الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد صالح الشنطي يكتب : إلى متى كفا لتا وعجنا… !

محمد صالح الشنطي يكتب : إلى متى كفا لتا وعجنا… !

محمد صالح الشنطي

إلى متى كفا لتا وعجنا… !

بقلم د. محمد صالح الشنطي

إلى متى؟ كفى لتّاً وعجناً فقد طفح الكيل

   في استراتيجية معلنة أشهرها قادة الأخوة في حماس بعد فوزهم في انتخابات 2006 قالوا :إنهم في حملتهم الانتخابية ركّزوا على شعار (فساد فتح و سلطتها) وهم قادمون لمحوه وإقامة شريعة الله في الأرض ، وعلى الرغم من مرور عقد ونصف من السنين، أي ما يقرب من جيل (في تعريف البعض لمفهوم الجيل) فإنهم ما زالوا يملؤون وسائل الإعلام الرسميّة و الشعبيّة و وسائل التواصل بالحديث عن الفساد و القمع و الديكتاتورية في أراضي السلطة الفلسطينية المقطّعة الأوصال المنهوبة الأراضي ،المطوّقة بالمحاسيم و المسوّرة بجيش الاحتلال المقموعة بحرابه، الغارقة حدّ الاختناق بعسفه وتشديد قبضته واستثمار كل حدث مهما صغر لتوظيفه طعناً في جسد السلطة و إمعاناً في حصارها سياسيّاً ، إضافة إلى ما تعانيه من ألوان الحصار الأخرى المفروضة عليها اقتصادياً و إعلاميّا حتى ليصدق عليها قول المتنبي:

               جرحت مجرّحا لم يبق فيه مكان للسيوف و لا السهام

     ومع هذا كله تتبنّى المقاومة الشعبية والسياسيّة علناً و تشهرها بلا مواربة في وجه الاحتلال ، وترفدها بكوادرها التنظيمية و بإعلامها المحاصر ، حتى لنجد (نائب الرئيس فيها الأخ المناضل العالول) على رغم كبرسنّه ينزل إلى الميدان ، ولكنّ أبواق الإعلام الفاجر تتجاهله تماماً ، وتذهب لتجري الحوارات مع الأخرين الذين غادروا الساحة ولاذوا بكنف الآخر لتصوغ سير البطولات و الملاحم وتمعن في هجومها الإعلامي الشرس، وتمعن تقطيعاً في فروة السلطة المغدورة التي تحمّلت أعباء سماسرة السياسة وبهلوانات مهرجانات النصر المزعوم ، تناوشتها سهام الأعداء من الأقربين و الأبعدين ،

    و ما زالت المناشدات تتعالى من المسؤولين وكتّاب المقالات و الزعماء السياسيين والقادة الوطنيين والجماهير ، والأمراء و الخفراء و السّادة و المسوّدين والخصوم و الأنصار، و العرب و الأعاجم والأممييّن و الرأسماليين والليبراليين و اراديكاليين ،والمخلصين و المغرضين ،و الحكماء و السفهاء و طوب الأرض و أثير الفضاء ورماد النار وحصباء الحرّ و الظل الظليل وهجير الشمس وقرّ البرد والرياح و النسيم بأن اتّحدوا كفى انقساماً ، العدوّ وحده المستفيد ، لقد تقهقرت القضيّة أكثر من نصف قرن بسبب هذا الانفصال ، استهزأ بنا الخصوم وتشفّى الأعداء ، وشيطننا المرجفون و الحاقدون والشّريرون ، ودافع عنا الأنصار و المهاجرون والمتعاطفون والنبلاء و الشرفاء و العروبيّون و الوطنيون و الإنسانيّون ، وظل الأمر كما هو منذ سنين ؛ فإلى متى يظل الأمر كذلك ؟ لقد نسي القوم من قام بالحركة الدموية الانقلابية التي استباحت الدم والكرامة و كسرت السيقان و لم ترعَ في الله إلّاً و لا ذمّة وشباب معسكر قريش الذين اغتيلوا غيرة و غدرا خير استشهد خمسة عشر شابا وجرح خمس وتسعون و ما زالت حسرات أمهاتهم الثكالى تقتات أعمارهم وقلوبهم وهم بالعشرات بل المئات ، و قد سلموا بالأمر الواقع و ما نجم عنه من كوارث تحدثنا عنها كثيرا و تحدّث الأخرون ، نسي الناس الأصل و سلّموا بالنتائج وأغفلوا تاريخاً طويلاً من المحادثات العبثيّة و المراوغات السياسيّة منذ أن رفض الإخوة في حماس التوقيع على وثيقة القاهرة ، ولسنا ندعو إلى ثأر أو قصاص و لكن نأمل في أوبة راشدة و رجوع إلى الحق وتسامح عما سلف، ولكن لا حياة لمن تنادي.

ثمة تاريخ من المراوغات و المخالفات ، ومع هذا مازال (الّلت و العجن) في موضوع المصالحة مستمراً ، وكأننا نزجي وقت فراغ أو ىنتسلى في الوقت الضائع.

     لنضع النقاط على الحروف و نكفّ عن هذا الجدل اللا معقول ، فمن المعروف أن الحوار بين المنتفع صاحب المصلحة و المتعصّب مقفل القلب و الروح و الغبي متخلف العقل ، الحوار مع هذا الثلاثي العتيد مضيعة للعقل و الجهود ، ونحن في هذه المسألة في حوار مع فريق اتّصف بإحداها أو أكثر ، فثمة مصلحة لمن استحوذ على البلاد و العباد ، وهيمن على السلطة و المال ، و استغلق وعيُه و ران على قلبه و بصيرته تعصّب أعمى وانتماء زائف فأصبح في أذنيه وقر، مكبّل العقل و الروح كفيف البصر و البصيرة ، فأي فائدة من الحوار معه ؟

    لاسبيل إلّا إلى تعريته و إفحامه و الرد عليه بلا هوادة ، و تتبّع وسائله و إبطال حججه كما تتقصى فرق البحث عن الألغام أماكنها وتبطل مفعولها و تجتثّها ، لم يعد هناك مجال للمجاملة و المناشدة ، فقد طفح الكيل ، لا تصمتوا بعد اليوم ردّوا عليهم وحاربوا أباطيلهم أنّى ثقفتموهم بلا مواربة و لا مداهنة ، واكشفوا منابر الدعاية لهم مهما عظم شأنها و كثر عددها . تلك أمانة تحملونها وتسألون عنها أمام الله ثم أمام التاريخ و إلّا فإنهم لن يتركوكم إلّا بعد أن يستأصلوا شأفتكم فتصبحوا على ما فرّطتم نادمين.

 اللهم فاشهد إني قد بلّغت . د. محمد صالح الشنطي 27/1/2022م

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …