الرئيسية / الآراء والمقالات / د. مونتجمري حور يكتب : كونفدرالية الأرض المقدسة (الجزء الثاني)

د. مونتجمري حور يكتب : كونفدرالية الأرض المقدسة (الجزء الثاني)

مونتجمري حور

كونفدرالية الأرض المقدسة (الجزء الثاني)

5587777

 توزيع المناطق
كتب: د. مونتجمري حور
 عملت شخصيات فلسطينية وأخرى إسرائيلية على صياغة بنود كونفدرالية الأرض المقدسة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي يأتي إنشاؤها كخطوة تمهيدية لإقامة دولة فلسطينية، وجرى تقديم هذه المبادرة إلى الأمم المتحدة وإلى مسئول أمريكي رفيع المستوى لم يذكر اسمه. على خلاف العرف السياسي المعهود أن يتم إنشاء نظام الاتحاد الكونفدرالي بين دول قائمة ومستقلة بذاتها، ولكن دولة فلسطين غير قائمة للآن، وهذا يعني أن الإجراءات جاءت معكوسة هذه المرة على نحو غير مألوف. بالإضافة إلى ذلك، ضجت وسال الإعلام الدولية والمحلية بالحديث عن حل الكونفدرالية وتقديمه على أنه حل منطقي وعملي سيتغلب على مشكلة إخلاء المستوطنين الإسرائيليين من منازلهم في المناطق الواقعة في مدن الضفة الغربية، وكثرت التساؤلات حول ماهية هذا الاتحاد وطرق معالجته للقضايا الرئيسة بين الجانبين. يأتي هذا المقال ليقدم توضيحاً لبعض الخطوات المنوي اتخاذها في إطار الكونفدرالية وكيفية توزيع المناطق بين الجانبين.

لغاية 31 ديسمبر عام 2020، “يبلغ التعداد السكاني لدى إسرائيل 9.291 مليون نسمة موزعة على 1255 منطقة بما في ذلك القدس الشرقية. يمثل السكان اليهود في تلك المناطق ما نسبته 73% مقابل 21.1% من الفلسطينيين، كما يعيش 440.609 من الإسرائيليين في 126 بلدة في الضفة الغربية”. وفي المقابل يعيش 4.8 مليون فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية موزعون في 500 منطقة تقريباً في مساحة 6.205 كيلو متر أي بما يتوافق مع نسبة 22.5% من فلسطين التاريخية.
أربع فرضيات عمل:
تبنت المبادرة أربع فرضيات عمل مثلت خطوات عملية لإنجاح خطوة الكونفدرالية وهي كالتالي:
أولاً: سيتم إقامة دولتين مستقلتين ذات سيادة على أرض فلسطين التاريخية، دولة إسرائيل ودولة فلسطين وستتكون دولة فلسطين من الضفة الغربية، ومعها أجزاء من القدس الشرقية، وقطاع غزة وسيكون مقر عاصمتيهما في القدس الشرقية والغربية، وسيطلق اسم أورشليم على القدس الغربية والقدس على القدس الشرقية.
ثانياً: سترسم الحدود بين دولتي الكونفدرالية على أساس الخط الأخضر (حدود 1967) مع إجراء تبادل للأراضي بنسبة 1:1 للمستوطنات الإسرائيلية التي تأتي في الخط الأول فقط (تحديداً المستوطنات التي لا توجد بها مجتمعات فلسطينية أو بنية تحتية حيوية تقع بينها وبين الخط الأخضر) على النحو المتفق عليه في اتفاقية جنيف لعام 2003، أما المستوطنات الإسرائيلية المتبقية فستكون تحت السيادة الفلسطينية.
يقصد بالحدود بين دولتي الكونفدرالية الحدود النهائية الدائمة بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين والتي لا يمكن الحديث عنها ثانية أو التفاوض عليها لاحقا حتى وإن قرر أحد الطرفين نكث اتفاق الكونفدرالية.

ثالثاً: أن تضم إسرائيل إحدى وعشرين مستوطنة (21 مستوطنة) إسرائيلية في الضفة الغربية بتعدادها السكاني البالغ 247.044 نسمة وثمانية أحياء يهودية (8 أحياء) في القدس الشرقية بتعدادها الإجمالي البالغ 200.979، وفي المقابل ستبقى 105 مستوطنة في الضفة الغربية والتي تضم 193.565 نسمة من الإسرائيليين تحت السيادة الفلسطينية. بالنسبة للمستوطنين الإسرائيليين، سيتم تخييرهم إما البقاء في منازلهم والعيش كمقيمين دائمين في الدولة الفلسطينية أو العودة لإسرائيل.
رابعاً: في تبادل الأراضي، ستنقل إسرائيل السلطة في ثلاث مناطق هي: المنطقة المحيطة بقطاع غزة وهي ما تعرف بغلاف غزة، و”أرض” تقع في صحراء النقب، ووادي الينابيع، كما سيتم إنشاء ممر بين الضفة الغربية وقطاع غزة لضمان التواصل بينهما وسيكون تحت الإدارة الفلسطينية. بحسب القائمين على المبادرة، يعتبر حل الكونفدرالية الحل الأمثل للتغلب على مشكلة إخلاء الإسرائيليين من الضفة الغربية، ويتبنى رؤية مستقبلية بأن كلا الشعبين سيحظيان بحرية الحركة بين فلسطين وإسرائيل.

montgomeryhowwar@ gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : يوم الأسير وحرب الإبادة

نبض الحياة يوم الأسير وحرب الإبادة عمر حلمي الغول حل أمس الأربعاء 17 ابريل الحالي …