الرئيسية / الآراء والمقالات / د. مونتجمري حور يكتب : القيادة الفلسطينية تسبقنا بعقد من الزمن تجاه الدولة الواحدة

د. مونتجمري حور يكتب : القيادة الفلسطينية تسبقنا بعقد من الزمن تجاه الدولة الواحدة

مونتجمري حور

القيادة الفلسطينية تسبقنا بعقد من الزمن تجاه الدولة الواحدة

كتب: د. مونتجمري حور

كثيرة هي الطرق التي يمكننا من خلالها إثبات انطلاق قطار حل الدولة الديمقراطية الواحدة الذي تم التأسيس له منذ سنوات طويلة وبمعنى أدق إثبات الانتقال من التحضيرات له إلى الشروع في تنفيذه. أعاود في هذا المقال إثبات ذلك دون التطرق إلى المنطلقات الفكرية التي أسس لها الآباء والأجداد في منظمة التحرير الفلسطينية أو الاتفاقات التي تدور هنا وهناك ولا أكترث كثيراً إلى توقيت الإعلان عنه. في هذا المقال أطرق رأس الهرم الفلسطيني المتمثل في السلطة الوطنية الفلسطينية وأستثني حركة حماس لأترك المجال مفتوحاً أمام القارئ الكريم لإجراء المقارنات وللإجابة عن أي تساؤل مماثل أوجهه للقيادة في رام الله، كما بإمكان القارئ أن يوجه التساؤلات ذاتها إلى حركة حماس أيضاً فهي ليست بمعزل عن قضايانا اليومية بل والمصيرية.

بداية، قبل الوصول إلى اتفاق إعلان المبادئ في أوسلو، قادت مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين المؤمنين بالحقوق الشرعية الفلسطينية المفاوضات مع الإسرائيليين في جبهات عدة واجتهدوا بغية الوصول إلى أفضل النتائج التي تلبي طموح أبناء شعبنا الفلسطيني فأصابوا وأخطأوا وبدل الدخول في تفاصيل تقييمية عقيمة لإنجازاتهم وإخفاقاتهم، أكتفي بالتنويه إلى أنه بمرور الوقت تراكم لدى هؤلاء النخبة خبرة معرفية تراكمية مكنتهم من الاطلاع على القضايا وخباياها بل وخبايا خبايا الأمور ووصلوا مستوى القدرة على التنبؤ بمهنية عالية برد فعل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي إذا ما اتخذت القيادة الفلسطينية مثلاً قراراً سياسيا هاماً. أسماء كبيرة من الفدائيين والكفاءات من ذوي البصمات والهامات العالية الذين لطالما شحذوا هممنا بلقاءات وجاهية أو بإطلالات تلفزيونية بهية على الفضائيات المحلية والدولية أو بحديث عبر أثير الراديو وأقل حق لهم علينا أن نفيهم جزءاً من حقهم علينا بالاعتراف أنهم كانوا عظماء والشخص العظيم غالباً ما تكون لديه القدرة على جذب الشعب العظيم وإتقان فن مخاطبته وتقريبه ليلتف الشعب بدوره حول قيادته الشرعية العظيمة. أذكر أننا كنا ننتظر كل لقاءاتهم التي يعلن عنها لظهور أحدهم بل ولا نفوت أي لقاء منها وكأنهم نجوم مشاهير، بل واعتدنا أن يذكر بعضنا البعض عن موعد اللقاء للاستماع لصوتهم الفلسطيني القوي الذي يصدح بالحقوق الفلسطينية والذي لطالما أحدث صدى للقضية برمتها ومد الشعب الفلسطيني بالعزم والأمل والإيجابية كما امتاز الحوار السياسي في تلك الفترة بعمقه ومخاطبته لقضايا مهمة واقترن بمصطلحات ثورية كالنضال مثلاً ونيل الحقوق والفدائيين والتعبئة وحل الدولتين وانتزاع الحقوق وإلزام إسرائيل والتعاون الدولي وجيش التحرير وعملية السلام وحق العودة واللاجئين وقرارات الأمم المتحدة وغيرها من المصطلحات التي بهت لونها نسبياً مؤخراً، ناهيك عن زياراتهم الدبلوماسية سواء الإقليمية أو الدولية التي امتازت بثقلها السياسي، واليوم بتنا نسمع عن أموال المقاصة والمصالحة وإصدار تصاريح للعمل داخل إسرائيل وانتظام الرواتب من عدمها ونسبة الرواتب والتنسيق الأمني بحلته الجديدة.

يبدو أن القيادة الفلسطينية مصرة كعادتها على أن تسبقنا بعقد من الزمان على الأقل قبل الإعلان عن مشروعاتها الجديدة. أقول بكل ثقة ومسئولية أننا أخفقنا في كل مرة أخفت فيها قيادتنا الحقائق عن الشارع الفلسطيني لدرجة انفصلت فيها بصورة كبيرة عنه وأتمنى أن تعكس القيادة هذا النهج هذه المرة لكي تمضي قدماً في خياراتها الجديدة والشعب خلفها فلقد أصبح الشعب مخضرماً سياسياً لأنه عاش في ظل أشكال حكم مختلفة؛ عاش الشعب حقبة حكم إسرائيل كقوة احتلال ثم حقبة السلطة الفلسطينية، أما أهلنا في غزة فقد “حالفهم الحظ” ليعيشوا فترة حكم ثالثة هي حكم حركة حماس.

أكرر التأكيد على انتقالنا لتنفيذ بنود حل الدولة الديمقراطية الواحدة وهو ليس وليد اللحظة والمقلق أن مصير هذا الطرح قد يكون الفشل أو ضعف الموقف على أقل تقدير إن تقدمنا تجاهه بهذه الطريقة بعدم إدراج سياسيين مخضرمين وأكاديميين أكفاء ممن تركوا بصمات في مجالاتهم وهم بالآلاف ولن يرى أي اتفاق حقيقي للسلام النور دون تبنيه جدياً والتمهيد له والدفاع عنه وإبراز مزاياه وعيوبه للشعب خصوصاً وأن هناك ارتباطات دينية وديمغرافية وسياسية وجغرافية هذه المرة تخدمنا جميعاً وتخدم طروحاتنا.

على أية حال، يبدو لي أن لكل مرحلة رجالها وأناسها ولا اعلم مصير رجالات أوسلو. الوحيد الذي أعلم مصيره هو القائد الفذ صائب عريقات رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى، والسؤال الأول الذي أطرحه على القيادة الشرعية الفلسطينية في رام الله: إن كان حل الدولتين لا زال هو القائم، فأين كل رجالات أوسلو؟!

montgomeryhowwar@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *