الرئيسية / الآراء والمقالات / د/ فيصل عبد الرؤوف فياض يكتب وثيقة الاستقلال هي مصدر فخر واعتزاز سياسي وثقافي وتاريخي لشعبنا

د/ فيصل عبد الرؤوف فياض يكتب وثيقة الاستقلال هي مصدر فخر واعتزاز سياسي وثقافي وتاريخي لشعبنا

فيصل عبد الرؤوف فياض

وثيقة الاستقلال هي مصدر فخر واعتزاز سياسي وثقافي وتاريخي لشعبنا الفلسطيني الأبيْ
بقلم د/ فيصل عبد الرؤوف فياض
ذكرى خالدة وعزيزة على قلوبنا جميعا، يوم أن أعلنها الرئيس أبو عمار من قصر الصنوبر في الخامس عشر من نوفمبر لعام ألف وتسعمائة وثمانية وثمانين، يومها تلى القائد الشهيد/ياسر عرفات “أبو عمار” وفي مراسم أسطورية أثناء جلسة المجلس الوطني الفلسطيني، أعلن قيام دولة فلسطين حيث سُميَ ذلك الحدث العالمي بإعلان استقلال فلسطين وإقامة دولتها الفلسطينية وعاصمتها القدس الرشيف، وقتها تم اعلان الحلم الفلسطيني الذي أصبح حقيقةً خالدة، نحتفل بها كل عامٍ في مثل هذا اليوم، بهذا الاعلان الذي صاغه شاعرنا الخالد/محمود درويش بكلماتٍ ثورية وطنية أدبية متقنة، ليُعلن عن قيام دولة فلسطين باسم الله أولاً ثم باسم الشعب العربي الفلسطيني على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، جاء هذا الاعلان ليرسخ الحقيقة الوطنية للدولة، حيث التحولً الجذري على الصعيديْن السياسي العربي والاقليمي والدولي، فكانت وثيقة الاستقلال مصدراً وفخراً واعتزازاً سياسياً وثقافياً وتاريخياً لشعبنا الفلسطيني الأبيْ،
تلى اعلان الاستقلال الرئيس الشهيد/ ياسر عرفات  بقوةِ وعزيمة الثائرين والفدائيين واخلاص المناضلين ليُعلنَ عن ميلاد الدولة والهوية الوطنية لشعبنا العظيم في كافة أرجاء المعمورة، مؤكداً على ثوابتنا الفلسطينية (القدس-عودة اللاجئين-الأسرى-الحدود والمياه) وغيرها من القضايا الوطنية المتعلقة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف،  فلا تفريط ولا تنازل ولا تخاذل ولا تهاون مع الاحتلال الصهيوني الغاشم، الاحتلال الذي ما زال يقتل أبناءنا ونساءنا وأطفالنا في كل مكان في كافة أرجاء الضفة الغربية المحتلة، وكذلك حربه المتكررة على قطاع غزة الصامد العصي على الانكسار،
يأتي يوم الاستقلال اليوم ونحن نتعرض كل يومٍ لمضايقات الاحتلال الغاشم، وقد وهنت وَحدتنا وضاقت بنا السُبُل، وضعفت قوتنا، وتكالبت علينا الأمم كلها، يطل علينا يوم الاستقلال الخالد وقد ألهبت عبارات اعلانه الحماسية جذوة نضالنا، ومنحتنا الاصرار والعزيمة والصمود والتحدي والاستمرار على درب الشهداء الأكرم منا جميعاً، الذين عبَدوا طريق الوطن بدمائهم الزكية لتقام دولتنا العتيدة ويُرفع علمنا الفلسطيني الجميل على كل بقعةٍ في العالم، مؤكدين على أنَ هذا الشعب بقيادته الحكيمة مستمرة في الدفاع عن الأرض والوطن والقضية في ساحات القتال وملاحم البطولة والفداء وكذلك في معاركنا الدبلوماسية الشرسة،  لقد تمترس شعبنا العظيم في الدفاع عن أرضه ووطنه بكل الوسائل المشروعة من خلال العمل العسكري الثوري المقاوم، موازياً للعمل الدبلوماسي المتواصل، لنيْل كامل حقوقه المشروعة والتي كفلتها الشرعية الدولية وكل أحرار العالم الذين وقفوا بجانبه في معاركه النضالية المتجددة منذ عام 1948م وقبلها مروراً بعام 1965م –انطلاقة الثورة الفلسطينية المجيدة- ثم معركة الكرامة عام 1968م ، ثم اجتياح بيروت عام 1982م وصموده الأسطوري أمام ترسانة العدو الغاشم، والانتفاضتيْن عاميْ (1987م-2000م)، ثم الاعتداءات المتكررة على قطاعنا الحبيب، وتمترس مقاومتنا الشرسة ودفاعها عن مقدرات هذا الوطن العظيم، واليوم وكل يوم ما زال شلال الدم مستمراً من الشهداء والأسرى والجرحى الذين دافعوا عن اقامة دولتهم المستقلة بكل ما يملكون من ثمنٍ وعزيمةٍ ثورية خالدة في سجلات التاريخ المشرق.
اليوم وفي ذكرى اعلان الاستقلال ما أحوجنا أن نؤكد على ما يلي:
أولاً: نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار وعلى رأسهم الشهيد/ ياسر عرفات وكافة شهداء الوطن.
ثانياً: نؤكد على وَحدتنا الوطنية ولملمة شملنا في مواجهة المحتل الغاشم.
ثالثاً: التأكيد على مبدأ المقاومة واستمراريتها لتحرير الأرض الفلسطينية المغتصبة ومقاومة الاحتلال الغاشم بكافة الوسائل والطرق المتاحة.
رابعاً: التأكيد على التحرك الدبلوماسي المستمر للقيادة في موازاة العمل الفدائي أمام كافة المحافل الدولية لنيْل الاستقلال الفعلي على كافة تراب الوطن فلسطين دون قيدٍ أو شرط.
خامساً: ضرورة بناء الوطن بمؤسساته بإتجاه قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ولنكمل مسيرة البناء والنهوض الوطني حتى نترك للأجيال من بعدنا ارثاً وطنياً خالداً يفتخروا به.
سادساً: ضرورة المطالبة المستمرة بإطلاق سراح أسرانا وأسيراتنا الذين قدموا حرياتهم من أجل الله ثم الوطن الغالي فلسطين.
عاشت نضالات شعبنا الأبي وعاشت ذكرى الاستقلال الخالد
حفظ الله الوطن والشعب والأمة ورحم الله الشهداء كافة.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *