الرئيسية / الآراء والمقالات / سليم النجار يكتب : الإخوان المسلمين على طريق جنهم

سليم النجار يكتب : الإخوان المسلمين على طريق جنهم

سليم النجار

الإخوان المسلمين على طريق جنهم
سليم النجار
قيل في الثقافة الشعبية أن الطريق إلى جهنم مليئة بالنوايا الحسنة٠ هل ينطبق هذا المثل على الإخوان المسلمين؟ سؤال يحتاج لأكثر من إجابة، خاصة ان هناك تنظيمان للإخوان، واحد مُعلن والآخر سريّ، وهو الذي يملك ناصية الحكم للتنظيم الدولي لهم والذي يحمل في ثناياه منذ التأسيس العام ١٩٢٨، آلالف الأسرار والخفايا، حتى أصبح الحديث عن هذه الظاهرة الباطنية محل تندر في أغلب الأحيان٠ وفي بعض الحالات تتعامل مع هذه الظاهرة من زاوية الدهشة والإعجاب، وإن حملت نصوصهم وتحليلاتهم رفض وإستنكار لهذه الجماعة٠ لكن القارئ الحصيف يكتشف أن اللغة مصاغة بعناية فائقة، وأن هناك رؤية من الإعجاب تصل لدرجة الفرح غير المبرر٠ وكأننا أمام عرض مسرحي، يمتلأ خشبته بشخوص يمارسون أدوارهم كبهلونات ترقص وتعزف على هذا الإعجاب، أيّ أن المشاهدين لهذا العرض البائس ينحازون بشكل تلقائي لهذا العرض، ويعبرون عن ذلك من خلال سلوكيات نتعاطى ونتعامل معها على أرض الواقع، كالقول انهم من أهل الله، و”رجال” يخشون الإقتراب من الخطيئة، وصورهم في الثقافة الشعبية على امتداد الجغرافيا العربية، إيجابية، ومن أهل الخير٠
هذه  الصور الخادعة، والكاذبة، القائمة على تقنيات فائقة الجودة٠ جعلت منهم بوصلة لحل الإشكالات التي تعاني منها الشعوب العربية، حتى وصل الأمر أن البعض يصفهم بالمخلصين٠
هذه الصورة، والسؤال الذي طرحته قبل قليل، لعب التنظيم السرّي و يعمل بشكل محموم، على تغيير الصورة لأهدافه، خاصة أن الأموال الطائلة التي يمتلكها تجعله مؤهل للعب هذا الدور، ودفع الأمور الى التأزم بين تيار اخواني يريد العمل بشكل علني والتخلص من ثوبهم القذر، وأثناء هذا الصراع الذي ظهرت بوادره منذ أن سمح الرئيس السادات العمل لهم بشكل علني، وتخضع علاقة آليات الصراع بين التيار السرّي، والعلني، للظروف الموضوعية التي تحيط بهم، وعلاقتهم مع السلطة، خاصة ان السلطات العربية استثمرتهم خير استثمار، وأفضل شاهد على هذا الاستثمار، ما قام به التنظيم السرّي بحشد وإرسال الآلاف من الشباب العربي إلى افغانستان لمحاربة” الكفار” الروس، وبعد الإنتهاء من هذه الوظيفة تم التخلص من بعض قادتهم٠ وليس أفغانستان الوظيفة الوحيدة، بل في السودان، أيام حسن الترابي، وفي مصر الاستيلاء على الثورة المدنية التي أطاحت بالرئيس مبارك، وفي ليبيا بعد سقوط القذافي، والاستيلاء على غزة، وتحويلها إلى مكب نفايات بشرية٠ هذه الوظائف التي قام بها التنظيم السرّي للإخوان المسلمين، جعلهم بمنأى غضب الغرب٠ حتى جاء قرار الحكومة البريطانية، الذي يؤكد أن الإخوان المسلمين بجميع تياراتهم السرّي والمعلن منظمة إرهابية، وينتظر هذا القرار النور عند تصديق مجلس العموم٠
وعلى اثر القرار البريطاني، كثرت التحليلات والقراءات السياسية، لفحوى هذا القرار، بين معارض، ومؤيد، وشامت، وفي جميع الأحوال، القرار يحمل في طياته إبرة إنعاش للتنظيم السرّي٠ لأن المتلقي العربي سيقرأ القرار بشكل مختلف، وهذا لايعني ان البريطانيين غافلين عن المزاج الشعبي، الذي يرفض هذا القرار، بل هو هدف من الأهداف الاستراتيجية للسياسية البريطانية، التي تسعى منذ ان خرجت من العالم العربي، في الثلث الأول من القرن الماضي، ترك لغم في البلاد العربية، قابل للتفجير في اي لحظة، حسب المصالح البريطانية٠
بريطانيا استفادت من صورة الإخوان في الثقافة الشعبية للإخوان، وأعادت إحيائهم من جديد، بعد النكسات التي تعرضوا لها مؤخرا في تونس، والمغرب، والسودان، وقبل ذلك مصر٠
قرار بريطانية تجاه الإخوان بدى في الشكل انه يحارب الأرهاب، وفي متن القرار يكمن الشيطان٠ والأيام القادمة كفيلة بالكشف عن ألاعيب الحاوي البريطاني

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : لا ادلة على أكاذيب إسرائيل

نبض الحياة لا ادلة على أكاذيب إسرائيل عمر حلمي الغول دولة إسرائيل اللقيطة قامت على …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *