الرئيسية / الآراء والمقالات / د.مروان محمد مشتهى يكتب : فن اتخاذ القرار

د.مروان محمد مشتهى يكتب : فن اتخاذ القرار

مروان محمد مشتهى

فن اتخاذ القرار
د.مروان محمد مشتهى
قد تكون حياتك برمتها مبنية على قرار ؛ فحياتك تحت ظل قرارك فمن يمتلك القرار يمتلك التأثير الإيجابي في شحذ الهمم والإلهام للآخرين في دفعهم لتحقيق الأهداف المرجوة للجميع .

قد تنعكس صوابية ذلك القرار من عدمه على طبيعة القرار ووقت اتخاذه وشخصية صانع القرار ؛ويمكن اعتبار اتخاذ القرار بأنه عملية اختيار ذكية وواعية لبديل أو أكثر من عدة بدائل مقترحة لمعالجة موقف أو حدث معين .

و تمر عملية اتخاذ القرار بخطوات تبدأ بتحديد المشكلة تحديداً دقيقاً لمعرفة جوانبها ،وتحليل وتقييم المشكلة وأسباب حدوثها والعوامل التي أدت لوقوعها ، ومن ثم تحديد البدائل المتاحة من خلال دراسة وتحليل كل بديل على حدة ، ثم تأتي مرحلة تقييم البدائل وتحديد ايجابيات وسلبيات كل منها لاختيار البديل الأفضل .
 
ثم تأتي المرحلة الحاسمة الذي ينتج عنها فيما بعد اتخاذ القرار ، وما يتبعها مرحلة التعلم والتغذية الراجعة التي تتمثل بأخذ الدروس والعبر من خلال تحليل مدى نجاح عملية اتخاذ القرار وتقبل نتائجه .

وتختلف طبيعة القرار بطبيعة الغرض منه والموقف الذي يتخذ فيه، فهناك قرارت روتينية يومية يتم اتخاذها في ظل حالة يقين فتلك القرارت تتسم بدورية التكرار فلا تتطلب العمق في التفكير عند اتخاذها ولا يترتب عنها مخاطرة .

 أما القرارات المتخذة في ظل حالة من عدم اليقين يتم المفاضلة الذكية بين البدائل المقترحة، وهذه القرارات يجب اتخاذها فوراً فهي لا تقبل التأجيل أو التسويف، ومثال ذلك القرارات  المتخذة في ظل وقوع الأزمات فعدم اتخاذ إجراء فوري لها سيعمل على تفاقمها وعدم القدرة على السيطرة عليها مستقبلاً .

وتبرز من خلال تلك المرحلة  الخبرة والتدريب والمهارات الاستثنائية للذات والسمات الشخصية؛ فالبدائل تكون قليلة والبيانات والمعلومات المتوفرة عنها متضاربة وشحيحة ويستوجب اتخاذ قراراً سريعاً ومناسباً في الوقت المناسب .

إن عملية صنع القرارات تتطلب مهارات كبيرة للذات من خلال الاتزان النفسي والعاطفي ،والثبات الانفعالي ، والعمل تحت الضغط والظروف الصعبة ، والتفكير بطريقة إبداعية .

وتبرز في هذا النوع من القرارات شخصية صانع القرار من حيث قدرته على التحكم في الأحداث وإدارتها بشكل سليم وواعٍ ؛ فهو يرى ما لا يراه الآخرون ، يفكر في جميع الاتجاهات ويلهم من حوله الثبات والقوة  .

إن عملية صنع القرار تتطلب مشاركة الآخرين ليشكل ذلك صمام أمان لنجاح القرار أولاً وضمان ولاء المرؤوسين وتفانيهم في تطبيق القرار على أرض الواقع ثانياً باعتبارهم جزءاً أصيلاً منه.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …