الرئيسية / الآراء والمقالات / ناهض زقـوت يكنب : الغريب .. وقوة أبو مؤمن

ناهض زقـوت يكنب : الغريب .. وقوة أبو مؤمن

ناهض زقوت

الغريب .. وقوة أبو مؤمن

قصة/ ناهض زقوت 

جارنا أبو المؤمن قوي وأزعر على أهل حارته، وحتى على جاره السابع، لا يرحم أحدا من شره كبير أو صغير.

في حضرته الكل صامت، وعلى القهوة الكل يتلفت حوله خائفا من أبو المؤمن.

في أحد الأيام زار الحارة رجل طويل القامة، فارد عضلاته، واسع الصدر، يلطش كل من يراه أمامه، وعلى القهوة جلس، والكل هرب من أمامه مرتعبين خائفين .. بعضهم هرب إلى بيته .. وغيرهم صرخ بأعلى صوته مستنجدا بأبي المؤمن.

وما هي إلا لحظات حتى جاء أبو المؤمن يحمل عصاه، صارخا بصوت مرعب ومعه ابنه الصغير، تفرق الجمع مبتعدا، ينتظرون نتائج المعركة.

تقدم أبو المؤمن من الرجل الغريب، قائلا من أنت، ومن أين جئت، لكي ترعب أهل حارتي.

وقف الرجل الغريب، وضرب عامل القهوة كفا جعل الشرر يتطاير من عينيه.

صرخ فيه أبو المؤمن، وقد بدأ يرتعد، كيف تعتدي على أحد أبناء حارتي.

نظر إليه الغريب، وتقدم منه، ورفع كفه وأهوى بها على رقبة أبو المؤمن، وكادت الضربة أن تجعل وجهه يسلم على الارض، ولكنه تماسك، ونظر حوله، ورفع كفه وضرب ابنه الصغير على رقبته، فطار الطفل صارخا يتعثر في جريانه.

تدخل شيخ الحارة بين الطرفين لتهدئة الاوضاع، وجلسوا على القهوة، وصاغ شيخ الحارة تفاهمات صلح بين الطرفين على أن يغادر الغريب الحارة.

عاد أبو المؤمن إلى بيته، فاستقبلته أم الاولاد بالصراخ والزعيق، كيف تضرب الولد بهذا العنف. بعد أن هدأ من روعها، وشرح لها خطته في عدم اظهار ضعفه أمام الغريب.

أنه حين تضايق ولم تعد قوته تسعفه للرد على الغريب، وقد خشي إذا رد عليه أن يقلل من قيمته أمام أهل الحارة، ويكشف عن جبنه وضعفه أمام قوة الآخرين، فلمعت في ذهنه فكرة عبقرية تخرجه من المأزق، بأن ضرب ابنه كتعبير عن غضبه، وكما سمعتي عندها تدخل شيخ الحارة، واصلحنا وتفاهمنا.

يقول الفنان العظيم ليوناردو دافنشي: الجهل يعمي أبصارنا ويضللنا، أيها البشر الفانون، افتحوا أعينكم.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي

حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي بقلم  :  سري  القدوة الأربعاء 24 نيسان / أبريل 2024. …