الرئيسية / الآراء والمقالات / أ. نادرة هاشم حامدة تكتب : فاجعة تستيقظ عليها غزة اليوم … غرق أبنائها قي بحر اليونان… انه الرحيل و الموت

أ. نادرة هاشم حامدة تكتب : فاجعة تستيقظ عليها غزة اليوم … غرق أبنائها قي بحر اليونان… انه الرحيل و الموت

نادرة هاشم حامدة

 فاجعة تستيقظ عليها غزة اليوم …

غرق أبنائها قي بحر اليونان… انه الرحيل و الموت

 أ. نادرة هاشم حامدة

 جيل الهجرة والموت             
لا تلوموا طيورنا المهاجرة إذ ترتحل الوطن، بل اسألوا عن الذي  سبب لها هذا  الرحيل ؟؟
تهاجر الطيور في الطبيعة من قسوة البرد إلى الدفء لتحافظ على استمرارية وجودها, فتهاجر اسرابا في رحلات منظمة, معروف موعدها, محدد وجهتها, مأمون مخاطرها, مُعَيَّنٌ و متبوع قائدها, قد تطول مسافاتها,ولكن تحقق اخيرا غايتها في الوجود..
فماذا عن هجرة ابنائنا ؟ ليتهم كما الطيور….!!!!
يهاجرون قسرا, قهرا, ظلما, هروبا, أملا في غد افضل .. يقرر أحدهم  أن يرتحل الأهل والوطن  بعد أن تموت آماله على عتبات السنين، وهو ينتظر الفرج والتغيير
علها تبتسم له وينسى ما فاته ويبدأ صفحة من عمره من جديد… ولكنه يقف عاجزا لا يستطيع، أقصى ما يحققه بنطال يستره يشتريه من سوق البالة و يقنع نفسه انه ماركة وانه جديد، ويظل الشبشب البلاستيكي في قدمه تندفع منه اصابع قدميه لترتطم بالطريق، وأمه من خلفه رغم انها نبع حنانه الا انها تقسو عليه، معذورة هي تراه على طوله اصبح مصدر دخل للبيت، وعليه أن يعمل المستحيل, فتقول: قم ابحث عن عمل ..ألا تستحي وانت ترى حالنا.. دعك من هذا الفراش الوتير ، يأخذ نفسا عميقا ويمزقه التنهيد وبصوت مخنوق يقول : والله يا أمي لقد حفظت درسك اليومي … ستفرج يا أمي، فقط  دعواتك،سأخرج للبحث عن عمل من جديد، ولو أكنس بشهاداتي الطريق، نريد ان نعيش
يمعن في حاله وهو ساند رأسه على يديه خلف رقبته، لقد تعب ولا جديد ،فيقرر الرحيل، ويقول في نفسه ليس امامي الا ان اهاجر كما تهاجر الطيور في الربيع..
  انتظر يا بني ..مهلا …أعد التفكير
هجرتك ليست كما الطيور  .. الطيور  تهاجر من برد اوروبا الى دفء بلادنا .. وانت تهاجر عكسها من دفء الوطن الى الجليد
هجرة الطيور يابني كل ما فيها مأمون في كل طور ..وانت ستحفك المخاطر فيها من كل صوب … فاعدل عن رأيك وابق هنا في عزة القوم ..
يابني الطيور تطير في الفضاء في حمى رب الكون .. وانت منذ أن تهاجر ستكون كمن تخطفته المنايا في قلب الموت، فإن نجوت من البر، لن تنجو من الموج…وإن نجوت من البحر طاردتك قوى الظلم والجور…
مسكين انت يا بني، ستلاقي  المصائب بكل شكل ولون .. والمصير  إما ان تموت او تكون مطاردا او مسجونا او تغسل الصحون بعد أن يشبع  القوم، وكلها اشكال ذل, وللنفس العزيزة والله إن هذا لهو الموت
        

لا تلوموا الطيور إذ ارتحلت بعيدا عن اعشاشها  ..بل اسألوا ضمائر من كان  سببا للرحيل والموت …والله عنهم لَتُسْأَلون..

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي

حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي بقلم  :  سري  القدوة الأربعاء 24 نيسان / أبريل 2024. …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *