الرئيسية / الآراء والمقالات / د.صالح الشقباوي يكتب : والدي ابو صالح فدائيا مجاهدا

د.صالح الشقباوي يكتب : والدي ابو صالح فدائيا مجاهدا

اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر  في الجامعات الجزائرية
اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر في الجامعات الجزائرية

 

والدي ابو صالح فدائيا مجاهدا
الكورونا عاقبتني كي لا اودعك
ولا احضر لحظات رحيلك إلى عالم الابدية
د.صالح الشقباوي
حزمت امتعتي واعددت نفسي كي القاك واكون بجانبك، فقد شعرت روحي انك تعد لحظات اللقاء…والودائع معا علمت أنك تودع هذه الحياة وانت تقف على ضفاف النهايات…لكن كورونا اللعين أحال بيني وبينك…أحال أن القاك واودعك قبل أن تغادر هذا العالم روحك إلى عالم المقدس عالم الأزل يا ابي .
6666666666666666666
فرحيلك فتح جرحا في وجداني ينغلق في لحظة لقاؤنا الٱتي..في عالم ليس فيه إلا العدل والمساواة..عالم المقدس بعد تحريرها من أوثان الجسد وصراع وحدة مكوناته المادية. التي خاضت ثورة على استمرارية وحدتها وضرورة تفرقها لكي تتحرر من قيود عبودية الجسد….فهي تعشق التغير وتحب التنوع والانتقال من جسد إلى جسد. ومن كائن إلى كائن.
نعم يا إلي
فالموت هو مرحلة انتقال من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة
عالم البداية إلى عالم الانهاية. …تخرج من الزمان المبتدئ لتذهب إلى الزمان السرمدي .. تعيش في الأزلية التي لا تعرف النهايات…فهناك رابط ابستمولوجي بين الموت والٱزل.. فالموت حقيقة انتقالية والٱزل حقيقة أبدية ..فنحن يا ابي نعي موتنا كحقيقة ولكننا نجهل موعدها …فهو المنتصر وان أجل في الكثير من الأوقات اعلان انتصاره. لم ادرك في موتك موتك فقط بل أدركت موتي أنا في موتك حيث ازداد هذا الشعور عمقا مع ازدياد وشائج الترابط بيني وبينك بيني وبين من احب ..فأنت من اعطاني بعدا وجودية بحبه..انت من تشعرني بانصهار الحدود بيني وبينه….يجتاحني ٱلم الفراق عن قطعة أناي بافتراقنا حين افكر بانتقال كل قطعتي إلى مكان اجهله؟
مكان جديد كل شئ فيه متغير عما عشته هنا ..زمن متغير …حركة قد تساوي سرعة الضوء اسير بها….ولأن أحدا لم يعد من الموت كي يخبرني عن تفاصيل المشهد الانتقالي لتلك التجربة فإن كل ما يحدث لا يمكن إدراجه إلا تحت فكرة تصور الموت للتخفيف من جزع مواجهة الموت….فالكينونة يا ابي تنفر غريزيا من الخوف لذا تلجأ إلى السببية المطمئنة.
الموت حقيقة وهو اللحظة الذي يتوقف فيها وجودي عن ممارسة وجوده وانتقال الكينونة إلى العدم…وذهاب الروح إلى موطنها الجديد..وعالم الأبد وذهاب الجسد بكل ما يحمل من عناصر إلى التراب ليمارس هناك هواية التفكك والتفسخ والعودة من جديد بعناصره إلى حياة أخرى عبر جسد آخر قد يختلف نوعه..شجر..انسان …حيوان ..حشرة …
إن العلاقة الجدلية بين الموت والٱزل. مسألة مهمة …
فإذا كان الموت حقيقة ،فالازلية هي روح وجوهر الحقيقة،,
وأساسها المنطقي وتعني أننا سنعيش حياة تختلف في مضامينها وبنيتها وانساقها عن حياة الدنيا تختلف بمعطياتها وقوانينها وزمانها كليا عن حياتنا ..فنحن نذهب الى الٱزل في حياة مفتوحة من طرفي البداية والنهاية .
رحمك الله يا ابي ..ويا مي.
فموعدنا اللقاء .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : لا ادلة على أكاذيب إسرائيل

نبض الحياة لا ادلة على أكاذيب إسرائيل عمر حلمي الغول دولة إسرائيل اللقيطة قامت على …