الرئيسية / الآراء والمقالات / ايمن إسماعيل الريس يكتب : المهمة العسكرية الروسية في أوكرانيا نيكولاس

ايمن إسماعيل الريس يكتب : المهمة العسكرية الروسية في أوكرانيا نيكولاس

خبير في الشؤون الإستراتيجية
خبير في الشؤون الإستراتيجية

المهمة العسكرية الروسية في أوكرانيا نيكولاس 


عقيد مهندس ايمن إسماعيل الريس

لا حديث فى العالم غير عن الحرب الأوكرانية .
المهمة العسكرية الروسية في اوكرانيا ليس هدف موسكو بل تحقيق الضمانات الامنية والدفاع عن الامن القومي الروسي .
موسكو منزعجة بشدة من فكرة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي « الناتو » ، بل ويمثل ذلك خطاً أحمر بالنسبة للرئيس الروسي بوتين .
طلب الرئيس الروسي بشكل علني من الولايات المتحدة ألا تسمح بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أو تتلقى مساعدات عسكرية ، لكن الحلف لم يرضخ لهذه المطالب .
اعلن الرئيس الروسي فلايمير بوتين ، قيام بلاده بشن عملية عسكرية ضد أوكرانيا ، لحماية مواطني الدونباس ، الذين تعرضوا لإبادة جماعية من الدولة الأوكرانية ، بعدما قرروا الانفصال عنها في أعقاب 2014 ، وقال ما يحدث الآن ليست بداية الحرب ، لكنها محاولة لمنع الحرب .
كما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق من أن موسكو سترد فورا على أي محاولة من الخارج للحيلولة دون العملية العسكرية التي شنتها ضد أهداف في أوكرانيا .
وقال بوتين أيضا في رسالة توجه بها إلى الشعب الروسي بمناسبة إطلاق العملية العسكرية الخاصة : ” أوجه الآن بعض الكلمات المهمة جدا إلى الذين قد تسول لهم نفسهم التدخل في الأحداث الجارية : أيا كان من سيحاول الحيلولة دون إجراءاتنا ناهيك عن تشكيل خطر على دولتنا وشعبنا ، يجب عليه أن يعلم أن رد روسيا سيكون فوريا وسوف يؤدي إلى نتائج لم تواجهوها أبدا في تاريخكم ” .
وتابع : ” نحن مستعدون لأي تطورات وقد تم اتخاذ كافة القرارات المطلوبة في هذا الخصوص ، وآمل أن يُسمع كلامي ” .
الجميع يعلم بوتين والغرب أن الصراع الحقيقى والحرب الفعلية هى الحرب بين روسيا من جانب وحلف الناتو من جانب آخر .
العملية العسكرية جاءت لتحييد القدرات العسكرية الاوكرانية لقطع الطريق على حلف الناتو لتهديد الأمن القومى الروسى من داخل أوكرانيا ، حيث الصدام الحقيقى والحرب الشاملة الحقيقية ليست مع أوكرانيا ولكن مع الناتو .
اهداف فلاديمير بوتين في اوكرانيا عسكريا :
– ضم اوكرانيا إلى روسيا بلدها الأم .
– القضاء على الدولة العميقة .
– منع إسرائيل والسي اي ايه من تفجير مفاعل تشيرنوبل وتخريب مفاعلات نووية أخري في أوكرانيا واتهام روسيا فيه كحدث كاذب يؤدي لموت عشرات الالاف من شعب روسيا الأوكراني .
– تدمير مبنى السي اي ايه وتفكيك القواعد الامريكية في اوكرانيا والسيطرة على آلات تزوير الانتخابات الأمريكية في عام 2020 .
– القضاء على احد مراكز عملة البيتكوين .
– القضاء على الإتجار بالبشر والإستغلال الجنسي وملاحقة أنفاق خطف الصبايا والأطفال ومعامل الادرينالين .
– تدمير مختبرات التجارب البيولوجية على الشعب الأوكراني الذي تديرها السي اي ايه مع وزارة الصحة الاوكرانية ، والتي اعلنت عنها وزارة الدفاع الروسية أن معامل أميركية في جورجيا وأوكرانيا تصنع الغبار الفيروسي سراً وتبثه عبر طائرات مسيّرة .
– نزع الطابع النازية من الدولة الاوكرانية وأي شكل من أشكال التسليح .
– تدمير أبراج الاتصالات الاسلكية التي أقامتها الاستخبارات الأمريكية وال سي أي إيه للتجسس علي روسيا وانشطتها المدنية والعسكرية .
– استعادة المصانع الروسية التي قضت معاهدة استقلال أوكرانيا بضرورة إعادتها الى روسيا أسوة بالصواريخ والرؤوس النووية التي تمت استعادتها فعليا انذاك .
– ملاحقة رؤوس الدولة العميقة ومجرميها الذين وجدوا في الحكومة النازية الصهيونية الاوكرانية ملاذا آمنا لهم .
– السيطرة على مزار القمح ( سلة الخبز التي تُطعم الكثير من الدول العربية والغربية ) حيث تنتج روسيا وأوكرانيا مجتمعتين 30% من انتاج القمح في العالم .
هذه قليل من كثير ضمن أهداف بوتين في ضم اوكرانيا .
الاعلام يتعامل مع الحدث على أنه غزو ، ونشر كلمة غزو في الاعلام حتي يتم تصنيف المهمة العسكرية الخاصة على أنها غزو ولكنها عملية للدفاع عن النفس وحماية الأمن القومي الروسي من خطر وجودي ولكن لتضخيم الحدث ووضع ورسيا في خانة الإجرام تمهيدا لتقديمها لمحكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب .
العمق الاستراتيجي الروسي الكبير لايعتبر الشعب الأوكراني هدفا ، لذلك تم تأخير العملية إلى حين نزوح غالبية الأوكران إلى دول الجوار كي يتسنى لها السيطرة دون خسائر بشرية .
وهذا واضح من خلال طريقة تقدم القوات الروسية علي الأرض فعندما تواجه مقاومة شعبية فإنها تتراجع وعندما تواجه قوات الجيش الاوكراني أو مليشيات مسلحة فإنها تتقدم ، إذا فالشعب الاوكراني ليس هدف العملية العسكرية .
على الأرض الأوكرانية توجد هناك وحدات قتالية غير نظامية تنتمي ل المافيا الأوكرانية و غيرها التابعة ل الغلاديو (( الغلاديو : اسم منظمة سرية أنشأها حلف الناتو في إيطاليا في أعقاب الحرب العالمية الثانية أواخر الأربعينيات ، تمثلت في تشكيل قوات سرية في الدول الأوروبية مولت عملياتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي اي” والبريطانية “ام آي 6” وبعض المخابرات الغربية الأخرى .
مهمة هذه القوات كانت تدبير وشن عمليات إرهابية ضد المدنيين في الدول الأوروبية ونسبها إلى القوى اليسارية الأوروبية ، كما تم استخدام تنظيم القاعدة وكذلك داعش لأغراض مختلفة في وقت ترغب فيه البلدان الأوروبية بالتدخل بشكل سريع في البلدان العربية باستخدام المرتزقة الأجانب )).
والتي تستهدف المدنيين حتى تعطي الصورة المطلوبة للمتحدثين في مجلس الأمن و الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل إدانة روسيا و تدخلها ” الوحشي ” تجاه المدنيين في أوكرانيا وتحقيق شبه إجماع عالمي في مواجهة روسيا ، وهذا ما يروج له كل إعلام الغربي الناطق بعدة لغات حتى العربية منها في تحيز واضح و في خرق سافر للأخلاق المهنية للصحافة في إبراز الواقع و الحقيقة كما هي دون تحيز لطرف دون طرف .
والدليل على ذلك هو الصاروخ الذي استهدف مبنى سكنيا في كييف ، والدبابة التي دهست سيارة و غيرها من الصور التي تكلف بترويجها المراسلون المتواجدون وسط كييف على أنها فعل انتقامي روسي ،لو كان الروس يريدون محوكم بالصواريخ لفعلوها دون تردد ، ولرأينا المجمع الرئاسي و الحكومي يحترقان .

اتفاقية مونترو 

تركيا تضرب تحت الطاولة وتوافق على طلب الرئيس الأوكراني زيلينسكي وبضغط من الناتو بتفعيل اتفاقية مونترو لصالح إرباك حسابات الجانب الروسي على مستوى البحر الأسود و المتوسط بإغلاق مضيق البوسفور الدردنيل .

تمنح الاتفاقية تركيا سيطرة معينة على مرور السفن الحربية من مضيق الدردنيل والبوسفور التي تربط بحر إيجة ومرمرة والبحر الأسود .

في وقت السلم ، يمكن للسفن الحربية عبور المضيق عن طريق إخطار دبلوماسي مسبق مع وجود قيود معينة على وزن السفن والأسلحة التي تحملها ، واعتمادًا على ما إذا كانت السفينة تنتمي إلى إحدى دول البحر الأسود أم لا ، وفي أوقات الحرب ، يمكن لتركيا أن تمنع مرور السفن الحربية للأطراف المتحاربة من العبور .

ووفقًا للاتفاقية ، إذا كانت تركيا طرفاً في الحرب أو تعتبر نفسها مهددة بخطر وشيك ، فيمكنها إغلاق المضيق أمام مرور السفن الحربية .

اهمية مضيق البوسفور الدردنيل بالنسبة لروسيا ، السفن الحربية والتجارة الروسية تمر عبر هذا المضيق وإغلاق مضيق البوسفور الدردنيل خنق روسيا و منع عنها التواصل البحري مع قواعدها في الخارج كقاعدة احميميم فى سوريا واوقف عنها الإمدادات التي من الممكن ام تصلها سواء من قواعدها في الخارج أو من الحلفاء واوقف التجارة الروسية .

روسيا بداء عليها الغضب والتلميح بضرب هذا المضيق وعبور السفن غصبن عن تركيا وهذا يبشر بقدوم مواجهه حتمية قادمة بين روسيا وتركيا .

هذا بالإضافة إلي الطائرات بدون طيار البيرقدار التي مدت بها أوكرانيا ومازالت تزودها بها والتي أصابت الروس بالعجز عن مواجهتها وأخرت مواصلة تقدمها داخل الأراضي الاوكرانية وتسببت بإطاله أمد الحرب التي كان من المقرر لها من 6 الي 7 أيام يكون فيها بوتين قد انتهي من تنفيذ العملية بالكامل .

الناتو

وفقاً للفصل الخامس من اتفاقية « الناتو » ، فإن أي هجوم يتعرض له عضو في الحلف يعتبر هجوماً على الحلف بأكمله ، ما يعني أن أي هجوم عسكري روسي على أوكرانيا يعني وضع موسكو في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة ، بريطانيا ، فرنسا ، والدول الـ27 الأعضاء في الحلف . 

تدفق جنوني للاسلحة 

الدول الأوروبية والغربية تزيد الدعم العسكري والمادي لأوكرانيا في مواجهة العملية العسكرية الروسية .

أكثر من 20 دولة ترسل أسلحة الي أوكرانيا اغلبها لا يذهب للجيش الاوكراني بل يذهب للمليشيات المتواجده على الأراضي الاوكرانية لقتال الجيش الروسي .

الناتو يرغب في تحويل أوكرانيا لساحة معركة يتم فيها استنزاف قوي الجيش الروسي ومستنقع يغرق فيه بوتين كما غرق في مستنقع أفغانستان واضطر للخروج منها بعدما تكبد الكثير من الخسائر .

الجيش الروسي يحذر من أنه سيقصف أي قافلة محملة بالاسلحة تتوجهه لاوكرانيا عبر الحدود مع بولندا . 

من يراقب الاحداث والإطلالات السريعة للممثل الرئيس زيلنسكي يستطيع أن يقرأ خفايا تجري لا يستطيع أن يخفيها من خلال ملامحه .

زيلنسكي خائف ، متوتر ، يتحدث كثيرا ، لا يستقر في القصر الرئاسي و لا في أي مجمع حكومي ، لا يثق في الجيش الأوكراني وقياداته بدليل عدم وجود قائد الأركان العامة للجيش الأوكراني من بين مرافقيه في فيدوهاته ولا حتى مدير الاستخبارات الأوكرانية .

إذاً من يقاتل لصالح زيلنسكي ، ولماذا لا يثق في الاستخبارات و الجيش الأوكراني و لا في المجتمع السياسي و جمعيات المجتمع المدني و لا حتى في أغلب الدبلوماسيين الأوكران ؟

في الأيام الاولى للعملية العسكرية نيكولاس1 كان يتوسل زيلنسكي ويناشد تدخلا أوروبيا و دوليا لصالحه .

بمساعدة المافيا الأوكرانية التابعة للغلاديو قامت باحتجاز مدير الاستخبارات الألماني في كييف وتم منعه من مغادرة التراب الأوكراني وتم استعماله في الضغط على ألمانيا لتغيير موقفها ، و كذلك حصل مع السفير الايطالي في كييف ، حتى السفير الأمريكي و مساعديه هربوا و تركوا السفارة و طاقم الموظفين مشردين في كييف ، السفير الأمريكي المحسوب على خط دونالد ترامب تمكن من اللجوء لمولدافيا و انتقاله إلى اسطنبول عبر طائرة خاصة تابعة لشركة دولية معروفة .

من أجل ذلك بدت أورسولا دي فون لاير حزينة وهي تعلن بألم واضح فصل روسيا عن نظام سويفت المالي .

لذلك رأى العالم تغيرا سريعا في الموقف الألماني و الإيطالي .

حتى فرنسا لم تسلم ، لذلك صرح ماكرون عقب اجتماع سريع للجنة الأمن والدفاع في الإليزيه أن الحرب ستطول .

بلجيكا و هولندا و النرويج و رومانيا تم الضغط عليهم من الداخل من خلال عملاء الغلاديو المدسوسين في الأجهزة السياسية و الاقتصادية لتلك الدول ومن خلال رؤوس في الاتحاد الأوروبي ولائهم للغلاديو أكثر من أوطانهم .

كل هذه الضغوط يعرفها العديد من الدبلوماسيين حول العالم ، لاشيء خفيا ، فورن بوليسي FP تحدثت ، الستريت جورنل لم تقف عن التسريب ، ومع ذلك ، نصف العالم لا يرى إلا الفارغ من الكأس .

بوتين ماضِ في حماية روسيا من آي أخطار خارجية تهدد أمنها القومي .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …