الرئيسية / الآراء والمقالات / سليم النجار يكتب : طوباوبة القتل وطوباوية العقل السياسي الفلسطيني

سليم النجار يكتب : طوباوبة القتل وطوباوية العقل السياسي الفلسطيني

سليم النجار

طوباوبة القتل وطوباوية العقل السياسي الفلسطيني ٠٠٠ ابونضال انموذجاً
سليم النجار
ابونضال صبري البنا و” مجلسه الثوري ” أحدُ الأسئلة في العقل السياسي العربي الفلسطيني في العصر الحديث ٠ لتجنب النّفور ، ونحن نعاود التأملَ في سؤال السياسة ، بعد أن اصبح سؤالاً موجهاً لنقاشات موسعة ، خاصة بعد نشر عاطف ابوبكر العديد من الحلقات عن هذه الظاهرة الطوباوية ، والتي اثارت حفيظة العديد من مناصيره ، وللدور الكبير التي لعبت هذه الحلقات بالكشف عن مدى خطورة هذه الظاهرة ٠
إنْ كان الواقعُ يفرض علينا التعامل مع السؤال كجزء من الواقع فذلك يؤدي ، فوراً ، إلى القبول به سؤالاً ، لا يتعارض مع ما نختاره أن نكون عليه ٠ وهو إلى ذلك لا يتعارضُ في شيء مع طرح السؤال ٠
لماذا ابونضال ” صبري البنا ” ؟
منطق الفكر السياسي الفلسطيني التاريخي ، الذي لا يعترف بالذاكرة إلا من باب الإستسهال ، والخضوع لأدوات ومناهج إعلامية التي تتعامل مع الحدث الفلسطيني كخبر قابل للتدوال ، ليقع العقل السياسي الفلسطيني في فخ التوظيف كما يتوهم او يعتقد ٠ من ابرز تداعيات هذا الخلل ، ان تتحول القضية الفلسطينية إلى خشبة مسرح ، يمارس فيها العقل الفلسطيني دور الممثل الكومبارس ، والممثلون الرئيسيين ، يلعبون الدور عرض القضية حسب النص المصاغ بطريقة محكمة من قبل المُخرج ، الأمبريالي بغض النظر عن تسميته الجغرافية والإقليمية ، لأن هذا الدور لم يتغير في الجوهر ، وإن تغير في الشكل ٠ فإزاء مثل تلك النتائج تضعضع مبدا الحقيقة بالتدرج حتى بدا لكثير من المفكرين الذين يتابعون تاريخ الظاهرة السياسية الفلسطينية المقاومة للمشروع الإحلالي الإمبريالي خاليا من المعنى الحقيقي ٠ فمن المعلوم ان ظاهرة ابونضال يمكن وصفها كصورة فوتوغرافية تَعرِض – بواسطة الصُّور التي لا يُحْتَمَل التقاطُها – زمنًا يزيد على جزء من مائة جزء من الثانية الواحدة ، انتقال احد الأجسام السريع ، كالحصان الراكض مثلاً ٠
هذه الصورة التي تُلتقط لممارسات ابونضال وتبث على شاشات التلفاز ، كما حصل عندما تم استهداف الشهيد الدكتور عصام السرطاوي ، بشكل محدد ، ونسيان عن عمد قصد شمعون بيريز الذي كان بجانبه ، لم يكن هذا الفعل إعتباطي ، او كما جاءت إجابة القاتل المأجور ان التعليمات عنده فقط اغتيال السرطاوي ٠ هذا الإدعاء غير دقيق ، او يمت للحقيقة بصلة ، بل كان المقصود إيصال صورة للعالم لمن دفع ثمن هذه الصورة للقاتل ابونضال ، ان الصراع فلسطيني فلسطيني ، وان الصراع مع العدو الإحلالي الأمبريالي مؤجل ، وهذا مافعلته فصائل ” الإسلام السياسي ” بعد سنوات قاتلوا في اصقاع الدنيا إلا فلسطين تحت شعار إقامة ” الدولة الإسلامية ” ، ومن ثم يتم التوجه إلى ” تحرير فلسطين ” ٠
ومن الجهل العميق لجهاز العقل السياسي الفلسطيني أن شعب بأسره قادر على اعتناق عقيدة تحررية جديدة ، كما حاولت الثورة الفلسطينية المعاصره منذ العام ١٩٦٥ ٠ وإن استطاعت تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها القوى الإمبريالية ، وجعلت من مشروعها مشروع تحرري عربي ٠ يشتبك بشكل يومي مع القوى الإحلالية المتمثلة بالدول – دول الغرب ٠  واستطاعت هذه القوى تغيير فرض عقيدة ” تحررية ” قادها مجرم ومتوتور كأبونضال ، ان القتل والأغتيالات والتصفية ، هي العقيدة التحررية الجديدة ٠ هذا الإحلال يذكرنا بهنري الثامن فَرَض البروتستانية على انكتلرة ، وأن ابنته ماري تِيُودُر أعادت إليها الكَثْلَكة ، وأن ابنته الأخرى إليزابِت حَمَلَت رعاياه على العَوّدَة إلى البروتستانية ٠ نلخص ان ثبات الظواهر السياسية أمرٌ ظاهريّ ، وانه يمكن لتلك الظاهر ان تتبدل ، إذا ما توفت الظروف الموضوعية لتلك التغييرات ٠
وظاهرة ابونضال الذي يصف يشبه نفسه بالعادل عمر بن الخطاب ، من الناحية النفسية ، يزعم على الاقل من الناحية النظرية ، انه زاهد في الدنيا ، ومن يتبع حياته الخاصة على سبيل المثال ، يكتشف كما ذكر عاطف ابو بكر في احد حلقاته المنشورة على صفحته الخاصة ، ان ” العادل ” ابونضال يسلك سلوك غريب ويدلل على نفسية مريضة ، تناول منذ الصباح الباكر تناوله افخر انواع الويسكي ، الذي يصل ثمن الزجاجة الواحدة أكثر من مائة دولار ! هل هناك عدالة اكثر من ذلك ؟ اسئلة تبدو ، اليوم ، مُهينةً ٠ وللمسأوي ، الذي نعيشه ، في المغرب والمشرق ، ما يدلنا على المأساة

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *