الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد جبر الريفي : عن المصير العربي المشترك

محمد جبر الريفي : عن المصير العربي المشترك

محمد جبر الريفي

عن المصير العربي المشترك.. هل فقد الشعار مصداقيته السياسية؟

محمّد جبر الريفي

بالتطبيع العربي الخياني مع الكيان الصهيوني؛ لم يعد للمشروع القومي والهوية العربية التي تقوم على وشائج كثيرة؛ منها المصير العربي المشترك، أي قيمة سياسية الآن، حيث لم يعد في الواقع السياسي العربي الحالي مصير واحد مشترك؛ فلكل دوله عربية مصالحها الاقتصادية والأمنية التي تسعى لتحقيقها ولو على حساب مصالح وأمن جارتها. الإمارات والبحرين و السودان والمغرب وأي دولة عربية تُطبع مع الكيان الصهيوني العنصري العدواني، الذي قام على اغتصاب أرض عربية وتشريد شعبها بقوة السلاح، هو خروج سافر عن مفهوم شعار المصير ألمشترك؛ فأي مصير مشترك يجمع فلسطين الآن مع هذه الدول العربية الأربع وقد تخلتا عن القضية الفلسطينية، بالاتفاقيات السياسية مع الكيان الصهيوني؟

وبما هو قادم من اتفاقيات التطبيع؛ يصبح شعار المصير العربي المشترك لا مصداقية واقعية له، كحال معاهدة الدفاع العربي المشترك، التي لم تجد تطبيقاً لها أثناء الغزو الصهيوني للجنوب اللبناني ومحاصرة بيروت؛ أول عاصمة عربية يصل إليها الجيش الإسرائيلي، ويتم إخراج مقاتلي الثورة الفلسطينية منها، في ظل صمت وتخاذل عربي مطبق. وأيضًا كحال المشروع القومي، الذي تراجع بكل شعاراته السياسية التي كانت تملء السماء العربية. فلكل دوله الآن للأسف مصيرها الخاص، الذي تسعى لحمايته والدفاع عنه، وقد دللت الأزمة السورية التي ما زالت قائمة على ذلك، حيث الصراع الدموي والهجرة بالملايين، بينما الجارة الأقرب لبنان؛ سيشرع بالتفاوض مع الكيان الصهيوني على ترسيم الحدود البحرية بينهما. وقبل ذلك تم احتلال العراق وتدمير إمكانياته وإسقاط نظامه وإعدام رئيسه؛ فهل تساوى مصيره مع مصير الكثير من الدول العربية.

إن الأموال الإماراتية التي ستضخ للخزينة الإسرائيلية لاستثمارها في بناء الوحدات السكنية الاستيطانية في القدس هو عمل عدواني صريح ضد شعب عربي، وما ينطبق على الامارات؛ ينطبق على البحرين، التي ستجعل أراضيها قاعدة عسكرية للكيان الصهيوني ؛العدو الرئيسي للأمة، بحجة الدفاع عنها من الفزاعة الإيرانية، وبذلك تتعاظم قوته العسكرية ليصبح أداة إرهاب وتخويف لدول وشعوب المنطقة، وهكذا بالتطبيع مع الكيان تتفكك المنظومة العربية ويسقط شعار المصير المشترك، ويبقى شعار حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة مجرد شعار عاطفي وجداني؛ ما لم يتغير الواقع السياسي العربي، بقيام الدولة القومية العربية الواحدة… لكن السؤال هل ما هو قائم الآن ينذر بذلك؟ أم أن التجزئة السياسية الممنهجة صنيعة الاستعمار الغربي تطبيقًا لوثيقة بانرمان البريطانية ستتعمق أكثر؟!

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *