الرئيسية / الآراء والمقالات / يسري النباهين : ‏المبادئ لاتتجزأ يا أصحاب المبادئ

يسري النباهين : ‏المبادئ لاتتجزأ يا أصحاب المبادئ

يسري النباهين
‏المبادئ لاتتجزأ يا أصحاب المبادئ
بقلم يسري النباهين
 
في زمن المتناقضات كثيرا ما تعصف بنا رياح الحياة وتعمل جاهدة في بعض الأحيان على إقرار أشياء ترفضها عقولنا وتأباها نفوسنا مما يطلب منا أن نقف في وجه هذه التحديات ونقول للصراع الذي يعصف بنا لا ونثبت على مبادئنا التي نؤمن بها ونعيش من أجل إثباتها.وكثير مانسمع من مختلف أصناف الناس عن ضرورة الثبات على المبدأ في مواجهة الضغوط والصعوبات المختلفةوهذا شيء رائع لان الثبات على المبادئ والقيم هو الشعار الذي ينبغي أن يتحلى به الإنسان المؤمن في هذه الحياة سيما مرحلة تفاقم الفتن وأنواع الانحرافات وقبل ذلك ينبغي أن نعرف: هل يستطيع المؤمن أن يثبت ويتمسك بمبادئه ومايتبنى من نهج آل محمد عليه السلام من صفات الزهد ونبذ الذات والإخلاص وهو بطبعه يرتاح لرضى الآخرين عنه! كما أن البعض يطرب للمديح والإطراء والثناء! فطالما هو يعيش في محيط اجتماعي راض عنه ويطرئ عليه فقد يكون ذلك سببًا لراحته النفسية وحافزًا له على الاسترخاء والمضي دون الالتفات إلى إلى مايقصم الظهر نتيجة رضاه عن نفسه! وواقع الحال فأن أشد مايخاف على المؤمن هو أن يجعل نظرة الناس إليه وتقييمهم هو معيار الاطمئنان للذات ولسلامة المنهج في حين أن الأولى أن يكون المعيار وفقًا لمدى الالتزام والتمسك بالمبادئ والثبات عليها بالدرجة الأساس أما رأي الناس مدحًا أو ذما إنما غالبًا مايأتي من منطلق المزاج والارتياح النفسي إِما لمصلحة ما أو تبعية اجتماعية أو نسبية وغير ذلك..ونادرًا مايكون الدافع هو الحق ومحض الإخلاص بعد التأمل ولعل رضا عوام الناس وحتى الخواص منهم إنما يكون سهل المنال متى ماالتزم الفرد بتوجه معين يستهويهم بلا كلفة ولكن السؤال الأهم: هل هذا الاتجاه يتطابق مع المبادئ والقيم ونهج الأولياء والصالحين! فلاينبغي للمؤمن أن يطمئن لنفسه على اساس منهج معيّن لمجرد حظي بود وقبول الآخرين مهما تعددت فئآتهم وعلت مراتبهم ومن هنا جاء ذم الكثرة في موارد كثيرة في القرآن الكريم لو بحثنا عن كلمة “أكثر الناس لوجدنا بعدها لا يعلمون لا يشكرون لا يؤمنون ولو بحثنا أيضا عن كلمة أكثرهم لوجدنا بعدها “فاسقون يجهلون معرضون لا يعقلون لا يسمعون!! ومن هذا المنطلق لابد أن يكون هدف المؤمن بالدرجة الأساس هو رضا الله تعالى والسعي للوصول إليه بإخلاص وهذا سيد المبادئ وأسماها الذي ينطلق من التوحيد والإلتزام والوفاء به خير وماعداه زبد جفاء. نعم.. لابأس أن الانسان المؤمن ومن خلال سلوكه الحسن مع الآخرين يسعى لجذب رضاهم والتعاطي معهم بحسن القول وطيب النفس وسلامة السلوك لكسب السمعة الحسنة بينهم لكن ليس على حساب المبادئ والقيم العليا للحد الذي يغفل فيه عن أولوية جعل الله سبحانه هو المحور للجذب والكسب فلا يغفل عن الإخلاص بالنية لمجرد عدم قناعة الآخرين بما يقول ويكتب وينشر وما الى ذلك من المعاملات في الفضاء الإجتماعي حضورًا او افتراضًا فالنيّة سواء فاذا ألتزم الإنسان مبدأً قد آمن به عن قناعة وعلم يصبح حجة عليه فلا يقبل منه أي تنازل في أيّة حال من الأحوال وهذا أيضا يدخل في باب الأفكار والدراسة والسياسة والعلاقات الاجتماعية والشخصية ..الخلاصة
من باع غيرك يوماً قد يبيعك غداً وبأبخس الأثمان.
ما قـيمة الناس إلا في مبادئهم
لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : الموقف الأميركي المخادع ودعم الاحتلال العسكري

الموقف الأميركي المخادع ودعم الاحتلال العسكري بقلم  :  سري  القدوة الثلاثاء 23 نيسان / أبريل …