الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : احتمالات التصعيد العسكري مع غزة ما زالت قائمة

علي ابو حبلة يكتب : احتمالات التصعيد العسكري مع غزة ما زالت قائمة

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

احتمالات التصعيد العسكري مع غزة ما زالت قائمة
علي ابو حبلة
الاثنين 27 أيلول / سبتمبر 2021.
عدد المقالات: 621
a.m.j.abuhableh@gmail.com
FacebookTwitter

إعلان وقف إطلاق النار، الذي وصف بالهش على لسان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، وكذلك حركة حماس، ما زال مهددًا بالانهيار مع بقاء أسباب التصعيد قائمة حتى اللحظة، إذ تتوالى الاختبارات في ظل سياسة العصار والجزرة التي تعتمدها حكومة الاحتلال الصهيوني ، اذ تتوالى الأحداث والمستجدات على الساحة الفلسطينية، كما تتعدد أشكال مواجهة حكومة الاحتلال الصهيوني ، ما بات يطرح تساؤلات حول طبيعة الرد لحكومة الاحتلال وحجمه وشكله، فعادة ما تبادر حكومة الاحتلال الصهيوني إلى التصعيد العسكري، ولا سيما على قطاع غزة، كرد سريع وفوري على تنامي أشكال المقاومه الشعبيه ، وذلك بغرض تطويق إمكانيات تطور النضال الشعبي وقطع الطريق أمامه، لما يسببه هذا الشكل النضالي من إرباك وتخبُّط داخل الهياكل والمؤسسات الامنيه الصهيونية، فضلا عن نجاح هذا الشكل النضالي في ارباك المؤسسه الامنيه الاسرائيليه ، أو بالأصح إلحاق ضرر كبير في المنظومة الصهيونية الداخلية والخارجية، ما يضعها في موضع لم تعتَد عليه في مواجهاتها العسكرية داخل وخارج فلسطين.

اثبتت الاحداث فشل ادعاءات الجيش الاسرائيلي بتحقيق انجازات استراتيجية في معركة غزة الاخيرة ، وهذا ما يؤكد ان الفترة القادمة ستكون متوترة وان احتمالات التصعيد ستكون اقرب من اي احتمالات التسوية. وذلك على الرغم من ان الطرفين لا يزالا متمسكان بقواعد «ضبط الاشتباك». فقد ركزت حماس جهودها على استمرار ضبط الاحتجاجات الحدودية وضمان عدم خروجها عن السيطرة ، وفي المقابل اقتصرت ردود الجيش الاسرائيلي على قصف محدود لمواقع المقاومة والامتناع عن اصابة نشطاء حماس.

وتشير التقديرات أن جولة تصعيد جديدة هي مسألة وقت فقط، فقد قررت الفصائل في غزة مواصلة الضغط على اسرائيل من خلال المظاهرات العنيفة واستخدام وسائل اخرى الى أن يرفع الحصار عن القطاع. ويمكن تصور طبيعة العملية العسكرية القادمة في الخيارات الثلاثة التالية: اذ تشير التقديرات الاستخبارية الاسرائيلية ان الانفجار في قطاع غزة قريب جدا وتتزايد احتمالات وقوع مواجهة عسكرية، في ضوء استمرار الفشل في التوصل الى التهدئة.

تقدر مصادر امنية اسرائيلية أن منظومة صواريخ المقاومة الفلسطينية ستكفيها لجولة اخرى لأنها لم تتضرر بشكل كبير في الحرب الاخيرة، وعلى مدى الأشهر الماضية، تقوم الحركة بالاستعداد للجولة القادمة، وقامت بإعادة تأهيل الأنفاق التي دمرتها الحرب، واعادت تشغيل منظومة انتاج الصواريخ، تتخوف اجهزة الامن الاسرائيلي من أن حركة حماس ستكون في المواجهة المحتملة أكثر خطورة ، حيث ستطلق حماس صواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية وعلى أهداف استراتيجية.

التقديرات الاستخبارية الاسرائيلية التي ترى ان الحرب الاخيرة لم تنجح في تغيير قواعد اللعبة بين إسرائيل وحماس وهو ما يتطلب مبادرة هجومية، لتصميم «تسوية جديدة» تسمح لاسرائيل بفرض شروطها على حركة حماس. وهذا لا يعني ذلك التقليل من دور أشكال النضال الأخرى، بقدر ما يعني التركيز على إيجابيات النضال الشعبي في المرحلة الراهنة من الصراع مع الاحتلال الصهيوني . بكل الأحوال، تتطلّب محاولة إدراك طبيعة وحجم الخطط الصهيونية الراهنة، فهم تأثيرات الوضع الدولي والإقليمي والصهيوني والفلسطيني عليها، ولتكن البداية من الوضع الدولي، انطلاقًا من دور المجتمع الدولي في حماية ودعم عدوانية الكيان الصهيوني في منطقتنا عامة وعلى أرض فلسطين خاصة، حيث تشهد المناطق تصاعدا ملحوظا في حجم وتأثير الأصوات التي تحمّل حكومة الاحتلال الصهيوني مسؤولية الوضع الفلسطيني، بل وتدين السياسات والتوجهات العنصرية وممارسات التطهير العرقي والترحيل القسري الصهيونية أيضا. إذ شكل الموقف الشعبي العالمي وبعض تجلياته السياسية، أحد أهم العوامل التي سرعت من إيقاف الحرب على غزة في أيار/ مايو الماضي، رغم اندلاعها بقرار فلسطيني في حينه عبر إعلان فصائل المقاومة في غزة عن إطلاق عملية «سيف القدس» العسكرية، كشكل من أشكال الدفاع عن حيّ الشيخ جراح وسكانه والقدس عامة، وهو الخطاب ذاته الذي جرى تبنّيه من قِبل شرائح شعبية واسعة على مستوى العالم أجمع، حتى طال أحد أهمّ معاقل الدعم الصهيوني؛ الولايات المتحدة الأميركية، إذ جرى تحميل الدولة الصهيونية مسؤولية الحرب والمواجهات المندلعة في كل فلسطين، كما تم الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الإجرام والتطهير العرقي والفصل العنصري، بغض النظر عن الشكل والمكان والزمان، وهو تطوّر مهم ومؤثر في الوقت ذاته.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *