الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابوحبله : روسيا افشلت المخطط الامريكي الغربي لمحاصرتها

علي ابوحبله : روسيا افشلت المخطط الامريكي الغربي لمحاصرتها

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

روسيا افشلت المخطط الامريكي الغربي لمحاصرتها 

المحامي علي ابوحبله

ما اقدمت عليه روسيا هو ضمن خطه استراتجيه وضعت المصالح الروسية الصينيه ضمن استراتجيه مشتركه للتحرر الاقتصادي العالمي من الهيمنة الامريكيه وتحرير اقتصاديات اسيا من الهيمنة الامريكيه الغربيه والحد من التمدد الامريكي عبر حلف الناتوا عبر اوكرانيا لمحاصرة روسيا 

والخطوة الروسيه في الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين؟ هو ضربه لانهاء التحكم الامريكي 

  الاحادي في العالم .

 ان حقيقة الصراع على سوريا والمنطقة واحتدام حدة الصراع في اوكرانيا يعود حقيقة للصراع على مناطق النفوذ في العالم بين امريكا والغرب وروسيا وحلفائها 

وان صفقة الغاز التي ابرمتها روسيا والصين خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن للصين في ٢٠١٤ وقد تناولت وسائل الاعلام الروسية والصينية والغربية في حينه الصفقه باهتمام بالغ ، وكانت محور التحليل عن الاسباب التي دفعت روسيا الى اتمام الصفقه بعد عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة ، وبحساب الربح والخسارة يتساءل المراقبين عن حسابات الربح والخسارة ومن المستفيد من الصفقه بين روسيا والصين وهي انعكاسات علاقة روسيا بالغرب ، فقد ابرمت شركة غاز بروم الروسية وشركة النفط والغاز الوطنيه الصينيه ( س أن بي سى ) صفقه تقدر بحوالي اربعمائة مليار دولار تتلقى الصين بموجبها 38 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنويا على مدار 30 عاما من عام 2018 

وهنا يتيقن المراقب والمحلل اهمية الصفقه بتاريخها وموعدها لتاتي لتذكر امريكا واوروبا ان العقوبات الاقتصاديه على روسيا لا تجدي نفعا 

 وان الصفقه في حينه قد جاءت ردا على سلسله من العقوبات فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا على روسيا بفعل الصراع الذي تشهده اوكرانيا ونتيجة الموقف الروسي من الصراع على سوريا وتعد صفقة الغاز الروسية الصينيه مخرجا لروسيا من ارتهانها للعقود الغربيه ومن التحكم الغربي في روسيا

ولم يدرك الغرب في حينه ان الاتفاقية اكسبت العلاقات الروسية الصينيه بعدا استراتجيا ذلك انها تربط الاقتصاد الصيني بإمدادات الطاقة الروسية لفترات تمتد الى ثلاثين عاما وربما اكثر من ذلك وتعطي مؤشر واضح على ان روسيا والصين يتجهان باتجاه تشكيل قطب اقتصادي عالمي يحسب حسابه في قارة اسيا التي تعد عصب الاقتصاد العالمي ،

 ان عقد اتفاقية الغاز لا تعني اهمال روسيا للغرب او تغاضي روسيا علاقتها بالغرب لان الغرب يبقى شريك مهم لروسيا في مجال الطاقة والسياحة ومجالات اقتصاديه اخرى ولكن الاتفاقية احدثت نوع من التوازن في علاقات روسيا بالغرب وفوتت الفرصه على امريكا والغرب جدوى العقوبات التي تفرضها ضد روسيا في الصراع الذي تشهده اوكرانيا وفي الصراع على سوريا وكل ذلك ضمن عملية اعادة اقتسام النفوذ وإعادة التوازن الدولي وإنهاء التحكم الامريكي في الهيمنة والتحكم في حكم العالم

 التنسيق الروسي الصيني هو امتداد لسلسة اجراءات ومواقف منسقه للحد من النفوذ الامريكي وافشال مخطط امريكا لمحاصرة الصين 

 وان الدولتان قد توجهان ضربه لامريكا على عدم التعامل بالدولار الامريكي في تجارتهما مع البلاد الاخرى ، وان البلدان ستتعاملان معا بالعملات المحليه للبلدان التي يتبادلون التجارة معها وان الخطوة الروسية الصينيه ان اتخذت ستدفع العديد من الدول للانضمام للخطوة المشتركه وخصوصا مجموعة البر يكس ومن المعروف ان مجموعة البر يكس تضم روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا وان الغاء التعامل في الدولار لن يكون في السلع التجاريه بل سيمتد لتجارة المواد الكروهيدراتيه التي ينتج عنها مليارات الدولار سنويا ، ان التوقف بالتعامل بالدولار ان اتخذ قد لا يشمل المنتجات البترولية لوحدها وان هذا سيؤدي لخسارة امريكا ما يقرب من 17 تريليون دولار 

 وان البلدان تلك سيعملان على تطوير اسواق جديدة في وسط اسيا المنطقه التي سينشأ فيها مشروع جديد سينتج عنه ثبات سياسي واقتصادي في وسط اسيا ، وسيشمل المشروع منطقة غرب الصين وسيبدأ بمقاطعة لانزو الصينيه والتي تعد واحده من افقر مناطق الصين ، وان هذه الخطوات والإجراءات البسيطة تؤدي لانخفاض سعر الدولار الذي ظل لمده طويلة العمله المستخدمه في التجاره الدوليه ، وان المخطط يهدف لانهيار الدولار الذي ربما يؤدي لانهيار وإفلاس الولايات المتحدة الامريكيه 

 ان روسيا والصين بصدد بناء استراتجيه مشتركه فيما بينهما وان اتفاقية الغاز كانت الرد على محاولة الغرب بزعامة الولايات المتحدة الامريكيه في اوكرانيا لتطويق روسيا الاتحادية سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، وذلك ضمن مخطط يهدف للإطباق على كل المنافذ التي تحول دون خروج روسيا الى العالم والخطوات الروسيه احبطت الخطه الامريكيه والغربيه 

 وان جوهر المخطط الامريكي الغربي كان بمحاولة زرع الصواريخ الباليستيه بعد ان نجحت امريكا وحلف الناتو على ذلك في بولندا ولتوانيا وملدافيا ،وقد تمكنت روسيا في عهد القيصر بوتن من النهوض وملاحقة الغرب وأصبحت على قدر من الكفاءة للمنافسة ودخول السوق العالميه وتثبيت وتجسيد روسيا على الساحة الدوليه كواحدة من اهم الدول الصناعية بالعالم بدخولها الثماني الكبار 

، الصراع الاقليمي والدولي وخاصة الصراع على سوريه وأوكرانيا اخذ منحى تصاعدي واسقط الرهانات الامريكيه الغربيه لإضعاف روسيا وإسقاطها كما حصل مع الاتحاد السوفيتي في تسعينات القرن الماضي 

وكان اول اختبار لروسيا بوتن في سوريا حيث وقفت روسيا في وجه فرض واقع جديد في سوريا حاولت امريكا والغرب وحلفائهما من تثبيته وان روسيا والصين وضمن ألاستراتجيه فيما بينهما قد وقفا في وجه تلك السياسة واستعملا الفيتو المزدوج لأربع مرات لمعارضه اية قرارات تسمح لأمريكا والغرب وحلفائهما للتدخل في الشؤون السوريه ، وقد عملت الولايات المتحدة الامريكيه في ظل عهد جورج بوش الابن على رسم الفوضى الخلاقه لإعادة تقسيم المنطقه العربية تأسيسا على سياستها الجيوسياسيه والجيو استراتجيه الهادفة الى تامين الامن القومي للكيان الاسرائيلي وان ثورات الربيع العربي هو امتداد للمخطط الهادف لتامين امن اسرائيل وتصفية القضية الفلسطينيه وان هدف المخطط الامريكي الصهيوني هو بغية الوصول الى انتاج الفوضى الخلاقه بوصول تلك البلدان الى دول فاشلة وغياب الدول فيها

وتزامنا مع التحركات الامريكيه الغربيه الصهيونيه في اوكرانيا عمدت روسيا لفرض امر واقع حيث وقع شرق اوكرانيا تحت السيطرة الروسية وضم شبه جزيرة الفرم لروسيا كون الفرم المنفذ البحري لروسيا على البحر الاسود ومنه الى العالم وأصبح كل شئ ممكن بالنسبة لروسيا من خلال مركز قوتها وعافيتها ألاقتصاديه وعلاقاتها القوية مع التحالف الاقتصادي الدولي المعروف بالبر يكس الذي يشمل 50% من سكان العالم و40% من اقتصاده ،ان المصالح المشتركه بين روسيا والصين واتفاقية الغاز التي وقعت بين الجانبين حيث ان ذلك يمثل ثنائيه عملاقه في اعتلاء المكانه الدوليه وذلك من خلال الموقف الموحد الصيني الروسي في الفيتو الصيني الروسي حول تحويل سوريه الى محكمة الجنايات الدوليه وهذا يمثل استعاده في التوازن مع الولايات المتحدة الامريكيه في حرب باردة جديدة تختلف في وضعيتها وعلاقاتها عن ما كانت عليه مع الاتحاد السوفيتي والصين 

وبعد اليوم ، لم يعد ممكن للولايات المتحدة من التفرد في حكم العالم واملاء شروطها وان التوازن في المصالح يضع العالم في خريطة جديدة تراعى من خلالها مصالح اللاعبين الجدد حيث استقطابات جديدة واغلب الظن ان المنطقه العربية مقبله الى حضور قوي وان هذا الواقع يعيد النظر في صياغة واقع سياسي وعسكري وفق ما اصبحت تقتضيه حاجة المنطقة ومتطلباتها وان الوضع بشكل عام يعد غير مستقر من حيث تحالفات القوى وكيف ستكون الخريطة الجديدة للقوى الدوليه والاقليميه في المنطقه ، ويقينا ان منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط ستكون من الدول التي تتأثر وتتغير تحالفاتها نتيجة خسران امريكا لتأثيرها وموقعها ، وان تلك التمحورات باليقين بدات ترتسم معالمها و نتائجها بعد الانسحاب الامريكي من افغانستان بما يعيد المنطقه برمتها للتغيير

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …