الرئيسية / ادب وثقافة / الأديب خضر الماغوط : ” الأدب الوجيز يمكن تضمينه أفكاراً مختصرة في حجمها ، وكبيرة في معناها وغايتها

الأديب خضر الماغوط : ” الأدب الوجيز يمكن تضمينه أفكاراً مختصرة في حجمها ، وكبيرة في معناها وغايتها

IMG-20220104-WA0024

الأديب خضر الماغوط : ” الأدب الوجيز يمكن تضمينه أفكاراً مختصرة في حجمها ، وكبيرة في معناها وغايتها “

حاورهُ محمد نذير جبر 

خضر الماغوط كاتب قصصي ساخر، مهتم بالقصة القصيرة جداً، ابتعد عن الغموض و ” التلغيز ” في نصوصه القصصية ، التي تعمد أن يكون في متنها حكاية واضحة، مقتدياً بأسلوب الأدب القصصي الغربي والروسي …

عندما تقرأ ما هو الجنس الأدبي الذي يستهويك أكثر كقارئ ومن هم الأدباء والمفكرون من العرب والأجانب الذين ساهموا في بناء شخصيتكَ كإنسان وكأديب؟؟ 

بدأت القراءة والاطلاع على كل الأجناس الأدبية مبكرا بدءاً من الروايات العالمية والعربية، والقصص والمسرح والشعر القديم والحديث، والقارئ بحاجة إلى كل ذلك، بالإضافة إلى دراساتي العلمية الجامعية كمهندس كهرباء، ودراساتي للفكر السياسي العالمي، ثم اهتمامي بالأدب العالمي والعربي الساخر، كل ذلك ساهم في بناء شخصيتي، والأسماء الأدبية التي ساهمت في ذلك هي أسماء كثيرة، ولكن أختصرها بذكر رواد الأدب الساخر مثل محمد الماغوط وزكريا تامر وعزيز نيسين القاص التركي الساخر وحسيب كيالي القاص السوري الساخر. 

لماذا تفضل الآدب الوجيز وهل لك تجارب في كتابة قصة من عدة صفحات وهل هذا امتثال لروح العصر (عصر السرعة) ولأن منصتك الرئيسية للنشر هي مواقع التواصل الاجتماعي، أم هي ميولك الخاصة؟. 

 

الأدب الوجيز بشكل عام أسرع في الوصول إلى القارئ أو المستمع، ويمكن تضمينه أفكاراً مختصرة في حجمها، وكبيرة في معناها وغايتها، على مبدأ خير الكلام ما قل ودل، وهذا الأسلوب في كتابة الأدب الوجيز صار من اهتمامي وميولي وغايتي في الكتابة، وأراها مفضلة لدى المتابعين ليس في منصات التواصل الاجتماعي فقط، بل حتى في المجلات والجرائد والكتب والأمسيات الأدبية، وأكبر قصصي لا تتعدى الصفحتين، وأتعمد عدم حشو التعابير اللغوية غير الضرورية في قصصي، فأختار كل كلمة وكل تعبير بعناية، بما يلزم لصياغة النص، بأقل تعابير ممكنة.

إن كان الإيجاز والاختزال يتماهى مع روح هذا العصر فلماذا قليلاً ما نجدُ قاصين مثلك .. هل هذا بسبب تخلف لدينا وعدم فهمنا لروح العصر مما يجعلنا نستمر في الإطناب والإسهاب؟ 

هي موهبة وتدريب مستمر، أن التقط الفكرة وأعبر عنها بتعابير قليلة، وقد يكون هذا صعباً لدى الآخرين فيميلون إلى الشرح والإسهاب لطرح فكرتهم، وهذه الصعوبة في الإيجاز هي التي تقلل من عدد الكتاب في هذا المجال، حتى في مجال الحديث العادي مع صديق مثلا، فقد تجد صديقا يوصل إلك فكرته بكلمتين أو ثلاثة، وصديقاً آخر يحتاج للحديث الطويل ليوصل إليك نفس الفكرة. 

لماذا كتاب الأدب الوجيز ينحازون إلى التجارب الشرقية ، هل يسبقنا الكتاب الشرقيون من كتاب الهايكو وماشابه في مضمار الأدب الوجيز؟ 

 

نحن مقلدون للغرب والشرق في كل المجالات، ليس في الأدب فقط، ولسنا مبدعين، فننتظر ما يقدمونه لنا لنقلدهم، وغالباً ما يكون التقليد أعرجاً مشوهاً كما يحدث في كتابة الهايكو مثلا، فلا نجد نصاً يرتقي إلى الجودة، وخاصة تلك النصوص المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي. 

 

أنت تعتمد على عنصر المفارقة ونجدها في خاتمة نصك (القفلة) هل عنصر المفارقة أجمل بنظرك عندما يأتي في خاتمة النص أم اينما جاء في النص ، وأيهما أصعب على الكاتب؟ القدرة على جعل المتلقي يعيش المفارقة أو المفارقات على امتداد النص أم في القفلة فقط؟ 

 

نعم فالقارئ أو المستمع ينتظر النهاية والقفلة في نهاية النص ليعرف ما هي الغاية أو الهدف من النص، وهذا أفضل مثل من يستمع إلى نكته أو طرفة فتكون المفاجأة غير المتوقعة في النهاية، وأنا أضمن النص بعض التعابير الجذابة التي تجعل المتابع ينتظر القفلة التي لا بد أن تكون مدهشة. 

 

نلاحظ استنادك إلى الموروث في عديد من نصوصكَ فما مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة لك؟ بمعنى هل لنصوصك التي تنحو في هذا المنحى مكانة مميزة عندك؟ 

 

الموروث هو في ذاكرة الناس، ومن الجميل اسقاط هذا الموروث على الوضع الحالي السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فتحدث المفارقة الأدبية المطلوبة بين الماضي والحاضر، ولكن أحياناً أعاني من عدم فهم القارئ للغاية من هذا الإسقاط، فلو استخدمت قصة أهل الكهف مثلاً، سيتهمني البعض بأنني أسخر من الموروث الديني، مع أن قصة أهل الكهف هي حكاية واقعة قبل انتشار الأديان، وهي قصة سياسية أصلاً، وليست دينية.

 

نلاحظ تفاعلاً كبيراً مع قصصك القصيرة في مواقع التواصل الاجتماعي ما السبب الرئيسي لهذا الإقبال والتفاعل هل هو بسبب الموضوعات المتنوعة أم الجرأة في الطرح أم قربها من الأزمات اليومية المعاشة أم لكونها توليفة من كل ما سبق؟ 

 

نعم لو لاحظت بأن أغلب المتابعين هم من كافة الدول العربية من المغرب إلى المشرق، وكثيرا ما أتفاجأ بأن قصتي التي تحكي عن وضع محلي كمشكلة الخبز أو المواصلات مثلاً، تنال اهتمام كافة المتابعين من بقية الدول العربية لأن نفس المشكلة هي عندهم، لذلك فإن التفاعل مع قصصي يكون بسبب طرحى لمواضيع تهم الجميع من الناحية السياسية والاقتصادية التي تتضمن هموما مشتركة، مهما اختلف المكان جغرافياً.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

غصون غانم

جلسة على موائد الفلسفة

جلسة على موائد الفلسفة في كتاب ( دوستويفسكي وكانط _ حوارات الأخلاق ) للكاتبة أفرجينا …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *