الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : ارتفاع عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين

علي ابو حبلة يكتب : ارتفاع عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

ارتفاع عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين
علي ابو حبلة

شهد عام 2021 أعلى مستويات عنف مسجلة في السنوات الأخيرة وحوادث أكثر خطورة، في اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على السكان الفلسطينيين الذين غالبا ما يقطنون في قرى وبلدات محاذية للمستوطنات في الضفة الغربية.
وقد أعرب خبراء* حقوق إنسان تابعون للأمم المتحدة عن قلقهم إزاء ارتفاع معدل العنف الموجه من قبل المستوطنين الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال الخبراء: «لطالما كان عنف المستوطنين سمة مقلقة للغاية من سمات الاحتلال الإسرائيلي، لكن في عام 2021 نشهد أعلى مستويات عنف مسجلة في السنوات الأخيرة وحوادث أكثر خطورة.» وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في الأشهر العشرة الأولى من عام 2021، كان هناك 410 اعتداءات من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين (302 ضد الممتلكات و108 ضد الأفراد). وقُتل أربعة فلسطينيين على أيدي مستوطنين هذا العام. في 2020، كان هناك ما مجموعه 358 اعتداء مسجلا، و335 هجوما خلال عام 2019.
اعتداءات المستوطنين موجهة بشكل أساسي ضد العائلات الفلسطينية في الريف الفلسطيني وتعيش في مزارع صغيرة أو بقرى وبلدات في الضفة الغربية المحتلة محاذية للمستوطنات الإسرائيلية. والكثير من هؤلاء الفلسطينيين يعيشون في منطقة تُسمّى بالمنطقة «ج» الخاضعة للسيطرة الأمنية والمدنية الصهيونيه الكاملة، «وحيث تتجلى حيلة الضم الإسرائيلية بشكل أوضح.» وأشار الخبراء إلى الأشكال المتعددة التي يتخذها عنف المستوطنين، بما فيها العنف الجسدي، إطلاق الرصاص الحي، إضرام النار في الحقول والمواشي، سرقة وتخريب الممتلكات والأشجار والمحاصيل، إلقاء الحجارة وترهيب الرعاة وعائلاتهم.
حكومة الاحتلال – وجيشها – لم تفعل سوى القليل للحد من هذا العنف وحماية الفلسطينيين المحاصرين ، وفي العديد من الحالات، تقف قوات جيش الاحتلال وشركات الأمن الخاصة الخارجية مكتوفة الأيدي ولا تتخذ أي إجراء لمنع العنف؛ بل بدلا من ذلك، فإنها ترد على العنف المرتبط بالمستوطنين بإصدار أوامر للفلسطينيين بمغادرة المنطقة، بما في ذلك الأراضي التي يملكها فلسطينيون، أو حتى تدعم تلك القوات المستوطنين بنشاط.
وقد انتقدت صحيفة هآرتس العبرية، الأربعاء 15/12/2020، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت التي وصف فيها اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية بأنها «ظاهرة هامشية».
وكان بينيت قلل من أهمية الاعتداءات التي ترتكب من قبل المستوطنين بحق الفلسطينيين، بعد الجدل الذي دار عقب تصريحات وزير الأمن الداخلي عومير بارليف أنه بحث قضية عنف المستوطنين في الضفة الغربية مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، ما دفع أعضاء من الحكومة الإسرائيلية والمعارضة إلى توجيه انتقادات حادة له وصلت إلى اتهامه بالحقارة والخيانة.
واعتبر حجاي إلعاد الرئيس التنفيذي لمنظمة بتسيلم، أن هذه الهجمات تأتي في سياق محاولات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وهذا ما تفعله إسرائيل بطرق مختلفة بعضها ينظم بموافقة المحاكم، وأخرى بفعل العنف ذي الطابع الاستراتيجي.
ويروج حاليًا وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس لبرنامج يتم فيه تكليف المزيد من الجنود في جيش الاحتلال للعمل بالشرطة، لنقل مزيد من أفراد الشرطة للعمل في المناطق الاستيطانية بالضفة الغربية بهدف زيادة القوى العاملة في تلك المناطق والحد من عنف المستوطنين.
بات مطلوبا على ضوء ازدياد الجرائم المرتكبة من قبل المستوطنين بحق الفلسطينيين وضع حدود لهذه الجرائم من قبل المجتمع الدولي وضرورة اخضاع حكومة الاحتلال للمساءلة الدولية عن استمرار بناء المستوطنات وخرقها للقرار 2334 الذي اعتبر المستوطنات غير شرعية وتأمين الحماية للشعب الفلسطيني من خطر اعتداءات المستوطنين.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نور شمس يبقى وضاءً

نبض الحياة نور شمس يبقى وضاءً عمر حلمي الغول لمخيم نور شمس له من اسمه …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *