الرئيسية / الآراء والمقالات / سليم النجار يكتب : الإخوان المسلمين سؤال الماضي٠٠٠ سؤال الحاضر

سليم النجار يكتب : الإخوان المسلمين سؤال الماضي٠٠٠ سؤال الحاضر

سليم النجار

الإخوان المسلمين
سؤال الماضي٠٠٠ سؤال الحاضر
سليم النجار
لقد فتح الإسلام السياسي بعنوانه الأبرز” الإخوان المسلمين” الذاكرة السوداء للتاريخ العربي الإسلامي على مدى نصف قرن من التعامل المفرط في الغباء مع الشعوب العربية، بدء من مصر والجزائر وتونس والمغرب العربي ومصر ولبنان والعراق وفلسطين بالطبع كانت تحصيلا حاصلا.
وإستنادًا إلى واقعنا اليوم نحن العرب، يمكن الإعتقاد إن الهيمنة الدينية الإخوانية على الفكر والثقافة والعادات الإجتماعية باتت من الموروث الشعبي، فأصبحنا نسمع عرس إسلامي، وأدب إسلامي، وفكر إسلامي، هذه المصادرة في عُمقْها هي مُصادرةٌ للحياة؛ تَعزلُها عن الواقع والأشياء وكذلك عن الإنسان، وهو عَزْلٌ يَتضمّن إلغاء للخيالِ والمخّيلة، وليس إلغاء المخّيلة إلاّ شكلاً آخرا مِن أشكالِ إلغاء الواقع.
 
ومما ينتجُ أيضا عن هذه المصادرة أسر الالفاظ المعرفية في مَدْلولات واحدة للجهل لإن الإخوان المسلمين أقنعوا العامة على أنهم -الإخوان- هم وعاء المعرفة في الدنيا والدين.
ويتضمن هذا الوعاء إبداع ماضٍ غير موجود إلا في عقولهم الصدئة، فالغزو يصبح فتح، وفرض الأتاوات فريضة إسلامية، وفي ذات الوقت يتم السكوت عن جرائم الخلافات”الاسلامية” التي حكمت العالم العربي باسم الدين، فثورة “الزنج” في العهد العباسي لا يتم ذكرها في أدبياتهم لا من قريب ولا من بعيد، لأنها ببساطة خروج على ولي الأمر حسب رؤيتهم العرمرمية، أما نبش قبور خلفاء الأمويين وتعليق عظامهم من قِبل العباسيين عمل جليل، وهنا ليس مهم ذكر اسماء من فعلوا ذلك، لإنه نهج سياسي وما الاسماء إلا عبيد لهذا السلوك، وحرق كتب ابن رشد فعل مستتر لا يجب ذكره، وبوصلتهم في صناعة ثقافة المسكوت عنه، المقولة التالية: ( لعن الله الفتنة ومن أيقظها)، فسؤال الماضي يصبح فتنة، ويعني ذلك قتل ابن المقفع والتشنيع بجثته عمل أخلاقي، وإذا تجرأ أحد وسأل لماذا قُتل بهذه الطريقة البشعة، يصبح هذا السؤال من المحرمات٠ ولكن الأكثر خطورة في الماضي الإخواني، أننا نفاجأ بجهل قادتهم السياسيين وفقهائهم جهلًا حقيقيًا.
 
لم يحدث في تاريخ البشرية قط، أن كان للتاريخ دوره البارز في تاريخ الشعوب، مثلما كان دوره في تاريخ الإخوان المسلمين، فالتاريخ بالنسبة للإخوان المسلمين استغفال للعقول، والإخوان المسلمين هم ابنة هذا التاريخ، فلو قام احد على سبيل المثال وأخرج من كتب التاريخ عن كيفية سقوط الشام على يد المغول؟ وعرف أن من غزا الشام اعلان إسلامه، ومارس ابشع أنواع الكذب، على اهل العراق الذين كانوا عماد جيشه، وابلغهم ان أهل الشام لا يقيمون الصلاة ولا يأتون الزكاة، وهنا أكرر لا يهم اسم من غزا من قادة التتر لأن هذا نهجهم وما هم إلا خدم لهذا النهج، وعندما احتل التتر الشام وفعلوا ما فعلوا، تم قطع رؤوس كل القادة العرب الذين كانوا في جيش التتر، وإلى الآن لم يتم قراءة هذا التاريخ من قبل الإسلام السياسي، وأولهم الإخوان المسلمين.
 
أليست هذه مصادرة للتاريخ من قِبل الإخوان المسلمين؟ هو سؤال الحاضر أي تغييب التاريخ بكل تفاصيله وتصويره جنة كما يفعل الإخوان المسلمين، إن ما يفعلونه هو إبتكار دائم للجهل، وتوليد هوية مستلبة بعيدة كل البعد عن المعرفة، وسمتها الكراهية والبغض ورفض المُختلف وتفكيره بطبيعة الحال.
 
ولو عُدنا إلى الماضي القريب وقمنا بتنشيط ذاكرتنا، وذكرنا أحداث العنف ضد المسيحيين في التسعينات من القرن الماضي(٢٨ حادثاً)، كانت في معظمها ضمن العمليات الإرهاببة التي ارتكبتها جماعات العنف الإسلامي، فحينها لم تصدر جماعة الإخوان المسلمين أي بيان يندد بهذا العنف ضد الإنسان بغض النظر عن معتقده، والسبب عن إمتناع الإخوان المسلمين التنديد؛ لأن احد اهم مراجعهم “الشيخ” محمد الغزالي يقول( إن وطن المسلم هو عقيدته وأن حكومة المسلم هي شريعته)، وبالتالي لا يُعقل التنديد بالقتل من قِبل الإخوان المسلمين، لأنهم حسب مرجعيتهم الغزالي هذا واجب شرعي.
 
خلاصة القول إن “الإخوان المسلمين” آفة العصر وقد جيروا كل العصور لمصلحتهم وأظن أن هذه الآفة عابرة للعصور ما لم ينهض العقل العربي.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سليم الوادية

اللواء سليم الوادية يكتب : مسيلمه الكذاب ونتنياهو الاكذب ،،

ياسامعين الصوت ،، بقلم  اللواء سليم الوادية  مسيلمه الكذاب ونتنياهو الاكذب ،، زمن الرسول محمد …