الرئيسية / الآراء والمقالات /    محمد صالح الشنطي يكتب : كلمة حق ّ في وجه الباطل في ذكرى الانطلاقة..

   محمد صالح الشنطي يكتب : كلمة حق ّ في وجه الباطل في ذكرى الانطلاقة..

محمد صالح الشنطي

كلمة حق ّ في وجه الباطل في ذكرى الانطلاقة..

بقلم د. محمد صالح الشنطي  

 من نافلة القول أن نشير إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي وأصحاب المواقع الالمأجورة و المتحيّزة و الفضائيات التي سخّرت أبواقها لبث الفرقة و إفساد العقول و تلويث النفوس ، قد أتاحت الفرصة لمن هبّ و دبّ من حاقدين ومتخاذلين و مغرضين ومتسكّعين و مشرّدين على أبواب أصحاب الأجندات ، و مأجورين من مثيري الفتن كي يعيثوا في الأرض فسادا بسقط القول و مرذول الكلام ، ويشهرون في وجوه الناس أحاديثهم البهلوانية ، و أتاحت الفرصة لمن يرتادون ثوب المحامين للدفاع عن أوهامهم وادّعاءاتهم و تلبيساتهم و استغفالهم لقطاع عريض من الناس ، ولعل الإعلاميين من حاملي الطبول و نافخي الأكوار الذين لا يخشون في الباطل لومة لائم و في الاحتيال واستقطاع العبارات من سياقاتها خوفاً من رب شديد العقاب ( و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين )

    في هذا الإطار ، وقد اقترب مؤشر الساعة من الفاتح من يناير ، ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية التي قادها الرعيل الأول من حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح) ثمة من أطلق العنان لألسنة السوء كي تنهش في عرض هذه الحركة العملاقة و تسيء إليها بالهجوم على قائدها و رجالاتها ، فثمّة من يتحدث عن القائد الشهيد واصفا إياه بالكذب و الخيانة ؛ و للأسف يصدر ذلك عن مفكرين لا نملك أن نصفهم بالجهل أو السطحية ؛ ولكنهم من ذوي الأفكار المنحازة التي تدّعي الانتماء إلى الإسلام ، يمتلكون القدرة على الأداء بأحاديثهم الناعمة السلسة المطواع المتنوعة النّبرة المتّسقة التعبير المتلوّنة المواقف ، وهم الذين تنزلق من بين فكيهم كلمات حقٍّ تخرج غصبا عن إرادتهم فيشيرون إلى أن حركة المقاومة الإسلامية حماس قد فشلت في الحكم لأنها استعجلت في الولوج إلى رحابه دون خبرة ، فكانت النتيجة ما نراه في قطاع غزة من أحوال مزرية ، وأن ذلك يقع ضمن استراتيجية عولمية تمكّن الحركات التي تتصف بالأميّة السياسيّة الطامعة في الحكم و بالشعبية الفائرة من زمام القيادة بقصد إبقاء المنطقة رهينة في أيدي المتنفّذين الكبار ، وتعمد إلى تنصيب جوقة من المحامين الأعلام للدفاع عنها و تسويغ فشلها من المحللين السياسيين أو أصحاب الأقلام و الألسن الفاجرة التي تستفزّ بعض من لا يملكون السيطرة على مشاعرهم ممن يحسبون على الحركات الوطنية من التردّي في المحظورات، ليروّجوا الإشاعات و يستفزّوا الهيئات و المؤسسات و جماعات حقوق الإنسان فيدينون الحركة برُمّتها و ينهشون لحمها فتبدو ملومة حسيرة أمام الجميع لتتداعى كواسر الوحوش وجوارح الطيور لتنهشها من كل جانب .

 وغياب الإعلام المضاد الملتزم النزيه لهذا العبث الإعلامي ووهن حججه أدّى إلى انكسارات عدّة كادت أن تودي بالحركة الوطنية سياسياً وجماهيرياً ، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها السلطة الوطنية التي وجدت نفسها تُمسك بشظايا الوطن الذي أحاطه الاحتلال بالمحاسيم (الحواجز) و أمسك بزمام أمرها ،وحاصر عناصرها الفاعلة وعمد إلى إطلاق قطعان الاستيطان من لصوص الأرض و شذاذ الأفاق مدجّجين بالسلاح و معزّزين بجيش العدوان الصهيوني ليسطوا على الأرض في مختلف أنحاء الضفة ، وهو ما حرم السلطة من حقها في التواصل مع شعبها فانطلقت بعض الصيحات تدعو إلى حلّ السلطة الوطنية بعد أن أقامت صرح مؤسسات الدّولة بشكل جعل الهيئات الدولية المختصة تشهد للفلسطينيين بقدرتهم على إقامة دولتهم ،مع أن هذه السلطة الوطنية واحدة من أهم الإنجازات التي حققتها الحركة الوطنية عبر نضالاتها المستمرة عقودا طويلة ؛ و لعل ما يدعو إلى الاستغراب تساوق بعض الأقلام المحسوبة على الحركة الوطنية مع هذا الطرح المدمر.

    أن المِعوَل الذي أمسك به الشانئون و المغرضون و المتعنصرون و المتأسلمون هو (التنسيق الأمني ) متغافلين عن الحقيقة ، وهي أن هذا جاء ضمن الاتفاقية التي اغتالتها الصهيونية حين فتكت بموقعيها لأنها علمت علم اليقين أن وجود كيان وطني معترف به دوليا بداية الطريق لرجوع الحق إلى أصحابه ، فالتنسيق الأمني يعني تنازل المحتل عن سلطته على الأرض التي تتسلّمها الحركة الوطنية بشرط منع الهجمات علىيهم واعتقال من يفعل ذلك ، وكان الشهيد القائد أبوعمار يفعل ذلك فيما عرف بالباب الدّوار، يمسك بالذين يقومون بالتحضير لمهاجمة العدو ثم يطلق سراحهم ؛ وليس كما يدّعي المضللون تسليمهم للعدو ، فذلك حديث إفكٍ مفترى لا يقوم به إلا كل خوّان كفور، لا يمكن أن تقترفه حركة وطنية ناضلت عقودا طويلة ، فهي أراجيف يروّجها المروّجون ، وقد عمل الإخوة في حماس على إفشال الاتفاق منذ توقيعه ثم استغلوا معطياته في خوض الانتخابات و السيطرة على القطاع و ممارسة التنسيق الذي حرّموه وجرّموه .

 و من المزاعم المغرضة ادّعاء تخاذل القوات الأمنية أمام اقتحامات المحتل و المستوطنين ، و يدعونهم إلى قتالهم و مواجهتهم بالسلاح ، وهم يعلمون علم اليقين أن مثل هذا المواجهة غير المتكافئة من شأنها القضاء عليهم ، ويتغافلون عما حدث أثناء انتفاضة الأقصى حيث ذهب أكثر من ألف عنصر شهيداً من القوات الأمنية الفلسطينية .

ومع هذا كله ثمة ما ينبغي فعله من قبل قيادة الحركة في الضّفة و من المنابر الإعلامية التابعة لها ، ونحن في انتظار أن يصحّح المسار و أن تنتهي مهزلة التجنّح و التيارات برؤية واضحة وصريحة وعلنيّة ؛ فليس ثمة حل غير ذلك في مواجهة الفتن و أصحاب قالة السوء .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *