الرئيسية / الآراء والمقالات / سليم النجار يكتب : حميد سعيد شاعراً وإنساناً

سليم النجار يكتب : حميد سعيد شاعراً وإنساناً

سليم النجار

حميد سعيد شاعراً وإنساناً

بقلم الكاتب /سليم النجار
متابعة/لطيفة القاضي

حميد سعيد

إلى الكلمة المتأخرة ( الصدق ) إلى الأنا التي صنعت هذه الكلمات للكتابة عن سيرة حميد سعيد شاعراً وإنساناً ، وإلى كل من يحبذ التجربة في كتابة السيرة أهدي هذه التجربة ٠
الذاكرة والمكان
لااعرف لماذا كان علي الانتظار لسنوات كثيرة للتعرف على عمل نص عن صديقي الشاعر حميد سعيد بينما كانت الفرصة متاحة لي ولغيري للأستمتاع بلذة لسيرته منذ زمن طويل٠
وعندما اسحبت بهدوء من مقاعد مقهى الفوانيس في عمّان ” شارع الجاردنز ” لألتحق بمخيلتي ، ومنذ ذلك اليوم بدأت علاقتي الحقيقية في التعرف عن كثب على سيرة الشاعر الإنسان حميد سعيد ، بكل صعودها وانحداراتها ٠
وكانت أحاديث حميد سعيد بالنسبة لي وللأخرين مواعد مقدسة لاحتساء القهوة ( على حسابه ) ، والغرق في عوالم الثقافة العربية ٠
ولم تنحصر العلاقة بأستاذنا على ” المقهى ” وحيزه الحغرافي ، ولكنها امتدت إلى أماكن عديدة في ” عمّان ” ٠
وهكذا تعلمنا منه الكثير عن ” الثقافة ” و ” الحياة ” كما هي ” الحياة ” و ” الثقافة ” ٠
ولم يكن بدوره مهموماً وقتذاك بمفهوم ( الكسر النسبي للإيهام ) بين المتفرج والعمل الثقافي بشكل تنظيري فحسب ، ولكن بممارسة ذلك حياتنا في علاقاته مع الآخرين ، وهكذا أخذنا منه خارج جدران ( المقهى ) أكثر مما تلقيناه ونحن جالسون في مقاعدنا داخل قاعات الدراسية ، أو با القرب من ( الكافتيريا ) نستمع حارقة ( وبشطائر عمّ مدبولي ) ٠ احد علامات ثانوية الفحاخيل للبنين – الكويت ٠
صحيح أن الفارق الزمني بين الكويت – عمّان طويل ٠ إلا ان سيرة حميد سعيد قصرّت المسافة ٠
ويتسامى صبر حميد سعيد وكبرياؤه ، ليفرض،الإبداع نفسه على الرغم من محاولات التهميش واللامبالاة ، فيظهر اليوم أكثر من ( مصباح علاء الدين ) ، يلامس كل واحد منهم بأصبعه على السطح المغبر لذاك ( المصباح ) لتحرر سيرة حميد سعيد / من مارد الماضي ، جميل طيب وتتفجر كلمات ، وصوتاً وكتابات ٠
ولكن ما حكاية هذا المارد الجميل الطيب والإجابة ببساطة بأن ( السياسة ) أخذت منه وقتاً كان من الممكن استثماره في العمل الثقافي ، وهكذا كان يؤكد عليّ تعلمه من هذه التجربة ٠
فرحت بهذا التوجيه ، وقد انصيت في مجملها على المحتوى / المضمون ، وكانت موظفة اساساً لخدمة ( التجربة ) وقالبها السردي كمرتكز اساسي لها ، في محاولة تقريبها أكثر فأكثر من المتفرج ، بغرض شد اهتمامه ، إغراقه في الأحداث والشخصيات ، وبالأحرى استلابه ٠
فشلت محاولتي والمكر الطفولي الذي مارسته ، هرباً من النصيحة ، لا اعرف سبب هذا الهروب ؟
ولهذا كان من الطبيعي تخذيري في الإنزلاق بهذه اللعبة التي تقرض الزمن ٠
واتخيل حميد سعيد مخرجاً / ناقداً لأوركسترا متخلية ، يؤرحج يديه لتجسيد تجلياته الإبداعية بين ( الشكل الشعري ) ورؤيته ( المسرحية ) ، للحياة ، حتى التمازج والأنصهار فيما بينهما مع دراية كاملة بالمفردات التعببرية لكل منهما ٠
رقصة الفرح
خمس دقائق هي اللحظات الأكثر جمالأً وتعبيراً ، والتي يمكن مشاهدتها كفيلم قصير وجميل ، لن نبحث في تفاصيله المعنى ٠ نشاهده كما اللوحات التشكيلية المتداخلة والمتحركة ، نسمعه كموسيقي بصرية ، ونقفز بفرح من ثقوب لقطة إلى أخرى ، عندما يتحدث عن صديقه الراحل الشاعر الفلسطيني خالد علي مصطفى ؛ الذي قدم إلى العراق من فلسطين لاجئاً عام ١٩٤٨ ، ويردد بشكل يقترب إلى عمل النحات ، وهو يقول ما قرأت كتابا وناقشته معه حتى اكتشف انه قارئ لهذا الكتاب ، هكذا ينحت حميد سعيد صورة خالد عليّ مصطفى ٠
وعندما تتحطم فكرة المشهد المسترسل ، تتسابق مع لقطات سبنمائية مطعمة بأخرى صورت عمدا بطريقة مؤلمة ، حيث تكلم بوضوح وبشكل إيقاعي غير معهود ، من خلال مونتاج راقص وأليم ، أن الشاعر الدكتور الناقد خالد علي مصطفى ظٌلم في المشهد الثقافي الفلسطيني لا لشيء إلا لكونه كان حزبياً ينتمي لحزب البعث العربي الاشتراكي ، على الرغم أكثر الكتّاب الفلسطنيين ينتمون لليسار هنا تدخلت وقلت ( قبائل اليسار ) ، وبمعنى آخر فإن ( الحكاية ) تندرج في بناء إيقاعي موسيقي ، وتتراقص الكلمات بحركة متوترة ، وتتأرجح اللقطات في مونتاج متلعثم ، لا يدع المتفرج أي فرصة لا لتقاط أنفاسه ، ويشجعه على تجميع الأحداث المتشظية في ثنايا المشاهد المتلاحقة ، المتداخلة ، والمتراجعة ٠
يتبع

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *