الرئيسية / الآراء والمقالات / سليم النجار يكتب : حمار الحراسة حين يغفو! إسرائيل بين مصيرين

سليم النجار يكتب : حمار الحراسة حين يغفو! إسرائيل بين مصيرين

سليم النجار

حمار الحراسة حين يغفو! 

إسرائيل بين مصيرين 

سليم النجار 

يفخر الإعلام الإسرائيلي بتفوقه وتنوعه وحريته على وسائل الإعلام في دول العالم الأخرى، ولكن المراقب للإعلام الإسرائيلي من نقطة محايدة يرى حجم الكذب والإدعاء والمغالاة. وعندما نتكلم عن الإعلام الإسرائيلي فنحن نقصد في الأساس الإعلام الرئيس، أي ما يسمى بإعلام التيار الأساسي الذي يشمل الصحف والمجلات وكذلك شبكات التليفزيون.

 لقد سجل الإعلام الإسرائيلي صفحات طويلة من الأكاذيب تشهد له بالجرأة على الكذب، والتطاول على الحقيقة، فتصوير انفسهم أنهم من رعاة الديمقراطية، ودولة قانون، وهي سقطة يحاول الإعلام الإفاقة منها وتعديل المسار في صراع لم يحسم بعد بين وسائل إعلام تنشر مقالات لكتاب اسرائيليين بعد كل عملية بطولية يقوم ابناء فلسطين ضد العدو الإحتلالي الإسرائيلي يطالبون مناقشة أوهام الصهيونية والأكاذيب التي سوقوها للعالم، وطرف آخر مازال يُصر ببلهاة منقطعة النظير أن إسرائيل هي واحة الديمقراطية وخير دليل على إزدهار هذه الواحة المزعومة، أنها تروى من دم شهداء فلسطين، الذين يقامون هذا المحتل البغيض.

كما لجأ الإعلام الإسرائيلي إلى اسلوب جديد في التضليل والخداع والتأثير على الجمهور الفلسطيني، عبر شخصية هزلية، يدعا أفخاي، يتلطع بملابس عسكرية إسرائيلية، متباكيا على الدم المسال في فلسطين، وآخر خزعبلاته خرج على السوشيال الميديا معلقا على الفرح العارم لأهلنا في فلسطين، كل فلسطين، وركز على صورة نشرتها وسائل الإعلام العالمية، تبرز شباب يوزعون القهوة على المحتفلين بالعملية الأستشهادية، التي وقعت في تل الربيع “تل أبيب” يوم امس. 

أفخاي كعادته يذرف دموع التماسيح على القتلى، ولم يذكر بكلمة لماذا حصلت العملية؟ أي يتكلم عن النتائج ولا يقترب من الأسباب التي شكلت الرحم الطبيعي، لقيام العلميات البطولية ضد هذا المحتل، ضد الممارسات الإسرائيلية من قتل الفلسطيني، واعتقاله وزجه في غيابة السجون، وهدم البيوت، كأن هذه الممارسات القمعية، مفردات الديمقراطية الإسرائيلية، التي يتغنى بها أفخاي وانساق وراء أكاذبيه، وتباكيه على العنف٠

 

ومن الأمثلة الفاقعة الأخرى، التي تمارسها وسائل الإسرائيلية في التضليل المسف في تعصبه وأكاذيبه يكفي أن تطالع أي عدد من أعداد احدى الجرائد الإسرائيلية لتقرأ كم الحقد والكراهية على الفلسطينيين، والدعوات بقتلهم، وهذا ليس بجديد على هذه العقلية الإجرامية الصهيونية، فقبل أيام مرت ذكرى المجزرة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في مدينة اللد الفلسطينية عام ٤٨، وقتها دخل اسحاق رابين فرحا بهذا النصر المزعوم، كمخلص ” للمعاناة اليهودية”، ولم يدرك هذا الشخص إنه سيتم قتله على يد أصحاب هذه العقلية، التي قامت قبل سنوات بقتل الفلسطنيين العزل في اللد، وفي كل مدن وقرى فلسطين، فالمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية لا تعد ولاتحصى. 

أليس المطلوب من أفخاي ان يتعافى من أوهامه، وعلى علة أشرفت به على الحافة؟ فقد خلالها قوته ولياقته إن كانت موجودة أصلاً، وتسرب الضعف إلى أعضائه وعضلاته، فلم يعد يستطيع المشي أو الوقوف أو الجلوس بمفرده، أشبه بحمار اثقلته الأحمال من الأكاذيب والتضليل، تسانده أحلام مريضة تسنده خشية الوقوع، فتلك تجربة شاقة، يزيد من مشقتها أن العليل في ابتلائه لا يبدأ متدرجا مثل الطفل ولكنه يحاول أن يستعيد ذاكرته الحركية وما دأب عليه من سرد الأكاذيب والدعوات للفلسطنيين للهدوء، وتبقى قدرته على النطق- أي العقل- بكل ما فيه من ملكات تمكنه من الإدراك الحسي إن وجد، والعقلي والنفسي عليه الرحيل من وطننا فلسطين.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …