السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت
الحلقة الخامسة وعشرون
عش حماراً ٠٠٠ عش سعيداً
سليم النجار
فقد ذاكرتي واصبحت قليل الكلام ٠ في ذلك النهار حدثت ببساطة كارثة وطنية ٠ من جديد سأكون صديقا لكمان الكذب ، واحتسي نبيذ الصدق ٠ بعد أن اشتعلت الأنتفاضة الفلسطينية ، وكثرت الأقاويل بين أهالي حارة سوق الصباح مقولة ان الفصائل الفلسطينية لا علاقة لها بالإنتفاضة ، كالنار في الهشيم ٠
اشعر أنا ايضاً بالكأبة ٠ وأود ان افتعل حوارا مصطنعا مع صديق العمر سعد حرب ، الذي رفض أي حوار في شأن الأنتفاضة ، فهو مشغول بتجديد وثقية جوازه سفره المصرية التي ترفض السفارة في الكويت تجديدها وتبرر هذا السلوك القانوني انهم لم يتلقوا تعليمات من الخارجية في القاهرة بالتجديد ، لأي فلسطيني يحمل هذه الاوارق البالية ٠
كلانا صامت ، لا نتحدث بعد سماعي هذا الخبر غير الأليف ، اصب له كاسة شاي ، يرتشف واحدة ثم يترك الكأس ٠
حينها ذهبت إلى الثرثار ابو المأمون لعل اجد شيء مفيد ، لعل ، وجدت عنده علية القوم من أهالي حارة سوق الصباح ، توهمت في البداية انهم يستعدون للذهاب بشكل جماعي للصلاة يوم الجمعة ٠ النقاش بينهم ديمقراطي وهذه حالة نادرة الحدوث في حارة الصباح ، يتبادلون التهاني فيما بينهم على الزيادة التي جاءت على رواتبهم ، وكل واحد منهم يرسم خطة إستراتيجية لهذا المولد الجديد ٠ وكالعادة ابوالمأمون اخذ دفة الحكي وذكر الأخوان ، يا جماعة الخير ، هناك انتفاضة في البلاد ، وجاء الرد من الأخوان وبشكل جماعي ، منظمة التحرير لا علاقة لها بالأنتفاضة ، ورحب ابو المأمون بهذا الرأي السليم والنابع من قلوبهم الصافية ، ونسي ابو المأمون والسديد ، غفر الله له على هذه الخطيئة ، خطيئة النسيان ٠
تحمس ابوالنور مدّرس التاريخ في مدرسة الفرزدق الأبتدائية ، وقدم مشروعا إيمانياً ، طالب فيه تقديم عريضة لوزارة التربية كونه مدّرس فيها ، عدم اقتطاع ٥% من رواتب المدرسين الفلسطيين كل شهر لصالح منظمة التحرير الفلسطينية ، التي لا علاقة لها بالإنتفاضة المشتعلة الآن ، ما انهى ابوالنور اقتراحه ، حتى دب خلاف بين الأخوين وارتفعت الاصوات رافضة هذا الإقتراح الشيطاني ، وقالوا وبإجماع الشهود لماذا وزارة التربية ، فنهاك اخوان يعملون في وزارة الكهرباء ، ووزارة الصحة ، لا بد المطالبة ان تشمل الكل ، وكالعادة اخذ ابو المأمون دفة الحكي وحسماً للخلاف الذي نشأ بين الأخوان ، طلب مهنم الأستعداد للذهاب لصلاة الجمعة وبعدها يحلها الف حلل ٠
غادرت المكان بعجرفة ٠ وجدت ضالتي في المطعم الهندي ، الذي يُعرف بإسم مطعم اسماعيل الهندي ، بين الشباب ، أخبار الإنتفاضة تملأ كل شاشات التلفاز ، لا شغل لها إلا صور الإنتفاضة ٠
شعرت بفرح لحماس الشباب تبدد بثواني ، بعد اقسم رؤوف ابن قرية العباسية قصاء يافا ، انه سمع من والده يوم امس سرقة العقد الذهبي يساوي ثمنه ٥٠ الف دينار ، تبرعت به كويتية دعماً للإنتفاضة ، وغطى خبر السرقة الذي انتشر كالسرطان بين الفلسطينيين ، وشهادة للتاريخ وانهم اكدوا على صدق السرقة ، وابدع كل فلسطيني برواية السرقة ، هذا راى العقد على صدر زوجة مدير مكتب منظمة التحرير في احد الأعراس الفلسطينية وكان من ضمن الحضور ، وآخر سمع من ابن خالته الذي لا يقطع فرض صلاة ، ومتحمس آخر سمع من والدتة ، صحيح انها كانت في حالة غضب ، بعد ان طنش الوالد حفلة يوم الخميس معها في غرفة النوم ، انها شاهدت العقد ، لكنها لم تشرح تفاصيل كيفية مشاهدتها العقد ٠
يدور الحديث طول الوقت عن العقد المسروق واصبح الشغل الشاغل لجميع الفلسطنيين في الكويت ٠