيل بإسقاط الروايات التوراتية، واجبار اسرائيل ومن خلفها أمها بريطانيا ومرضعتها أميركا على الانسحاب من فلسطين.

 ‏عيد تحرير سيناء مناسبة تستحق الاحتفال، وتوجب التهنئة لخير أجناد الأرض قيادة وشعبًا، وتجسد عظمة مصر، وفي ذات الوقت تحمل هذه المناسبة إلى القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية رسالة مفادها أنّ الجلوس على مقعدين في آنٍ واحد لا يُمكن أنْ يستقيم، ولا يُمكن أنْ يُؤتي أُكلَه أو أنْ يكون طريقًا لاستعادة الحقوق المسلوبة .

 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …