الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
تطبيق قاعدة ٩٠/١٠ لستيفين كوفي …
د.مروان محمد مشتهى
تعتبر عملية التغيير ، واكتساب المهارات من خلال بناء الذات والشخصية ، وتأهيل رأس المال البشري والفكري موضع اهتمام العلماء في كيفية تطوير القواعد والنظريات للتعامل بأقصى درجات الإيجابية والمبادرة لإحداث التغيير المطلوب في حياتنا ، ولا يحدث ذلك إلا من خلال فن الإنتقال من النظرية إلى التطبيق العملي في شتى مجالات المعرفة .
لقد استطاع العالم الأمريكي ستيفن كوفي من استحداث قاعدة ٩٠/١٠ تقول تلك القاعدة ببساطة: أننا لا نتحكم بما يمثل 10% مما يدور حولنا أو خارج عن ارادتنا ونطاق سيطرتنا ، مثلاً الأزمات الطبيعية ، الكوارث ،الأوبئة أو حتى على مستوى الأمور الحياتية ، مثل تأجيل مؤتمر أو موعد فصل جامعي ، أو تأجيل سفر لإرباك حدث في مواعيد الطيران ، كل ذلك ليست لنا سيطرة فيه وإنما علينا قبوله كما هو والتسليم بالتوقيتات الجديدة له .
لا نستطيع اغفال أن نسبة 90% التي نستطيع التحكم في تأثيراتها وانعكاساتها المباشرة على حياتنا ، من خلال كيفية تعاطينا مع المواقف والأحداث ، وتأثير تقلبات الحياة وتشابكاتها وعلاقاتها الدقيقة ، بمعنى قد تستطيع أن لا تعكر مزاجك بأشياء صغيرة لا قيمة لها واعتبارها كأن لم تكن ، مثلاً في حالة الجلوس على مائدة الطعام عادةً ما يتم حالة صغيرة من الإرباك من ناحية أفراد الأسرة فمنهم لا يعجبه مكان الجلوس أو لا يعجبه الطعام أصلاً أو أن هناك طفل صغير دائم البكاء والصراخ، أو قد يقع أحد الأطباق فينتج عنه ضجة مستفزة ؛ هنا تبرز أهمية ردة الفعل السلوكي في توظيف قاعدة كوفي 90% ، هل سيكون رد إنفعالي عنيف بالصراخ والعصبية المفرطة واستنزاف طاقتك وجهدك ،أم ستستخدم إمتصاص الحدث الذي سيتكرر يومياً ، هل ستستخدم فن التجاهل والتغافل الذكي بتهدئة الأوضاع واعتبارها كأن لم تكن لأن الامور لا تتعدى أكثر من أمور حياتية معتادة الحدوث تستطيع بلباقتك وحسن تصرفك من القفز عنها بسلام فما هي إلا زوبعة في فنجان.
إن لباقة التصرف في الأزمات والأحداث لا تتم إلا بتوفير طاقتك وما يستنزفها ، من خلال الاستخدام الأمثل ل90% مما تستطيع التحكم به للخروج من تلك المواقف بأقل الأضرار والمحافظة على استقرارك النفسي والعاطفي وتوفير كثير من الوقت والجهد المهدور بلا فائدة مرجوة .
