الرئيسية / الآراء والمقالات / عائد زقوت يكتب : شعبٌ حرٌ وفصائلُ مأزومة

عائد زقوت يكتب : شعبٌ حرٌ وفصائلُ مأزومة

عائد زقوت

شعبٌ حرٌ وفصائلُ مأزومة

عائد زقوت 

يؤكّد الغزو الاحتلالي للمسجد الأقصى مدى الأزمة التي يعيشها العرب، وفي مُقدّمتهم التنظيمات والقيادات الفلسطينية في ظلّ عالم مأزوم يُعاني من أزمة اقتصاديّة خانقة، وإرهاصات حرب عالمية عاصفة لتحديد مصير النّظام العالمي .

إنّ إقدام الاحتلال على تنفيذ مخطّطاته في القدس، وغزو المسجد الأقصى والتّنكيل بالمصلين أمام أعين العالم، ليس فقط جريمة حرب وفق القانون الدولي، بل يكشف زيْف المجتمع الدولي، وازدواجيّة قراراته التي فضحتها الأزمة الأوكرانية الروسية، ويؤكد للمعتمدين على أميركا والمنتظرين لتدخّلها لإنصاف الفلسطينيّين أنّهم يسيرون في طريق الانتحار البطيء، ويؤكد أيضًا وللأسف أنّ التنظيمات الفلسطينية لا زالت غارقة في خطاباتها الأيديولوجيّة التنظيميّة، وتصرّ على توظيف الأحداث السّياسيّة لمصالحها الحزبيّة الضيقة، وأنها لم ترتقِ لمستوى التّحديات التي تواجه الشعب وقضيّته.

 المُتابع لسيْر الغزو الإسرائيلي في الأقصى المبارك والاتصالات الدّبلوماسية التي رافقتها، وتداعي القيادة للاجتماع بعد يومين من الغزو للمسجد الأقصى المبارك، يدرك أنّها لم تستطع أنْ تضع حدًّا للممارسات الاحتلاليّة، لولا جهود المرابطين الأبطال شيبًا وشبّانًا الذين كانوا دومًا في قلب المعركة يذودون عن القدس وكنائسها ومساجدها.

يقف الشّعب الفلسطيني اليوم وحيدًا في وجهة الغطرسة الصهيوأميركية متسلّحًا بإيمانِه بعدالة قضيّته، سدًّا منيعًا أمام مُخططّات الاستيلاء على المسجد الأقصى وتصفية قضيّته، بعد عزل الأمّة العربيّة باتفاقيّات التّطبيع، وأصبح التّعويل عليها ضرب من الخيال مالم تُحِدثُ السماء أمرًا، ممّا يوجب على الفلسطينيّين إعادة قراءة التطوّرات السّياسية من منطلق أنّنا أصحاب الحق، ونزع القضيّة الفلسطينيّة من بورصة الاستغلال العربي وغيره إقليميًّا ودوليًّا .

إنّ المحاولات الإسرائيلية لغزو المسجد الأقصى، وبسط نفوذها عليه، لن تتوقف وستستمر ما دام واقع القادة والفصائل الفلسطينية مترنّحًا وساقطًا في مستنقع التجاذبات الإقليميّة والفئويّة، وفي مقابلها سيستمرّ الشّعب الفلسطيني في الدفاع عن مقدّساته وأرضه، ولكي ترتقي الفصائل والقيادات الفلسطينية لمستوى الفعل الشعّبي، وتنتقل من مرحلة مواجهة المحتلّ المرتكزة على تجييش العواطف، وترك مربّع السّكون والرّكون لاستراتيجيات خارجيّة، لا بدّ لها من التخلّي عن الخطابات الأيديولوجية التنظيمية، بعد أن ثبت فشلها في كل دول الإقليم، وبناء استراتيجية وطنيّة تعتمد على شعبويّة مقاومة الاحتلال، وإعادة إحياء الانتماء الوطني الذي أقصاه الانتماء الحزبي، والمبادرة إلى إنهاء الانقسام بأسرع وقت ممكن .

إن لم تكن قيادات الشعب الفلسطيني وفصائله حاضرة حضورًا فلسطينيًّا خالصًا في هذه المرحلة الحرجة في تاريخ قضيتنا، وقبل أن يجفّ القلم وتُطوى الصحف، سيشهد عليهم التّاريخ، وستُدوّن أسمائهم بمِدادٍ أسود في مُستعرض صفحاتِه .

 

 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي

حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي بقلم  :  سري  القدوة الأربعاء 24 نيسان / أبريل 2024. …