الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : انتخابات المجالس البلديه لا تقاس بميزان الربح والخسارة وإنما بضرورة اخذ العبر لإنهاء الانقسام

علي ابو حبلة يكتب : انتخابات المجالس البلديه لا تقاس بميزان الربح والخسارة وإنما بضرورة اخذ العبر لإنهاء الانقسام

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

انتخابات المجالس البلديه لا تقاس بميزان الربح والخسارة وإنما بضرورة اخذ العبر لإنهاء الانقسام

المحامي علي ابوحبله

انتخابات المجالس البلديه في المحافظات الشماليه في حين حرم منها شعبنا الفلسطيني في المحافظات الجنوبيه بحكم الانقسام ، هي عرس ديمقراطي فلسطيني ولا احد ينكر ذلك أو يزايد على ذلك بغض النظر عن الفائزين في مجالس البلديات ، من المفروض عقب كل انتخابات إجراء دراسات مستفيضة وتقييم للنتائج لأخذ الدروس والعبر من كافة القوى والأحزاب المشاركة في الانتخابات أي كانت موقعها وطبيعتها ، على القوى أن تبحث وتقيم أسباب الفوز أو أسباب الخسران ، وفي الدول المتقدمة هذا التقييم مهم لدراسة أسباب ومسببات تراجع هذا الحزب وفوز ذاك وإخفاق تلك .وإذا كان لا بد من حساب لنتائج الربح والخسارة لانتخابات المجالس البلديه التي كان يراهن عليها البعض لانها لاول مره منذ الانقسام تجري بهذه التعدديه وهذه المشاركه ، ويحاول البعض ان يضفي عليها صبغه سياسيه مع انها بموجب تعريف قانون حكم الهيئات المحليه ان البلديات وحدة التخطيط المركزي وهي خدماتيه محض ولا يمكن اغفال ان الانتخابات بحد ذاتها انعكاس للرأي العام الفلسطيني وهي مقياس بلا شك للقوه في ميزان الربح والخسارة خاصة وان انتخابات المجالس البلديه لعام ٢٠٢٢ اتسمت بهذا التنوع بين مختلف القوى السياسية والوطنية التي تمثل الطيف السياسي الفلسطيني ، و عكست هذه الانتخابات التوجهات الفكرية والتي بمقدورها ان تكون الداعمة لصناعة القرار السياسي الفلسطيني ، وتكمن أهميه الانتخابات للمجالس البلديه على مر السنين بأنها المؤشر الرئيسي لحقيقة التوجهات الفكرية والوطنية الفلسطينية ،

وان نتائج انتخابات مجالس ألبلديات يجب ان تكون موضع تحليل من قبل كل الفرقاء لدراسة أسباب ومسببات الإخفاق والفشل والنجاح بالنسبة للجميع ، ولا بد من أن نخضع نتائج انتخابات المجالس البلديه للتحليل الموضوعي والتقييم من حيث الأداء واسباب النجاح والاخفاق للبناء عليه 

وهنا لا بد وان تبرز عدة تساؤلات حول سبب إخفاق كتل وقوائم بعينها عن الوصول لنسبة الحسم 

حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية تعصف بهم خلافات نتيجة مصالح انيه وفردية بعيده عن الصالح العام والرؤى التي تهم القاعدة الشعبية وخاصة الشباب الفلسطيني الذي يعاني من نتائج الوضع الفلسطيني الاقتصادي قبل السياسي ومن بطالة خانقه تثقل على كاهل الشباب الفلسطيني 

 إن الأداء الفتحاوي وحتى كل القوى الفلسطينيه بلا استثناء يجب عليها و بعد نتائج الانتخابات ان تقيم اعمالها وتبحث عن مسببات النجاح والاخفاق من خلال التقييم الموضوعي لاعادة الحيويه لهذه القوى وتحسين ادائها وقدراتها 

لقد ثبت من خلال ما افرزته انتخابات المجالس البلديه أن الساحة الفلسطينية تحوي قوتين رئيسيتين وربما ثلاث قوى على أكثر تقدير أو يزيد وإن باقي الفصائل الوطنية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية للأسف ليس إلا عدد لأنها لم يعد بمقدورها استيعاب الشارع الفلسطيني وان عملية الاستقطاب تكاد تكون معدومة من قبل هذه الفصائل لانعدام برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي وطني واستقلالي يكون بمقدوره أن يستحوذ الاهتمام للشارع الفلسطيني

إن هذه الانتخابات للمجالس البلديه لا شك انها انعكاس حقيقي لمقياس الرأي العام الفلسطيني وان معظم قياسات الرأي العام تفتقد للمصداقية مما يتطلب فعلا عدم الاعتماد على قياسات الرأي والتي هي غالبا لا تبني تحليلاتها على منهج علمي صحيح لقياسات الرأي العام الفلسطيني

ولو عدنا إلى انتخابات 2006 التشريعية حيث أخطأت جميع قياسات الرأي وتحليلاتها بتحليل الرأي العام الفلسطيني 

للأسف الانفعال والصدمة تدفع الكثيرين لتوجيه الاتهام والتقصير لهذه الفئة أو تلك بدون منهج علمي سليم ودقيق

بوجهة نظري المتواضعة أن على أصحاب الرأي والفكر دراسة الأسباب التي تكمن في الاخفاق والنجاح على السواء وهذا هو حال كل القوى والاحزاب في العالم التي تحترم الديموقراطيه وتحترم راي الشعب وتاخذه على محمل الجد نحو الاصلاح .

ويبقى السؤال الأهم والأبرز هل لسياسة القوى والفصائل الفلسطينيهة وأدائها وسلوكية المنضوين تحت لوائها انعكاس على الشارع ومزاجه الأمر الذي لا يمكن فصله عن الواقع وهنا تكمن اسباب ومسببات كسبان الثقه من عدمها ، هناك مجموعه من الاسئله يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لدى صانع القرار وللمرجعيات التي تهتم بالشأن السياسي ولا بد مرة أخرى للشروع بتشكيل لجنة من ذوي الخبرة والاختصاص والكفاءة توكل لها مهمة استقصاء واستدلال الحقائق لأسباب تراجع ثقة الشارع بمؤسساته 

وان يكون لقرارات اللجنة ونتائج ما تتوصل إليه من قرارات وتوصيات باتخاذ القرارات التي يجب أن تقود لتصويب بوصلة صانع القرار نحو الاصلاح وان ترقى الاصلاحات لمستوى المتطلبات للشارع ، لا يمكن تجاهل نتائج انتخابات مجالس البلديات وانعكاس النتائج على مجمل تطورات الأوضاع ولا بد من المسارعة في اتخاذ الإجراءات والقرارات التي يجب أن ترقى لمستوى الإخفاق والفشل ولا بد من البدء بمسيرة الإصلاح قبل فوات الأوان

لا بد من اعادة ترتيب الصفوف واستعادة النهوض باستعادة البناء وإعادة التنظيم برجال الفكر والقادة الذي بمقدورهم دعم ومساندة و صناعة النصر ورفع لواء التحرير والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي

إن شعبنا الفلسطيني بكافة شرائحه اثبت للقاصي والداني عن إيمانه بالديموقراطيه وتعاطيه مع نتائج الانتخابات وهذا دليل على أن ح..ماس وفتح فيما لو اتفقا وقبل بعضهما بالآخر هم سفينة إنقاذ للوضع الفلسطيني المتردي بفعل سياسة الاحتلال والاستيطان والتهويد والاعتقالات ورفض سلطات الاحتلال للتعاطي مع أية مبادرات تقود لتحقيق السلام

وهنا تكمن المعضلة التي يجب أن تقودنا أن نتائج انتخابات المجالس للبلديات يجب أن تقود الجميع إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ، والمبادرة لتشكيل حكومة وحده وطنيه تقودنا إلى توحيد الوطن الفلسطيني ليكون بمقدور فتح وح..ماس من تجاوز ما يعترض القضية الفلسطينية ويتهددها من مخاطر تتهدد تصفيتها

فهل انتخابات المجالس البلديه بهذه الديموقراطيه والتعدديه تفتح هذا الافق وتعيد الامل لإنقاذ المسيرة الفلسطينية

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …