الرئيسية / الآراء والمقالات / عائد زقوت : يوم الاستقلال والثورة الصادقة

عائد زقوت : يوم الاستقلال والثورة الصادقة

عائد زقوت

يوم الاستقلال والثورة الصادقة

عائد زقوت

يصادف اليوم الذكرى الثالثة والثلاثين لإعلان وثيقة الاستقلال الفلسطيني من الجزائر قلب الثورة الفلسطينية النابض، والذي جاء بعد حرب بيروت والتي شنَّها الاحتلال الصهيوني السادي ظنًا منه في قدرته على استئصال شأفة الفلسطينيين، لكنه خاب وخسر بل استطاع الفلسطينيّون ابراز الهوية الفلسطينية والتمسك بها، ووأد ما أشاعه المحتلون وأعوانهم المغرضون بأن فلسطين أرض بلا شعب، ثم أكد الشعب الفلسطيني على هويته بانتفاضة الحجر الباسلة المجيدة فكانت بركانًا ثائرًا انفجر بالتضحيات، فبددت الوهم الصهيوني، وجعلت القضية الفلسطينية محورًا رئيسًا على أجندة المجتمع الدولي، مما ساهم في خلق بيئة سياسية حاضنة وداعمة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على أرضه تتويجًا لثورته الصادقة في أهدافها، وفي نهجها، وفي سلوكها، فجاءت وثيقة الاستقلال اصطيادًا للمحتل، وتعبيرًا عن الرؤية الواقعية، وتجسيدًا للهوية الفلسطينية، حاملًة في ثناياها أملًا ممزوجًا بالألم، حاملًة قِيَمًا ومبادئ تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والعيش فوق أرضه، وفي كنف دولته، ولكن البعض رأى في هذه الوثيقة حبرًا على ورق، بل لا تساوي الحبر الذي كُبَتْ فيه وأخذ على عاتقه تمزيقها وتفريغها من معانيها ومبادئها السامية تحقيقًا لرؤاه الفكرية، وبمرور القضية الفلسطينية عبر محطات مختلفة منذ اتفاقية المبادئ في أوسلو وما تلاها من اتفاقيات والتي أسفرت عن قيام السلطة الوطنية الفلسطينية بزعامة الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات الذي أشرف على بناء نواة الدولة الفلسطينية من مؤسسات تشريعية وتنفيذية ولوجستية، وبمرور السنين ما انفكت دولة الاحتلال عن إشعال الفتن والحروب ونكوصها عن التزاماتها، وعمدت إلى تدمير كل ما بناه الفلسطينيّون، مستغلة غياب مصداقية الثورة والتفات بعض أقطابها لإنجاز مصالحهم الشخصية والفئوية، وتزاوجها  مع الاحتلال من جهة ومع أجندات خارجية من جهة أخرى، علاوة على سياج الانقسام الذي شكل حقيقة غياب صدق الثورة ومصداقية أقطابها، هذا الانقسام الذي فرضه المنقسمون وأذكوْا ناره وسقوْه بدمائنا، وهجرة أبنائنا  وغرقهم في عرض البحار، فجميع هذه الاحداث قد فَرَّغت وثيقة الاستقلال من معناها الوجداني وجعلتها حُلمًا بعيد المنال، ووضعت الأغلال والقيود  والعثرات أمام تحقيق أهدافها، إنَّ الاستقلال لن يتجسد واقعًا إلا بتجديد مصداقية الثورة وصدقية أهدافها وترجمة شعاراتها إلى برامج عمل تعبر عن وحدة الهدف والمصير بنبذ الانقسام وأقطابه وكل من يمد له أسباب الاستمرار، ومحاسبة الفاسدين، وإعادة اللُحْمَة بين أبناء الشعب، والالتفاف حول ممثله الشرعي، وتوجيه بوصلة الكل الفلسطيني نحو الانفكاك من الاحتلال، فلا استقلال في ظل الانقسام، ولا استقلال في ظل الاستسلام للمحتل، لا استقلال في ظل فصائل شعارها الاستعلاء والاستيلاء.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سليم الوادية

اللواء سليم الوادية يكتب : مسيلمه الكذاب ونتنياهو الاكذب ،،

ياسامعين الصوت ،، بقلم  اللواء سليم الوادية  مسيلمه الكذاب ونتنياهو الاكذب ،، زمن الرسول محمد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *