الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد جبر الريفي يكتب : في ذكرى الحرب العدوانية الصهيونية الثالثة عام 2014 ⁠

محمد جبر الريفي يكتب : في ذكرى الحرب العدوانية الصهيونية الثالثة عام 2014 ⁠

محمد جبر الريفي
في ذكرى الحرب العدوانية الصهيونية الثالثة عام 2014

بقلم: محمد جبر الريفي

الدمار الذي احدثه العدوان الصهيوني الغاشم على القطاع في صيف عام 2014 والذي يصادف ذكرى وقوعه في مثل هذه الايام ..هذا العدوان البربري الذي استمر واحد وخمسين يوما لم تشهده اي منطقه في العالم سواء التي وقعت في الحروب اﻻقليميه كالحرب اﻻيرانيه العراقيه.التي استمرت زهاء ثمانية اعوام او غيرها من الحروب التي جرت بين دول متجاوره في منطقة البلقان والقاره اﻻفريقبه وجنوب شرق اسيا وبين الهند وباكستان او في الحربين العالميتين اﻻولى والثانيه حيث الهدف من وراء تلك الصراعات المسلحه كلها كان بالدرجه اﻻولى هو الحاق الهزيمه العسكريه بالجيوش لتحقيق اهداف سياسيه

اما المدنيين اﻻبرياء من اﻻطفال والنساء والشيوخ وممتلكاتهم فقد بقوا خارج اﻻستهدافات الحربيه وذلك بعكس ماجرى في الحرب العدوانيه الصهيونيه الثالثة على القطاع عام 2014 حيث فاق الدمار الهائل وما سببه من قتل لهؤﻻء المدنيين هو اكثر ما تعرضت له مدن في العالم اشتهرت بقسوة المعارك التي دارت فيها كمعركة لندن مثلا الشهيره في الحرب العالميه الثانيه حين تعرضت هذه العاصمه البريطانيه الكبرى لقصف جوي الماني شديد ولمده طويله وكذلك ايضا معركة ستالينجراد الشهيره فقد وصل الي تلك المدينه الروسيه اﻻستراتيجيه الهامه التي لها رمزيتها عند اباطرة روسيا القيصيريه القدامى ..

وصل اليها في زحفه الجيش النازي اﻻلماني في هجومه على جبهة اﻻتحاد السوفيتي السابق ايام حكم ستالين الذي قاد بلاده العظيمه في تلك الحرب الى النصر حيث اندحر بعد ذلك هذا الجيش النازي امام الجيش اﻻحمر السوفيتي الذي ظل يطارده حتى دخول برلين العاصمه اﻻلمانيه وسقوط الرايخ وانتحار هتلر…هكذا فالدمار الهائل الذي لحق بالقطاع في حرب عام 2014 يفوق الدمار الذي لحق بهاتين المدينتين الكبيرتين لندن وستالينجراد في الحرب العالميه الثانية ..

تلك الحرب التي دارت بين دول الحلفاء ودول المحور في اﻻربيعينات من القرن الماضي تشابه في بعض معاركها القاسيه المعركه التي دارت بين الجيش الصهيوني وقوات المقاومه الفلسطينيه الباسله حيث استعملت فيها كل اﻻسلحه التقليديه من جانب العدو الصهيوني من طائرات ودبابات وصواريخ اما صواريخ المقاومه فهو نوع اخر من السلاح اﻻستراتيجي امتلكته فصائل المقاومه وابدعت في استخدامه في الحرب العدوانية الأخيرة التي استمرت 11 يوما ليحقق توازن الرعب في المعادله الحربيه بين الطرفين ..

كما صمدت تلك المدينتين لندن وستالينجراد في الحرب العالميه الثانيه صمدت غزه كذلك ومدن القطاع في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم فلم يحقق العدو الصهيوني اهدافه السياسيه او العسكريه على الرغم من الفارق الكبير بين طرفي الصراع في المقدره العسكريه وايضا بالرغم من صمت اﻻنظمه العربيه المخزي وتخاذلها عن نصرة الشعب الفلسطيني في القطاع فقد واجه بطش وجبروته ذلك العدوان لوحده دون ظهير عربي او اقليمي او دولي تماما كما حدث في حرب لبنان عام 82 حين صمدت قوات الثوره الفلسطينيه في معركة حصار ببروت قرابة ثلاثة اشهر وسط صمت وتخاذل النظام العربي الرسمي بكل اطرافه …..

في هذه الذكرى الأليمة لحرب 2014 نقول : أن العمل على تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بشكل عاجل وشامل وكامل هو الرد الحقيقي على عدوانية الكيان الصهيوني التي يرتكبها بين الحين والاخر على القطاع (اربعة حروب )

لان الهدف السياسي من وراء هذه الحروب هو وضع تصور امني خاص بالقطاع يشكل مدخلا لكيانية منفصلة فيه يعزله عن الضفة الغربية وهو ما يجري البحث فيه الان عبر وساطات اقليمية ودولية لذلك فان الوحدة الوطنية الفلسطينية يجب ان تبقى هي الهدف السياسي الرئيسي في هذه المرحلة لكافة فصائل العمل الوطني والإسلامي ولكافة مؤسسات المجتمع المدني لأنها بكل المقاييس أسمى من كل المصالح التنظيمية والشخصية والجهوية ولها أولوياتها لانها تعتبر صمام الأمان لاستمرار وحدة النسيج السياسي والاجتماعي للشعب الفلسطيني بكافة أماكن تواجده ..

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : الموقف الأميركي المخادع ودعم الاحتلال العسكري

الموقف الأميركي المخادع ودعم الاحتلال العسكري بقلم  :  سري  القدوة الثلاثاء 23 نيسان / أبريل …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *