الرئيسية / الآراء والمقالات / د. مونتجمري حور يكتب : الهدف الرئيس من زيارة بينيت للولايات المتحدة الأمريكية ⁠

د. مونتجمري حور يكتب : الهدف الرئيس من زيارة بينيت للولايات المتحدة الأمريكية ⁠

مونتجمري حور

الهدف الرئيس من زيارة بينيت للولايات المتحدة الأمريكية

بقلم: د. مونتجمري حور
تناولت عدة مواقع إخبارية إسرائيلية وأخرى دولية زيارة رئيس الوزراء الحالي بينيت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه الرئيس الأمريكي بايدن وبحسب المصادر جرى تناول سبع نقاط تم الإعلان عن أربع ومنها السعي لحلحلة حالة الجمود السائدة بين إسرائيل والفلسطينيين كتحسين حركة مرور الفلسطينيين على الحواجز الإسرائيلية وتحسين الأوضاع الإقتصادية، والبرنامج النووي الإيراني، والتحالفات الجديدة التي يتم عقدها وسبل تعزيزها الخ…. وأكثر التصريحات التي أثلجت قلب الإسرائيليين هي تعهد بايدن لبينيت بعدم وصول إيران لامتلاكها قنبلة نووية. وفي هذا المقال، أركز على نقطة لم تتطرق لها وسائل الإعلام المحلية وهي الهدف الأبرز لهذه الزيارة.

نقلت عدة صحف إسرائيلية على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت ومسئولين إسرائيليين آخرين تحقيق زيارة بينيت لأمريكا لأهدافها كافة واكتفت الصحف الإسرائيلية بالقول أن الزيارة حققت أهدافها وما هو وراء هذه الأهداف أيضاً. بالنسبة للقضية الفلسطينية، وافق بينيت على إجراء نوع من التحسينات على الأمور الحياتية للفلسطينيين ورفض رفضاً قاطعاً أي محادثات تقوم على أساس حل الدولتين وقال أنه يعارض تماماً قيام دولة فلسطينية.
على أية حال، تناولت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً مهماً ونقلته عنها صحف إسرائيلية أخرى شمل تصريحات مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لم تسمهم تؤكد أنه بعد انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حجبت إسرائيل معلومات استخباراتية عن واشنطن بأمر من بنيامين نتنياهو لمنع إدارة بايدن من تقليص أو تقويض عملياتها العسكرية السرية ضد إيران والتي تهدف إلى عرقلة البرنامج الإيراني النووي وأكدت المصادر أن الأمر وصل بنتنياهو إلى إعطاء واشنطن إشعاراً قبل ساعتين فقط من الهجوم على محطة نطنز النووية الإيرانية ورأت الولايات المتحدة الأمريكية أن في ذلك انتهاك إسرائيلي لاتفاق طويل الأمد وغير موثق كتابياً بينها وبين إسرائيل بضرورة إشعار الولايات المتحدة بشأن العمليات السرية على الأقل بما يمنح واشنطن فرصةً لتأكيد الهجوم أو إلغائه. وفي شهر أبريل تم استهداف منشأة نطنز النووية التي تعتبر من اهم المنشآت الإيرانية لتخصيب اليورانيوم وتقع في قلب ايران تحديداً في شمال وسط ايران في شمال محافظة أصفهان. أشارت ايران آنذاك بإصبع الاتهام الى إسرائيل وبالبحث والتنقيب في تصريحات القيادة الإيرانية، أكدت إيران بعد انتهاء التحقيقات أن هذا الهجوم جاء على هيئة انفجار داخلي ووصفه رئيس لجنة الطاقة بمجلس الشورى الإسلامي في إيران فريدون عباسي بالقول أن “تخطيط العدو كان دقيقاً للغاية”، مؤكداً أنه ينظر ” إلى القضية من منطلق علمي”.. فموقع نطنز النووي لديه “محطة كهربائية توصل الكهرباء إلى عمق 40 إلى 50 متراً تحت الأرض”، مشيراً إلى أن “المكان الذي تحت الأرض قد بني باستحكامات قوية، لكي لا تقدر الهجمات الجوية والصاروخية على تدميره”. وأشار عباسي إلى انفجار “نطنز” الذي وقع أبريل الماضي أنه “كان بسبب زرع متفجرات في طاولة كبيرة للتوازن أدخلت إلى المنشأة”. وتحدثت البي بي سي أن وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيراني حملت المسئولية لرجل يدعى “رضا كريمي”، وأنه كان ضمن الفريق العامل في المنشأة النووية، وقالت أنه غادر البلاد قبل أيام من الهجوم وهذا دليل على وجود شبكات تجسس إسرائيلية فاعلة في ايران.
بلقائه بايدن، حاول بينيت أن يؤكد على متانة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية وأهميتها ونوه إلى الدور الأمريكي كشريك لم تشهد إسرائيل “أفضل منه ولا أكثر موثوقية منه، وقال “لقد دافعت عنا الولايات المتحدة دائمًا، خاصة في الأوقات الصعبة”، وحاول بينيت أن يظهر قوة إسرائيل بقوله ” لا نريد أن نستعين بحماية خارجية فحماية أنفسنا هي مسئوليتنا” ثم أشار إلى استعداد إسرائيل إلى تقديم المعلومات الاستخباراتية اللازمة عن برنامج ايران النووي خصوصاً وأن الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب تقرير نيويورك تايمز، أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الاستخبارات الإسرائيلية في برنامج إيران النووي، ونوه التقرير إلى نجاح طهران في كبح شبكات التجسس الأمريكية في ايران.
ونقل التقرير عن بعض المسؤولين الإسرائيليين قولهم إن إسرائيل جاهزة لتزويد الولايات المتحدة الأمريكية بالمعلومات الاستخباراتية ولكنها تخشى أن تقوم واشنطن بتسريب تلك المعلومات كما فعلت الإدارات الأمريكية في تعاملها مع عمليات أخرى سابقاً الأمر الذي نفاه مسؤولون أميركيون، وزعم بعضهم أن نتنياهو استخدم هذه التهمة فقط لا غير كضغينة ضد إدارة باراك أوباما التي تفاوضت على الاتفاق النووي حين كان بايدن نائبا للرئيس. وتحدثت المصادر عن أن إدارة أوباما السابقة أبقت المفاوضات مع إيران سرية، إلا أن إسرائيل علمت عنها بطرقيتها الخاصة. وفي سياق متصل، قال مسؤول إسرائيلي سابق إن نتنياهو كان مقتنعا بأن وكالات المخابرات الأمريكية كانت تبقيه تحت المراقبة تحديداً في الفترة الرئاسية لأوباما، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
يأتي التقرير في وقت عقد فيه رئيس الوزراء نفتالي بينيت وبايدن أول اجتماع لهما، حيث قالت الصحيفة إن الهدف الرئيس لرئيس الوزراء هو ضمان استمرار الدعم الأمريكي للعمليات السرية الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني وأضافت أن إحدى القضايا المهمة التي تمت مناقشتها هي استعادة الثقة بين الدولتين بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية، مع تعزيز موقف بينيت مع الولايات المتحدة من خلال “شبكة التجسس الإسرائيلية العليا العاملة في إيران”.
في هذه الزيارة تكون إسرائيل قد حسمت موقفها وبشكل علني عن وقوفها مع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كامل رغم سياستها الرامية للجميع بين المتناقضات السياسية المختلفة وحصلت على ضمان استمرار الدعم الأمريكي لعملياتها السرية ضد البرنامج النووي الإيراني.


montgomeryhowwar@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *