الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد جبر الريفي : جوهر المشروع الصهيوني وطبيعته التوسعية

محمد جبر الريفي : جوهر المشروع الصهيوني وطبيعته التوسعية

محمد جبر الريفي
جوهر المشروع الصهيوني وطبيعته التوسعية

بقلم:محمد جبر الريفي

المشروع الصهيوني كما هو الثابت تاريخيا جوهره الأصلي هو العامل الديني والقومي فكلا العاملين كان وراء انشاء الكيان الصهيوني في المنطقة اما العامل الطبقي فقد تم توظيفه كأداة رئيسية من أجل تحقيق المشروع الصهيوني وذلك من خلال قيام دولة الكيان بحماية المصالح الغربية باعتبارها دولة دخيلة على نسيج المنطقة و لهذا السبب فإن هدف المشروع الصهيوني لا يقتصر فقط على اغتصاب فلسطين وتغيير هويتها القومية والدينية بل يتعدى ذلك إلى التوسع والتمدد الجغرافي ليشمل اراضي دول عربية أخرى مستقلة يرمز اليها العلم الإسرائيلي بوجود خطين زرقاوين فيه يمثلان نهري النيل والفرات وهي الحدود المقترحة للدولة اليهودية.

وهذا الهدف الصهيوني المكتوب ايضا فوق باب الكنيست الإسرائيلي من شأنه تغيير هوية المنطقة العربية كلها ورسم خارطة سياسية جديدة لها وهو ما يؤكد على وجوب استمرار الصراع مع الكيان الصهيوني وليس مع إمكانية التعايش معه والاعتراف بوجوده والتطبيع معه وإلانشغال بالصراع مع غيره كما يجري الآن حيث أن الكيان الصهيوني كيان عدواني لا يؤمن بالسلام ولا بالتعايش مع أتباع الديانات الاخرى وذلك بسبب طبيعته العنصرية الفاشية التي قامت على مقولة شعب الله المختار التي وظفتها الحركة الصهيونية العالمية في تضليل جماهير اليهود في العالم وهذا ما كان يجب أن يستمر عليه الموقف العربي تجاه هذا الكيان الغاصب عملا بقرارات مؤتمر قمة الخرطوم الذي عقد عشية حرب يونيو حزيران عام 67 ولكن بعد حرب أكتوبر تغير الموقف العربي بتوقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد التي دشنت بداية مرحلة جديدة من الموقف تجاه الكيان قوامه الاعتراف الشرعي بوجوده و حيث انحرفت الآن بوصلة الصراع من قبل بعض الأنظمة العربية فتتسارع بعملية التطبيع وكان اخرها مع المغرب وكذلك انحراف بوصلة الصراع على ايدي التنظيمات الإسلامية المتشددة التي تصف نفسها بالجهادية وتسعى من أجل الوصول إلى السلطة في البلاد العربية والاسلامية لتحقيق حلم انشاء دولة الخلافة الذي لا إمكانية موضوعية لتحقيقه بسبب تكرس النزعة الوطنية والقومية في العالم العربي والإسلامي.

..تسعى هذه التنظيمات لتحقيق مشروعها السياسي الديني وتترك الجهاد في فلسطين المغتصبة والمحتلة من قبل اليهود الصهاينة التي هي مركز الصراع الرئيسي لتسهل بذلك لقوى اليمين الصهيوني الفاشي العنصري المتطرف الحاكم من خلال تكثيف حملة الاستيطان تغيير هويتها العربية والإسلامية تحقيقا لمزاعم الرواية ا ليهودية الخرافية . …

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *