الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : القدس وتمادي المستوطنين

علي ابو حبلة يكتب : القدس وتمادي المستوطنين

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

القدس  وتمادي المستوطنين  
علي ابو حبلة

لا يمكن البناء على لقاءات وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في ظل غياب أي أفق للتسوية السياسية ، أن تغييب التسوية السلمية عن المباحثات وجعل المواضيع الاقتصادية ثم الأمنية والمدنية جوهر هذه اللقاءات ، مما أثار زوبعة على طرفي الخط الأخضر حول مدى أهمية ونتائج مثل هذا اللقاءات ، لا نية لدى الجانب الإسرائيلي لدفع عملية السلام ، ولم يتجاهل الطرفان حقيقة عدم التطرق إلى أي جانب متعلق بالتسوية السلمية ولا حتى أهمية التسريع باختراق طريق نحو تحقيقها بل سعى الإسرائيليون، عبر منصات عدة، إلى التأكيد على أن الوقت لم يحن بعد لتسوية سلمية، ولا حتى اتخاذ أية خطوات نحو تنفيذها.
فبينما كان غانتس يلخص اللقاء مع عباس، كان بينيت يؤكد على جوانب طرحت في واشنطن مرتبطة بالقضية الفلسطينية وبلقاءات عباس غانتس ، . فقد أوضح بأنه في الظروف السياسية الحالية لا ينوي الدفع قدماً بعملية سياسية مع السلطة الفلسطينية، لكنه يصمم على القيام بخطوات اقتصادية اتجاه السلطة الفلسطينية.
في غمرة معاناة الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين وإمعان حكومة بينت لابيد على التوسع الاستيطاني وإطلاق العنان للمستوطنين باعتداءاتهم على الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم واقتحام المسجد الأقصى وتهويد القدس ومخطط إخلاء وترحيل الفلسطينيين من ممتلكاتهم في القدس ، وفي ظل ما يعاني منه الأسرى الفلسطينيين وخاصة المرضى منهم ، توقع خبراء ومراقبون أن يشهد عام 2022 بدء هبات جماهيرية فلسطينية ضد سياسات وممارسات الاحتلال القمعية ، .وأشار مراقبين الي سياسة هدم بيوت الفلسطينيين مؤكدين ان هذه السياسة بدأها الاحتلال منذ عام 1967 واستمر بها حتي اليوم.
ويقول مطلعين ان اجتياح الإسرائيليين لمدينة القدس عام 1976، بدأ بالخرافة منذ أن هدموا حي باب المغاربة المعروف بحي حارة الشرف وحثي آخر بيت هدم بالمكبر أو رأس العامود وعمليات الهدم لم تتوقف إطلاقا ، وبعد عمليات الهدم، جاءت عملية الحرق ثم جاءت عملية الجدار ثم جاءت عملية زرع المستوطنات ثم جاءت عملية انتشار شركات وجمعيات استيطانية ترعاها حكومة الاحتلال لسلب المقدسيين والفلسطينيين لممتلكاتهم .
إن كل اجتياح يحدث صباحاً للمسجد الاقصي يجري بدعم الحكومة الإسرائيلية سواء حكومة بينيت او من سبقه ، وتشير كل التوقعات أن يشهد عام 2022 مقاومة شعبية شاملة في الضفة الغربية المحتلة. وقد تشهد المرحلة الجديدة من مقاومة الشعب الفلسطيني ستبدأ عام 2022 وستكون لهذه المقاومة عدة روافع منها ما يحدث من تعامل عنصري فاشي وقبيح مع فلسطينيي 1948.
وهناك رافعتين اساسيتين للمقاومة، هما الأسري والقدس وان بطولات الاسري وتضحياتهم وما خلقوا من نماذج بطولية سواء المقاومة بالأمعاء الخاوية أو أبطال نفق الحرية أو حرب النطف والتي هي من أشرف المعارك التي شكلت نموذجاً جديداً علي المستوي العالمي؛ كلها ستؤدي إلي تفجر مقاومه شعبيه بعد أن وصل الشعب الفلسطيني لحالة انغلاق أفق التسوية وفشل اوسلوا بتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال واستمرار معاناة الشعب الفلسطيني مع الاستيطان والمستوطنين
تنوع أشكال المعاناة التي يعاني منها الفلسطينيين ، لكن المعاناة الأبرز تكمن في السياسة الإسرائيلية الاستيطانية والتوسعية، وتقويض حل الدولتين، ورفض خيار الدولة الواحدة لشعبين، بينما تتزايد النزعات العنصرية التي ستحول إسرائيل إلى دولة يهودية عنصرية، الأمر الذي يعني أن الأوضاع تتجه نحو فتح الصراع على اتساعه وشموليته، ويستوجب من الفلسطينيين إعادة النظر في خياراتهم واستراتيجياتهم ومشروعهم الوطني.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …