الرئيسية / الآراء والمقالات / د. مروان محمد مشتهى يكتب : تأثير الضغوط النفسية على الشخصية

د. مروان محمد مشتهى يكتب : تأثير الضغوط النفسية على الشخصية

مروان محمد مشتهى

تأثير الضغوط النفسية على الشخصية
د. مروان محمد مشتهى

تعتبر حياتنا العصرية التي يسودها عالم التكنولوجيا والتغيير السريع من حولنا ، ويموج بعالم المنافسة الشرسة بين الكيانات والأفراد؛ عاملاً أساسياً في زيادة الضغوط النفسية والتوترات العصبية مما يتطلب العمل على خفض حالة التوتر المسببة للشخصية لتحافظ على هدوئها الإنفعالي ومزاجها العام .

يمكن القول أن الحالة النفسية تدخل في معظم تفاصيل حياتنا ،فهي تعبيراً للمزاج العام الذي يمر به تكوين الشخصية وانعكاساً حقيقياً للمواقف والأحداث التي تمر بها ؛ مما يؤدي إلي اضطرابات نفسية وسلوكية تؤثر في توازنات الشخصية وتكوين علاقاتها الإنسانية .

وترتبط الضغوط النفسية بالتغيرات التي تحدث للشخص من خلال علاقته وتفاعله مع البيئة المحيطة ،مما ينتج عنه حالة من عدم التوازن والقلق والتفكير المرهق في شريط الأحداث والذكريات المؤلمة الذي تعرض لها ذلك الشخص في الماضي، مما يتسبب في اضطراب في السلوك والتعامل الحاد مع الآخرين.

مما لاشك فيه أننا نطمح جميعاً للعيش في حياة هادئة لا وجود فيها للضغوط النفسية والعصبية ؛ لكن الإنسان خلق في كبد ، فالحياة معترك فيها الخوف و الفقر والمرض والأزمات ، فلابد لنا من التعايش والتكيف مع تلك الضغوط قدر المستطاع والتعامل معها بواقعية والإبتعاد عن المثالية المفرطة، من خلال التفكير بإيجابية في كيفية الخروج بأقل الأضرار من تلك الأزمات والأحداث والمواقف المؤلمة؛ ووضع الحلول والبدائل المدروسة لها بعناية واتخاذ القرارات التي تتناسب مع الأحداث في الوقت المناسب .

من ناحية أخرى يعتبر الشقاق الأسري أحد مكونات الضغوط الاجتماعية للشخصية ، فطبيعة الوضع الإجتماعي والثقافي، واختلاف تكوين الشخصيات وميولها وتوجهاتها، والتوتر العام المستمر في البيئة الحاضنة كل ذلك يعمل على تكوين حالة نفسية وعصبية مضطربة .

لا يمكن اغفال دور الضغوط الداخلية وصراع الفرد مع ذاته ورغباته ، ومراحل الأخفاق التي مر بها، وعدم تحقيق الأهداف ، ومقارنة نفسه بزملائه و انجازاتهم ، ودور العادات والتقاليد ، والمثل العليا فهي مصدراً أخراً من مسببات الضغوط النفسية والتوترات العصبية وتعكير المزاج .

فتعمل حالة من الصراع والنزاع داخل الشخصية؛ بين ما يريده العقل وما تريده العاطفة، مما يترتب عليه دخول الشخصية في حالة من الضغط النفسي الحاد والمزمن، و عدم اتزان نفسي وعاطفي.

إن تأثير الضغوط النفسية على الشخصية مباشرة وحادة وذات نتائج سلبية على حياة الفرد والمجتمع ، مما ينعكس على شكل سلوكاً معادياً للآخرين ؛كالعنف والنقمة على الواقع الذي يعيشه، والتعامل المتعالي، وانفصاله عن الواقع وانعزاله عن الحياة .

هناك تأثيراً سلبياً للضغوط النفسية على الجوانب العضوية للإنسان فهي افرازات حقيقة للحالة النفسية لذلك يوصي الأطباء مرضاهم بضرورة الابتعاد عن الانفعالات النفسية والعصبية .

إن النفس المطمئنة نعمة من الله وهبها الله لأصحاب القلوب الرحيمة، التي تتعالى على الآلام وتضمد جراحها بنفسها ،ولا تبكِ إلا لتزداد قوة ، لتسعد بشخصية ذات تأثير وكاريزما وقادرة على العمل والإنتاج والابداع في الحياة.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *