الرئيسية / الآراء والمقالات / د.صالح الشقباوي : يكتب الاهداف الصهيونية من التطبيع

د.صالح الشقباوي : يكتب الاهداف الصهيونية من التطبيع

اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر  في الجامعات الجزائرية
اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر في الجامعات الجزائرية

الاهداف الصهيونية من التطبيع.
د.صالح الشقباوي
استاذ الدراسات العليا
جامعة بودواو _ الجزائر

سعت مؤسسة صنع الافكار الصهيونية ، خلق مناخات عربية في نسق البنية السياسية والعسكرية والاقتصادية والديموغرافية ، كشرط واجب لتحقيق اهدافها ، وفرض سلامها ، فكان التطبيع اولى اهتماماتها لاستثمار اهدافها التي برمجتها، من وراء ربيعها اليهودي- العبري والذي ضرب بقوة جسد معظم الكيانات العربية من الماء الى الماء.
فالتطورات الدراماتيكية الجارية في مسيرة التطبيع، تشير الى ان بعدا جديدا في مفهوم الصراع العربي – الأسرائيلي يتمظهر وينفتح وهو يتمثل في سعي منظومة الفكر الصهيوني المعاصر الى خلق ادوات سياسية ومنظومات فكرية لابتلاع الهوية الوطنية الفلسطينية خاصة فلسطينيو الثماني والاربعون والذين يشكلون خمس سكان اسرائيل ، كما انها عملت وبقوة ومازالت تعمل ( رغم نجاحها النسبي)
في تجريد دول المنطقة من هويتها الوطنية ، تحت ذريعة التطور في مفاهيم مابعد العولمة والتي تقوده وتسيره حسب اهدافها ومصالحها البنيوية،وذلك لادخال المنطقة العربية ضمن تعريف جيوبولتيكي صهيوني يجرد المنطقة من بعدها القومي ..ويحولها الى جز..شبيهة بجز المالديف، بعد نزع الهويات الوطنية .
انها تسعى للتعاون مع الطبقات المالية الحاكمة في دول الخليج العربي ، كطبقات حاكمة ومتميزة ، من اجل خلق فلسفة تعاون مشترك يقوم على اسس منفعية متبادلة تساعد في استحداث جديد لمفهوم التسوية العربية الاسرائيلية دون فلسطين ، والغاء المقاطعة وبناء تعاون امني في اطر مؤسساتية …وهذا ما يطلق عليه التسوية الثالثة ..والتي تقوم على رسم خرائط سياسية واقتصادية جديدة للمنطقة تخضع للهيمنة الصهيونية ، وتخلق وقائع جديدة على الارض تنقص من الحقوق الوطنية الفلسطينية (وجود ، كيان ،وطن) استنادا كما ذكرت سابقا على نتائج فعل ربيعها الصهيوني في الجسد العربي والذي انتصر.
من هنا اؤكد ان التطبيع مهما كان حجمه وشكله ونطاقه لن يحل الصراع او ينهيه، طالما ازيحت جانبا حقوقنا الوطنية ،
وبقيت اسرائيل مشحونة بمكبوتاتها ونوازعها العدوانية والتوسعية والعنصرية ، فالصراع له اسبابه ومحدداته، وهو ليس بآزلي ولا يشابه وجوده الظواهر الطبيعية التي لا مرد لها ، بالرغم من اعتماد اسرائيل في صراعها معنا على فكرة ان الفلسطيني عدو دائم لها ولوجودها ولكيانها ، صحيح ان الفلسطيني ومن خلال فكر حركة فتح يعتبر ان الصراع وطني طويل الامد ينتمي الى نمط الصراعات الاحلالية التاريخية الممتده لكنه ليس ازلي بل سيخضع اجلا ام عاجلا الى ارادات الحتميات ..والتي تؤكد ان الوجود الكياني المبني على حق القوة سيضعف وينهار وينهزم ولنا في التاريخ المعاصر امثلة مشرفة والمتمثلة في انتصار الثورة الجزائرية على جبروت وطغيان وبطش وارهاب وقتل وتدمير الجيش الفرنسي الغاشم في الجزائر …من هنا اقول ان السلام لن تصنعه قوة وعلى اسرائيل ان تتخلى عن احلامها باقامة اسرائيل الكبرى..وعن جوهرها العقائدي بعد ان تنزع اللثام عن خلفيتها الحضارية ..!!
عليها ان تفكر ان اطلاق العنان لحركة عنف الديناميات الفاعلة في المجتمع الاسرائيلي وصلابة البنية الايديولوجية الصهيونية مجسدة في الدولة اليهودية لن يزيد الشعب الفلسطيني الى قوة وحيوية وايمانا بالاستشهاد من اجل الدفاع عن دينامياته الوطنية وهويته الصخرية التي لن تذوب في محيطها العربي ..ختاما اقول ومن موقعي كمناضل واكاديمي ان المشروع الصهيوني اخفق في حل المسألة اليهودية..والغاء الديسبورا اليهودية وانشاء دولة يهودية نقية .ولتعلم ان التسويات التي تمت وتتم هي تسويات هزيمة لا تسويات خيانة .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي

حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي بقلم  :  سري  القدوة الأربعاء 24 نيسان / أبريل 2024. …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *