الرئيسية / الآراء والمقالات / سليم النجار يكتب : سماسرة الجهل دلبح على طريق الخرافة

سليم النجار يكتب : سماسرة الجهل دلبح على طريق الخرافة

سليم النجار

سماسرة الجهل 

دلبح على طريق الخرافة 

سليم النجار 

أيهّما السابق عند كتابة النقد، الفكرة أم الشكل؟ والمعنى أم جسده؟ ليس سؤالاً افتراضياً البتة ولا عودة إلى تلك العلاقة المدعّوة جدلية محسوسة بين الشكل والمضمون أرجّحه سؤالاً بنيوياً باعتبار أنّ عملاً ما قبل لأن يزرع جذره وينهض بناء مفهوم المؤلف للنقد وتخليقه وصنعه لأدواته ليحقق مبتغاه٠ 

اما في حالة العارف بأمور الدنيا والأحوال الذي لا يشق له غبار محمد دلبح في كتابه الموسوم” ستون عاماً من الخداع حركة فتح من مشروع الزعيم الى مشروع التصفية” خرج علينا بعنوان عبقري كحبره الذي سطره على بياض الورق وكشف لنا السّر الذي نجهله ان الشهيد ياسر عرفات قاد مشروع تصفية القضية الوطنية، والحقيقة كل عتب على الإسرائيليين الذين قاموا بإغتياله لماذا فعلوا هذا الفعل غير الثوري؟ كان من الأجدى بهم الحفاظ على حياته مادام يقوم بتصيفة القضية حسب عنوان الحصيف دلبح!

وكما لابد من توجيه اللوم الكبير لكل من ساهم في تصفية الشهيد ابوعمار عملاً بالأصول والعادات والتقاليد التي اتحفنا بها دلبح، لأنهم انتظروا” ستون عاماً” على عرفات لإغتياله، وارى من المناسب والأجدى استشارة الفهيم دلبح من قبل مَن قام بهذا الفعل الذي الهم دلبح بكتابة هذا الكتاب٠ 

وهكذا بدا دلبح أكثر براعة من الإسرائيليين عندما اعطاهم صك البراءة من قتله، لأن حسب عبقريته المفرطة في الجهل انهم تخلصوا من شخص كان من المفترض تكريمه لا التخلص منه! 

واللافت في هذا” الكتاب” والأكثر إثارة إنه الطبعة الثانية، للإيحاء ان كتابه عليه طلب وهلع، وهنا بصراحة لا ألومه من الغباء الذي تميز به ولن ابالغ إن قلت إنه ماركة مسجلة له، ان القراءة في الوطن العربي شبه معدومة وان المواطن الغربي لا يقرأء في السنة اكثر ثلاثة دقائق، وهذه الأرقام ذكرتها منظمة اليونسكو، ولا اعرف إذا سمع بها دلبح، أو هو اكثر دراية منهم على اعتباره عبقري زمانه، فهل يعقل كتابه تهاتف عليه القرّاء العرب لدرجة ان يطبع طبعة ثانية؟ هذه واسعة، لأن هناك عشرات بل مآت الهموم التي يتعرض لها الإنسان العربي، ولا اعتقد ان كتاب دلبح هو طريق الخلاص لمشاكلهم، والوصفة السحرية لحل إشكالاتهم التي بشكل يومي، إلا إذا كان دلبح يعتقد إنه المخلص! 

واعتاد العقل العربي بشكل عام الذي يتناول كما يتصوّر عن جهل والإمعان في تقديس خرافته’ إنه رسول لا ينطق عن الهوى إلا من وحي يوحى له، كم اتمنى ان نعرف من هو الوحي الذي نزل على دلبح لكتابة هذا النص الجهبذ؟ وخاصة كلمة خداع وهل كان فترة من الزمن مخدوع واستفاق من هذه الخدعة؟ الخوف ان يكون مخدوع بأشياء اخرى، يتحفنا بها في قادم الأيام الله اعلم! 

ويكتب لنا سيرة الخديعة التي تعرض لها ومن الآن اتمنى ممارسة جرأة عاليه في البوح للكشف الأشياء التي خُدع فيها٠ ومهما كانت حساسية الأشياء لا يهم فهو المالك للحقيقة عليه ان يتحلى بأخلاق العشاق الذين يكشفون انهم كانوا جسور لمعشوقاتهم٠ 

هذا التطفل على الشهيد ابوعمار من قبل طحالب لا تنمو إلا على الطفليات، يتصورن انفسهم انهم كتبوا شيء أو ذكروا شيء، وكل ما فعلوه ثرثرة لغوية٠

وليس غريباً ان يتهجم دلبح على فتح، لأن لم تثر جماعة أو حركة أو حزب في العالم العربي عموما جدلا مثل الذي اثارته حركة فتح منذ إنطلاقتها العام ١٩٦٥، على مدى اكثر من ٦٠ عاما٠ ومازالت تثيره٠ 

ولم تدخل جماعة او حركة او حزب في صراع منذ إنطلاقتها ضد الأنظمة العربية المتخاذلة والساقطة من عنوانها كحركة فتح التي كشفت عوراتهم٠ 

ولم تحظ حركة أو جماعة أو حزب يمثل ما تمثله فتح من اهتمام أكاديمي وبحثي٠ فما صدر عنها من كتب ودراسات وشتائم يفوق غيرها٠ 

السؤال كبير ومعقد لماذا الآن؟ الهجوم على فتح، ولماذا الإصرار على نقد فتح بأدوات إنكشارية كجيش الإنكشاري الذي كان خادما مطيعا للسلطان؟ مادامت الأموال تنهال عليهم، تُرى إذا توقفت الأموال لكتّاب الإنكشاريين المعاصرين سنُحرم من هذه الفاكهة المعطوبة؟!

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : تفاقم الصراع وحرب الإبادة وجرائم المستوطنين

تفاقم الصراع وحرب الإبادة وجرائم المستوطنين بقلم  :  سري  القدوة الاثنين 15 نيسان / أبريل …