الرئيسية / الآراء والمقالات / لواء ركن / عرابي كلوب يكتب : ذكرى معركة الكرامة الخالدة نقطة تحول كبرى في تاريخ الثورة الفلسطينية

لواء ركن / عرابي كلوب يكتب : ذكرى معركة الكرامة الخالدة نقطة تحول كبرى في تاريخ الثورة الفلسطينية

عرابي كلوب

ذكرى معركة الكرامة الخالدة

21/3/1968م

نقطة تحول كبرى في تاريخ الثورة الفلسطينية

بقلم لواء ركن / عرابي كلوب 21/3/2022م
لقد كانت معركة الكرامة نقطة تحول ذات مغزى هام وكبير وهي تمثل علامة أنتهاء المرحلة الأولى من مراحل نضال الفدائين والواقع ان معركة الكرامة بتاريخ 21/3/1968م، قد فرضت نفسها كنقطة مضيئة في تاريخ النضال المسلح الفلسطيني/ وقدمت خبره ثمينة من خبرات النضال الثوري.
تقع بلدة الكرامة والتي كان يقطنها حوالي (30) الف نسمة قبل معركة الكرامة الكبيرة الي دارت فيها عمليات القصف، في أرض منبسطه على بعد نحو 4 كم شرق نهر الأردن، وتحيط بها من الخلف جبال السلط، ونظراً لقربها من الأرض المحتلة فقد كان من الطبيعي أن تنشأ بها وحولها وتتمركز قواعد لقوات الثورة الفلسطينية بعد حرب حزيران عام 1967م، حيث نشطت تلك القوات الفلسطينية المتواجدة في تلك القواعد بالعديد من الغارات والعمليات الفدائية عبر نهر الأردن، لذلك كانت تلك العمليات تؤرق الجيش الاسرائيلي لذا قامت القوات الاسرائيلية بالعديد من عمليات القصف المدفعي على المنطقة خلال شهري يناير وفبراير من عام 1968م لأرهاب السكان الأمنين والمقيمين في البلدة، والضغط من جهة أخرى على الجيش العربي الأردني حتى يقوم بتصفية قواعد الفدائين .
كانت اسرائيل منتشيه بنصرها الخاطف الذي تحقق في حرب حزيران عام 1967م، وقد تعود جيشها على الهجوم والتقدم الذي كان يقابلة انسحاب عربي، لذلك كان لابد من وقفة عسكرية عربية دون إنسحاب مهما كانت رمزية القيمة من الناحية العسكرية العملية، وتقليل ذلك من شعور العدو بالتفوق العسكري الذي يتمتع به، لذلك كان لابد من الصمود مهما كانت الظروف في حال أجتياح الجيش الاسرائيلي نهر الأردن.
لئلك أتخذت قيادة حركة فتح وقوات التحرير الشعبية قرارها بالصمود مهما كان تفوق الجيش الاسرائيلي، حيث أتخذت قيادة الثورة قراراً بحفر الخنادق وزراعة الألغام على محاور تقدم الدبابات ومرابض اطلاق النار مصوبه نحو الجسور المقامة على نهر الأردن حيث قدرت قوات الثورة الفلسطينية في ذلك الوقت بحوالي (455) مقاتل، حيث وردتها معلومات تفيد بأن الجيش الاسرائيلي يتأهب لشن هجوم على قواعد الفدائين في بلدة الكرامة.
في الوقت نفسه تأهبت وحدات الفرقة الأولى الأردنية من الجيش العربي الاردني الشقيق المتواجده في المنطقة تحت قيادة اللواء / مشهور حديثه الجازي، حيث كانت تضم سريه دبابات وفصيلة مدافع مضادة للدبابات من عيار 106 ملم عديم الأرتداد والمركبة على عربات جيب عند مثلث الشونة، كما تمركزت وحدات أخرى قرب جسر دامية الى الشمال من الكرامة، وتواجدت سرية مشاة ميكانيكية تضم 14 ناقلة جنود مصفحة بكل منها 12 جندياً ورشاش 500 ملم وجهاز لاسلكي فضلاً عن 4 دبابات على مقربة من الكرامة نفسها، كما توزعت بعض بطاريات المدفعية الأردنية في سفوح المرتفعات شرقي الكرامة.
بدأ الهجوم الاسرائيلي الساعة الخامسة صباحا من يوم 21/3/1968م حيث قامت الخطة الاسرائيلية لعملية الهجوم على بلدة الكرامة بقصف مدفعي على محاور التقدم، سبقه مباشرة القاء طائرة اسرائيلية منشورات فوق البلدة تدعو قوات الثورة فيها الى تسليم نفسها الى الجيش الاسرائيلي.
قامت الخطة الاسرائيلية لعملية الهجوم من الشمال والجنوب بواسطة قوات مدرعة ومشاة ميكانيكية تعبر من جسري (داميا) وجسر (الملك حسين) بمساعده قوية من نيران المدفعية والطيران وتحت ستار القصف المدفعي الكبير، وأن يتم عملية انزال قوة من المظلين بواسطة طائرات هليوكبتر الى الشرق من الكرامة لقطع طريق انسحاب قوات الثورة الى جبال السلط، وبذلك يتم القضاء عليها داخل بلدة الكرامة، وتقدر حجم القوات الاسرائيلية التي شاركت في القتال شرق الأردن بنحو لواء مشاة ميكانيكي محمول في مصفحات مجنزره تدعم كتيبة دبابات (سنتوريون) وتغرز نحو سرية من المطلين حملتهم نحو 11 – 15 طائرة هليوكبتر، هذا بخلاف بطاريات المدفعية المعاونة الأخرى على الضفة الغربية من النهر والوحدات المعاونة من هندسة واخلاء وخلافة.
هذا وقد ردت قوات الثورة الفلسطينية بما تملك من أسلحة على القوات المتقدمة عبر الجسور وأنضمت اليها المدفعية الأردنية بالقصف باتجاه تحرك اليات لعدو، في هذه الأثناء كانت الدبابات والنصف مجنزرات الاسرائيلية قد عبرت جسري (داميا) و(الملك حسين) وتقدمت نحو الكرامة من الشمال والجنوب على حين كان المظليون يهاجمون البلدة من الشرق، وأشتبكت قوات الثورة الفلسطينية مع أليات ومدرعات الجيش الاسرائيلي بواسطة دوريات متحركة أستخدمت فيها قذائف ال RBG وصواريخ ال 3.5 بوصة ودعمتها نيران المدفعية والدبابات الأردنية ومدافع 106 ملم، وقد فوجئت القوات الاسرائيلية بعنف المقاومة الفلسطينية وأستبسالها في عمليات تفجير الاليات الاسرائيلية بالاحزمة الناسفة وتدخل الجيش العربي الأردني الى جانبها، لذلك أعادت تنظيم هجماتها وعززتها بضربات الطيران والمدفعية.
دار قتال عنيف داخل البلدة بعد قصفها بشدة بالمدفعية والطيران بين قوات الفدائين المتواجدين في البلدة والدبابات والنصف مجنزرات خلال الشوارع والمباني المهدمة، أستمر حتى حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر حيث أنسحبت بقايا قوات العاصفة الى التلال المجاورة وبدأت القوات الاسرائيلية تنسف البيوت وتعتقل من تجده امامها وتخلي قتلاها وجرحاها والياتها المصابة والمدمرة، ثم بدأت بالأنسحاب ختى الساعة الثالثة بعد الظهر وأنتهت من الانسحاب الساعة الخامسة والنصف مع أستمرار غارات الطيران حتى الساعة الثامنة والنصف مساءً حيث جرت أخر غارة اسرائيلية.
نتائج المعركة:
تركت القوات الاسرائيلية في أرض المعركة 11 دبابة محطمة ومعطله تعذر نقلها و 3 ناقلات جنود وسيارتين 3 طن نقل و 3 سيارات جيب قيادة كما سحبت معها نحو 27 دبابة مصابة و18 نصف كجنزرة و 24 سيارة أخرى وعشرات القتلى والجرحى من الجيش الاسرائيلي.
أما خسائر قوات الثورة الفلسطينية فقد بلغت تقديرات حركة فتح 91 شه/يداً من قوات العاصفة، 33 شه/يداً من قوات التحرير الشعبية، وعدد من الأسرى من القوات تم اعتقالهم.
بعد تلك المعركة أرتفعت معنويات الثوار والجماهير، وزاد حجم قوات الثورة وحجم المساعدات العربية والدولية المقدمة لها، واندفع الشباب الفلسطيني والعربي للألتحاق بحركة فتح حيث بدأت معسكرات التدريب تستقبل المئات من المتطوعين العرب.
وبهذا كانت معركة الكرامة نقطة تحول كبرى على طريق الكفاح المسلح الفلسطيني كانت هناك طبعاً خسائر في صفوف الجيش الأردني البطل حيث وقع عدد منهم شه/داء وتم تدمير عدد من الأليات.
رحم الله الشه/داء من الجيش العربي الأردني البطل ومن قوات الثورة الفلسطينية الأكرم منا جميعاً.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

received_810426927773749

ما هي أسباب فشل الهجوم الإيراني(المباغت) على إسرائيل؟

ما هي أسباب فشل الهجوم الإيراني(المباغت) على إسرائيل؟ رون بن يشاي صحيفة يديعوت أحرنوت – …